قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري إن حركتنا تتقدم بخطىً واثقة، برغم لأواء الحصار والاحتلال والمعاناة والتحديات الداخلية والخارجية، وتضع على سلم أولوياتها قضايا شعبها الكبرى، القدس والأسرى واللاجئين والعودة.
وأضاف العاروري في حوارٍ خاص لمجلة: "تعاهد الحركة شعبنا المجاهد في ذكرى انطلاقتها ألا تفرط في شبر من أرض فلسطين، وأن تواصل مشوارها الجهادي، والعمل لتحرير أسرانا من سجون الاحتلال، وحماية القدس والمسجد الأقصى، والتمسك بحقّ شعبنا في العودة إلى أرضه ودياره التي هجّر منها".
وقال: "نبارك لكم الانطلاقة الـ 35 لحركتكم المجاهدة وأنتم أحد ركائزها في البذل والعطاء تخوضون معها لجج البحر مقاومة ودعوة وفكرًا وحبًا للوطن وحرصًا على المقدسات التي سنحميها جميعا بأرواحنا".
وأضاف: "لقد كان العام المنصرم عاما مليئا بالجهاد والمقاومة شهدت فيه الضفة الغربية معارك مع العدو الغاصب وكانت غزة حامية المقاومة على العهد الذي قطعته بأن يظل سيفها مشرعا في وجه المحتل الغاصب، ارتقى الشهداء وسالت الدماء الطاهرة على امتداد أرض الوطن، وبقي شعبنا صابرا محتسبا يودع أبناؤه في مواكب التضحية والفداء".
وقال العاروري: في هذه الذكرى العطرة نتوجه بالتحية لأمهات الشهداء، تلك القامات السامقة في البذل والعطاء، فهنّ حرّاس الوعي وصانعات الرجال، وكما عودتنا الأمهات الفلسطينيات، فإنهنّ لا يعرفنّ انكسارا أمام المحتل الغاصب على بوابات السجون وفي وداع الشهداء. تلك القامات تمتلئ إيمانا بالله وحبا فطريا للوطن وعزة وشموخ نراه في همة الشهداء الراحلين ووصاياهم. لقد أصبحت كلمات أمهات الشهداء (فلسطين بتستاهل التضحية) عنوانا لشعبنا على امتداد الوطن وخارجه، وستكون عنوانا للتحرير لأننا مؤمنون بأن معركة التحرير وحماية الأقصى ومنع تهويده تستحق التضحيات".
وأكد أن حماس لازالت تحمل أمانة المشروع الوطني الفلسطيني الكبير، وتواصل دربها منذ 35 عامًا، متسلحة بإيمانها بربها، ثم بإرادة شعبنا الصامد الصابر المجاهد، يحدوها أمل يتعاظم بانزياح هذا الاحتلال عن أرضنا.
وأشار إلى أنه بالرغم مما مرّت به حركتكم من محطات فاصلة وتحديات كثيرة، تجلت فيها معية الله وتحققت فيها آياته، وندرك في خضم ذلك ثِقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، سيما مع تصاعد جرائم الاحتلال في أرضنا، وتغوله اللامسبوق على مقدساتنا وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
ولفت إلى أن حماس ستظل على عهدها مع شعبها وأمتها، تحمل السلاح في وجه الاحتلال، وتؤمن بالمقاومة الشاملة، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، سبيلا للخلاص من المحتل، وتقدم في هذا الطريق التضحيات الجسام، وتسخّر طاقاتها كاملة من أجل تحقيق آمال شعبنا في الحرية والعودة إلى أرضه ودياره المسلوبة، وتحقيق آمال الأمة في تطهير بلادنا من المحتلين وتحرير قبلة المسلمين الأولى.
واختتم بالقول إن القضية الفلسطينية بمنعطف كبير تمر ، وتموج المنطقة والإقليم وسط رياح عاتية، وتقف الحركة وسط هذا الزحام ثابتة على خطها الأصيل، محافظة على قيم شعبنا وثوابته ومبادئه، توازن بين متطلبات الحالة الوطنية والحالة التنظيمية، في ظل حرب شاملة يشنها الأعداء علينا وعلى شعبنا، لكن الثقة كبيرة بأنَّ الله تبارك وتعالى يرعى مسيرة هذه الحركة، ويصنعها على عينه، والثقة كبيرة بشعبنا العظيم الذي لا يرتضي الخنوع ولا الذل، ويتقدم واثق الخطى نحو تحقيق أهدافه وطموحاته، بصمود منقطع النظير، وبإرادة لا تعرف الضعف.
وأضاف: "في ذكرى انطلاقتنا الخامسة والثلاثين، نجدد العهد مع القدس التي تتعرض لأبشع حملة تهويد وتهجير وعدوان متواصل على البشر والحجر والشجر، وتتضاعف فيها مطامع المستوطنين ومخططاتهم العنصرية. لكن أهل القدس وأبطال شعبنا الذين يتوافدون من أنحاء الضفة والداخل المحتل ومقاومتنا في غزة هم حراس الأقصى وحماته".
وقال: "نجد العهد مع أهلنا وشعبنا في داخل فلسطين وخارجها، بأننا لن نسقط البندقية من أيدينا، حتى انتزاع حرية شعبنا وتطهير أرضنا من دنس الغاصبين المجرمين، فقد آن لهذا الشعب الصابر المجاهد أن يتنفس الصعداء وأن يعيش حياة كريمة بلا احتلال، وأن يدخل مسجده الأقصى فاتحًا مكبرًا مهللًا منتصرًا".