حكمت محكمة الاحتلال الإسرائيلي في اللد، يوم الثلاثاء، على اثنين من معتقلي "هبة الكرامة" بالداخل الفلسطيني المحتل، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وسنة ونصف.
وجاء الحكم بسجن الشابين محمد العاوور 18 شهرًا ومحمد حسونه 36 شهرًا، وهما من مدينة اللد، بعد أشهر من الاعتقال.
وعقدت المحكمة المركزية الجلسة، اليوم، للبت في الحكم بحق الشابين المعتقلين منذ "هبة الكرامة" التي اندلعت في مايو/ أيار 2021 رفضًا للعدوان على المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح وقطاع غزة.
مرحلة جديدة
وقال المحامي خالد زبارقة لوكالة "صفا": "إننا أمام مرحلة جديدة، تريد من خلالها المؤسسة الإسرائيلية أن تجعل من القمع والترهيب، أداة شرعية ضد الفلسطينيين بالداخل".
ووصف محاكمة شبان الهبة بأنها "إجراءات قمعية وليست قانونية، وتستخدمها الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية، من أجل كبت حريات الفلسطينيين وحقوقهم، خاصة حقهم في الدفاع عن أنفسهم والرد على عدوان الاحتلال وجرائمه بحقهم ومقدساتهم".
وجرى تقديم 51 لائحة اتهام ضد شبان من اللد وحدها على خلفية "هبة الكرامة"، من بينهم 17 ما زالوا قيد الاعتقال، والباقين يحاكمون في ظل قيود منزلية.
وكانت محكمة الاحتلال أصدرت أحكامًا عالية وجائرة، بحق عدد من معتقلي الهبة بعد عام ونصف من الاعتقال، كان آخرهم الشاب محمد عمر إغبارية من بلدة معاوية في منطقة وادي عارة، إذ فرضت المحكمة المركزية في حيفا، الخميس الماضي، عليه حكمًا بالسجن الفعلي لمدة 15 عامًا.
ويعتبر هذا الحكم الأعلى الصادر بحق معتقلي "هبة الكرامة"، فيما حُكم على الشاب أدهم بشير من مدينة عكا بالسجن 10 سنوات.
وسبق ذلك، فرض المحكمة المركزية في حيفا، يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حكمًا على أربعة من معتقلي الهبة من مدينة طمرة، وهم: محمد أبو الهيجاء ومحمد أبو رومي وبهاء أبو الهيجاء بالحبس لمدة 7 أعوام، وإبراهيم مريح بالحبس لمدة 5 أعوام.
تعذيب وضغوط
وكانت عائلات معتقلي "هبة الكرامة" عقدت مؤخرًا مؤتمر صحافي في منزل سمير عثمان والد المعتقل محمد عثمان من عكا، أعربت خلاله عن استنكارها وغضبها من الأحكام التي صدرت بحق معتقلي الهبة، وأكدت أنها مجحفة وظالمة.
وأكد محامون أن الاحتلال يضع أحكامًا مفصلة على مقاسات معتقلي الهبة، ويريد من خلالها ردع الرأي العام الفلسطيني في الداخل.
وكشفت ثروت حسونة والدة المعتقل محمد حسونة اليوم، عن أن محققي الاحتلال عذبوه وأرغموه تحت التعذيب على التوقيع على تهم لم يرتكبها.
وقالت في تصريح صحفي: "ابني اعتقل يوم 26 يونيو 2021 في أعقاب استشهاد ابن عمه موسى حسونة، وبخصوص التهم الموجهة ضده فجميعها باطلة".
وأضافت "بسبب الضغوطات النفسية والتعذيب الذي تعرض له ابني جرى إرغامه على التوقيع على تهم لم يرتكبها، ونحن نأمل أن يفك أسر ابني وجميع المعتقلين".
واعتقل الاحتلال خلال وعقب "هبة الكرامة" أكثر من 2800 فلسطيني من الداخل، ما زال العشرات منهم رهن الاعتقال.