أكدت حركة "حماس" على أن قضية الأسرى على سلم أولوياتها، مشددة على أنها ستواصل جهودها للعمل على زيادة الغلة من جنود الاحتلال لإطلاق سراحهم.
وخلال لقاء نظمته وكالة "صفا" وبالتعاون مع جمعية "واعد" للأسرى والمحررين استعرض القيادي بحركة "حماس" إسماعيل رضوان العمليات التي نجح فيها مقاتلو الحركة بأسر جنود الاحتلال، مؤكدًا على أن ذلك يدلل على أن قضية الأسرى على سلم أولوياتها حركته.
وقال: "نحن على ثقة بالله ومقاومتنا وما لديها من مخزون أن نجبر الاحتلال على الإفراج عن أسرانا ولو بعد حين".
وذكّر القيادي رضوان بعمليات كتائب القسام الخاصة بأسر جنود الاحتلال بدءاً بعملية أسر الجندي ساسبورتاس عام 1988 والجندي سعدون عام 1985، وألون كرفاتي عام 1992، وجوليداني عام 1992، ويهوشع عام 1993، وشاهار 1993، وساسون عام 2005 وجلعاد 2006، شاؤول أرون وهدار في معركة 2014 وأخيرا آبراهام مانجستو وهشام السيد.
وأكد أن انطلاقة الحركة "وطنية وليست لحماس وحدها فحسب؛ مضيفًا "أنها باتت أمل شعبنا لما تحمله من أهداف سامية تتمثل في اعتماد خيار المقاومة وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال".
ولفت إلى أهمية تحرير الأسرى على عدة أبعاد منها الوطني والشرعي والإنساني، مشيرا إلى أن تحرير الأسرى له بعد وطني مهم "فهم سعَوا واعتقلوا خلال سعيهم للدفاع عن مقدساتنا".
وشدّد على تحرري الأسرى واجب شرعي، خاصةً وأنهم اعتقلوا في سبيل الدفاع عن القدس والأقصى.
وفيما يخص البعد الإنساني، أكد رضوان أنه لا يمكن ترك أسرانا وحدهم داخل السجون خاصة وأن من بينهم أطفال ونساء ومرضى، مشيرًا إلى أن المحاولات مستمرة من قيادة المقاومة لإطلاق سراحهم.
وشدّد على ضرورة أن يكون هناك تحرك قانوني دولي للتعجيل بإطلاق سراح أسرانا؛ خاصة المرضى منهم.
ودعا القيادي رضوان لاستمرار الفعاليات الوطنية والشعبية المساندة للأسرى، وتدويل قضيتهم حتى يتم الإفراج عنهم، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمه المستمرة بحق أسرانا.
وعلى الصعيد الدولي، دعا السلطة للتحلل من اتفاقات أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والعمل على رد الحقوق للأسرى وذويهم ورواتبهم وتعزيز صمودهم وثباتهم.
كما طالب السلطة للعمل على تدويل قضية الأسرى، وفضح جرائم الاحتلال، وتحريك قضايا في محكمة الجنايات الدولية.
وأوضح أن حركته تعمل وفق مسار قانوني، حيث شكلت لجنة قانونية للدفاع عن أسرانا وحمل قضيتهم إلى المجتمع الدولي، داعيًا في الوقت ذاته لتشكيل أكبر هيئة وطنية قانونية حقوقية لنصرة الأسرى وحمل معاناتهم إلى العالم.
وعن تهديدات عضو الكنيست المتطرف بن غفير، أكد رضوان أن هذه التهديدات "لن ترهبنا ولن تخيفنا، ولن تكسر شوكة وعزيمة أسرانا".
وحذّر الحكومة الإسرائيلية المقبلة من ارتكاب أي حماقة؛ معتبر أنها ستمثل تصعيدًا خطيرًا يتحمل الاحتلال كامل تداعياتها.
وأكد على أن إمكانيات المقاومة مسخرة للدفاع عن أسرانا؛ لافتا أن مقاومتنا جاهزة للدفاع عنهم.
تجربة حماس
بدوره، قال الأسير المحرر محمد شراتحة إن لحركة "حماس" تجربة كبيرة في عمليات أسر جنود الاحتلال والعمل على إطلاق سراح الأسرى، مستعرضًا أبرز العمليات التي خططت لها الحركة في سبيل الإفراج عن الأسرى.
وأضاف: "ذلك يدلل على أن حركة حماس تبذل جهودًا كبيرة في أسر جنود الاحتلال، وهناك مجموعات كثيرة اعتقلت على إثر تخطيط عمليات لأسر الجنود الإسرائيليين".
وأوضح أن "حماس" اتخذت شعارًا من مؤسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين حينما قال "بدنا ولادنا يروحوا غصبن عنهم"، لافتًا إلى أنها تمضي على ذات الطريق وتبذل التضحيات في سبيل تحرير أسرى شعبنا.
من جهته، قال مدير شؤون الأسرى في جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل إن حركة "حماس" منذ انطلاقتها تتعامل مع قضايا الأسرى بشكل مؤسساتي وبشكل وطني بعيدًا عن الحزبية أو الفئوية.
وأوضح قنديل أن حركة "حماس" اهتمت بقضايا الأسرى على شتى السبل والإمكانات، في المجال الاجتماعي والإعلامي، "وأسست دائرة ولها قيادات يتابعون قضايا الأسرى، من رعاية أبنائهم وتقديم المخصصات المالية لهم، بعيدًا عن الأمور التنظيمية الخاصة".