حمل مهرجان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بذكرى انطلاقتها الـ35 العديد من الرسائل داخليا وخارجيا، وفي اتجاهات مختلفة، ولأطراف عديدة.
وكتب الكاتب حيدر المصدر قائلا "كالعادة، على مستوى المظهر والترتيب، أبدعت كتائب القسام في تقديم فقرتها، وباغتنا محمد الضيف كدأبه بكلمة وجيزة مكتظة بالمعاني والدلالات، فهي تضمنت أربع أطروحات، أطروحة التحية للشعب، والوعد باستمرار المقاومة، وزوال العدو".
وأضاف "ثم أخيرًا أطروحة وحدة كل الساحات، وهذه الأخيرة هي مختصر عنوان المهرجان واستعارته الرئيسية "آتون بطوفان هادر"، لأنها تحتوي دعوة إلى فتح كل الساحات وصولاً إلى تحرير الأقصى".
بدوره، رأى الكاتب والصحفي من الضفة الغربية محمد القيق لإذاعة الأقصى أن مهرجان حماس انذار للاحتلال بأن ملف الضفة الغربية والأسرى حاضرة على أولويات غزة ومقاومتها، والمهرجان رسخ معاني الوحدة الوطنية، وأن ساحة الضفة مهمة بمعركة التحرر.
ولفت إلى أن أبرز ما جاء بالمهرجان توجيه إنذار بإغلاق كلف أسرى العدو، وإعلان القسام عن بندقية هدار جولدن صفعة أمنية للاحتلال، والبندقية كاملة غير مهشمة وبالتالي تعطي مؤشرات جديدة حول حالة الأسير لدى المقاومة.
من ناحيته، أشار الكاتب هلال نصار إلى أن حفل انطلاقة حماس "تناول رسائل ودلالات متعددة ويعد هو الأضخم والأكثر حشدا منذ سنوات".
وقال "الحشد الشعبي والجماهيري ومشاركة كافة ألوان وأطياف ومكونات شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، فالحفل الأكبر والأضخم منذ سنوات والأكثر حشدا من دون كافة الفعاليات الفصائلية الأخرى".
وأشار نصار إلى أن مفاجآت المهرجان تعددت من وجهة، حيث أعلنت حماس في مهرجان انطلاقتها الـ35 عن مفاجأة الحفل وتركتها لختام الحفل، ولكني أقول أن الكلمة المسجلة لقائد هيئة أركان المقاومة والقائد العام لكتائب الشهيد عزالدين القسام أبو خالد الضيف كانت المفاجأة الكبرى والتي جاء فيها: "أيها الغرباء عن أرضنا لقد عجز آباؤكم المؤسسون وهم في قمة جبروتهم وانتمائهم لفكرة الصهيونية الخبيثة عن استئصال شعبنا أو طمس هويتنا فأنتم اليوم أعجز وأجبن من أن تنجحوا فيما فشل فيه آباؤكم وستكون نهايتكم وزوال كيانكم وكنسكم عن أرضنا هي غنيمتنا ووعد ربنا الذين لن يتأخر عنكم بإذن الله، فلتتوحد كل الرايات ولتلتئم كل الجبهات ولتفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مقدسة وهي تحرير فلسطين"، كما أن مشاركة سلاح الطيران في سماء الكتيبة مفاجأة ثانية، أما الاعلان عن كشف المقاومة وحيازتها سلاح الضابط الصهيوني هدار جولدن برقمها العسكري كانت مفاجأة ثالثة وهي المفاجئة الأبرز التي ستحرك قضية صفقة تبادل الأسرى في المجتمع الصهيوني عقب تشكيل الحكومة المرتقبة خلال الأسبوع المقبل، وختاماً نسأل المولى عز وجل أن تكون الانطلاقة القادمة في باحات الأقصى المبارك بعد الفتح والتحرير وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي الظاظا لإذاعة الأقصى أن مهرجان انطلاقة حماس أكد على التفاف الجماهير حول مقاومتها، وقدم خطاباً وطنياً وحدوياً، وجماهير غزة أرسلت رسالة بأن خيار المقاومة شعبي ووطني.
وقال المهرجان أكد على ضرورة تصعيد المقاومة بالضفة وتطوير أدواتها، وكلمة رئيس حماس بغزة يحيى السنوار أكدت على أن المعركة الوشيكة لن تكون بغزة وحدها وهي مفتوحة مع اليمين الصهيوني المتطرف.
وأشار إلى أن المهرجان دعا إلى الاستعداد لمعركة تقرب تحرير فلسطين، وأن البعد العربي والإسلامي مهم في هذه المعركة، ورسالة الأسرى من السجون تضع الفصائل الفلسطينية أمام مسؤولية وطنية بالإفراج عنهم.
كما أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن مهرجان حماس حمل رسائل مهمة.
وأضاف "لكن حديث السنوار في البند الأول هو الأهم على صعيد العلاقة الوطنية وأهمية الوحدة التي تتطلبها المرحلة التي نعيش، ودعوته لمحمود عباس بالعودة لطريق الوحدة دون شروط مرفوضة من قبل الكل الوطني وعلى رأسهم حماس، ولكن على أرض الواقع لا بشائر تؤكد تغير نهج عباس رغم اتضاح الحقيقية أمام الجميع وفشل مشروعة السياسي وفشل أوسلو وانكشاف حقيقة الاحتلال، ورغم ذلك لازالت يد حماس ممدودة لمحمود عباس وللكل الفلسطيني بالوحدة التي تعمل عليها".
ولفت إلى أن الضفة والقدس والـ48؛ كانت حاضرة وبقوة خلال المهرجان والذي يمكن تسميته بمهرجان الكل كل فلسطين؛ الضفة والقدس والـ48.
وأشار كذلك إلى حديث السنوار عن الأسرى وما بذلته حماس من أجل تحقيق صفقة كان آخرها قبل الانتخابات الإسرائيلية ولكنها لم تحقق شيئًا بسبب تعنت الاحتلال رغم ما قدمته حماس كمقدمة للإفراج عن الأسيرين: مغنيستو والسيد مقابل الإفراج عن من أعيد أسرهم مرة أخرى من صفقة شاليط والنساء والأطفال وكبار السن والمرضى منهم ناصر أبو حميد ووليد دقة، لكن الاحتلال يرفض وتوقف التفاوض.
وبحسب الصواف "رغم أن كلمة قائد الأركان المجاهد محمد الضيف (أبو خالد) كانت قصيرة، إلا أنها حملت معاني كبيرة موجهة للاحتلال، والتي أكد فيها أن أجداد الاحتلال وقادته لم ينجحوا في طمس القضية أو القضاء عليها، وأن من يقود الكيان اليوم هم أضعف من ذلك والمقاومة ستحقق التحرير".
أيضا كتب المحلل السياسي د.خالد النجار قائلا "ذاكرة المقاومة ليست فارغة، بل مليئة بالمفاجآت، وما زالت تحتفظ بالصندوق الأسود الذي يطوي في قلبه ما يرعب الاحتلال ويذيقهم بأسًا شديدًا".
وأضاف "في الانطلاقة الخامسة والثلاثين لحماس يتجدد عهد الضيف وأركانه على طريق القدس والتحرير".
من ناحيته، علق المحلل السياسي والكاتب حسام الدجني على الرسائل التي حملها مهرجان انطلاقة حماس.
وقال "أظهرا بندقية الجندي #هدار_غولدن ورقمها وأنها سليمة رسالة ضمنية أن الجندي وسلاحه بحوزة كتائب القسام والأفضل في تفكيك طلاسم هذا المشهد الذي قد يليه مشاهد أخرى هو الاحتلال نفسه".
وأضاف "كلمة #يحيى_السنوار أجابت أوضحت أنه في ضوء تصريحات الرئيس حول شروطه للمصالحة بالقبول بالشرعية الدولية حسم السنوار ذلك لن تكون مصالحة على هذا الاساس وأن قاعدة المصالحة هي المقاومة".
وأضاف "القراءة السياسية المرحلة المقبلة مقبلة على وحدة ساحات تهدف لدمج فريق السلطة لمجريات الأحداث أو عزلهم".
كما لفت الدجني إلى حديث السنوار عن ملف الأسرى، وتحديده سقفا زمنيا أو إغلاق الملف نهائياً.
وقال عن ذلك "تحليل لتلك الفقرة: ثمة رابط منسق له مسبقاً بين كلمة أحد الأسرى في السجون وكلمة السنوار وعليه أرى أن سيناريو دفع الصفقة مع قدوم نتانياهو احتمالاً وارداً حتى وإن عزز السنوار سيناريو إغلاق الملف".