web site counter

ضمن محاولة فرض "الراوية التوراتية"

"أهلًا بكم في جبل الهيكل".. لافتات تهويدية تُشجع المستوطنين على اقتحام الأقصى

القدس المحتلة - خاص صفا

لم تكتفي "جماعات الهيكل" المزعوم بحشد عناصرها وجمهور المستوطنين لتنفيذ اقتحامات مركزية وواسعة للمسجد الأقصى المبارك، خلال ما يسمى "عيد الحانوكاه" اليهودي المقبل، بل عمدت بالتعاون مع ما يُسمى "صندوق المحافظة على إرث المبكى"، لوضع لافتات عند مدخل باب المغاربة تُشجع على اقتحام المسجد وأداء طقوس تلمودية فيه.

"أهلًا بكم في جبل الهيكل".. "مديرية الصاعدين إلى جبل الهيكل ترحب بالحجاج" و"تتقبل صلواتكم بحسنات".. عنوان لإحدى اللافتات، التي وضعتها الجماعات المتطرفة عند باب المغاربة تُرحب بمقتحمي المسجد الأقصى وتُشجعهم على الاقتحامات، مع كتابة بعض الشروط والإرشادات الدينية، التي تعتبر المسجد "مكانًا مقدسًا لليهود".

ويأتي ذلك بعدما أزالت تلك الجماعات لافتة تحذيرية منتصف أغسطس/آب الماضي، موقعة باسم "الحاخامية الرئيسية لإسرائيل" تقول "وفقًا لقانون التوراة، يحظر الدخول إلى جبل الهيكل بسبب قداسته".

ونصبت "جماعات الهيكل" عند جسر باب المغاربة- المفضي للمسجد الأقصى- مجسمًا "للهيكل" المزعوم، ووفرت أحذية مطاطية، ومقبلات ومشروبات لضيافة المقتحمين المتطرفين.

فرض الرواية التوراتية

المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول إن وضع "جماعات الهيكل" لافتات عند مدخل المسجد الأقصى، يأتي ضمن سياسة الاحتلال التهويدية، والتي تستهدف تغيير اسم المسجد إلى ما يسمى "جبل الهيكل"، وحث المستوطنين على اقتحامه.

ويوضح الهدمي، في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة يريدون فرض الرواية الصهيونية على المسجد الأقصى، وعلى عدة مناطق في مدينة القدس، بحيث يغيب الاسم الحقيقي لهذا المكان المقدس، الذي يدلل على تاريخه وهويته الإسلامية.

ويضيف أن الاحتلال يستهدف باب المغاربة والأقصى عبر عبرنة أسمائهما حتى تتوافق مع روايتها التلمودية وتُعبر عنها، كما يعمل على تغيير أسماء الشوارع وأزقة البلدة القديمة، ومحيط المسجد المبارك، وصبغها بطابع يهودي جديد

وعلى مدار سنوات، عمدت سلطات الاحتلال على نصب لافتات ذات طابع توراتي مزور عند مداخل البلدة القديمة وأزقتها، ومحيط الأقصى، وعبرنتها بأسماء حاخامات وشخصيات يهودية، وأحداث تاريخية مزعومة.

ويبين الناشط المقدسي، أن "جماعات الهيكل" عمدت إلى وضع لافتات إرشادية لمقتحمي الأقصى، ترشدهم إلى مكان معين أثناء اقتحاماتهم للمسجد.

ويعمل الاحتلال بكافة مؤسساته ووزاراته المختلفة- وفقًا للهدمي- ضمن أيدلوجية وأفكار صهيونية من أجل تهويد المدينة المحتلة، واستمرار الحرب الممنهجة على الرواية الفلسطينية الحقيقية، التي تدلل على هويته وتاريخ المدينة العريق.

محو هوية الأقصى

ويتابع "يجب أن نعي جميعًا أن كل الوزارات الإسرائيلية هي مجرد أدوات لتمرير الاستراتيجية الصهيونية لمحاربة وشطب تاريخ القدس وهويتها العربية الإسلامية، وكذلك تهويد المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى إلى كي وعي المواطن الفلسطيني والمقدسي، وتغيير فكره الوطني.

وسابقًا، كانت غالبية الطرقات التي تُؤدي لمدينة القدس تتضمن لافتات إرشادية باللغة العربية، إلا أن سلطات الاحتلال عملت على عبرنتها، حتى أصحبت القدس، وفق التسمية العبرية "أورشليم"، والأقصى يطلق عليه "جبل الهيكل". وفق الهدمي

ويحذر المختص في شؤون القدس، من خطورة المرحلة القادمة على المسجد الأقصى، وما تسعى إليه الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنها ستكون "مرحلة أكثر تطرفًا في التعامل مع المقدسات الفلسطينية، وعلى رأسها الأقصى، دون مراعاة لأي ردة فعل من الشارع المقدسي".

وفي تقرير سابق لصحيفة "هآرتس" العبرية، قالت فيه: إن" الحكومة الإسرائيلية برئاسة يائير لبيد- نفتالي بينيت غضت الطرف عن إزالة لافتة الحاخامية اليهودية الإسرائيلية التي تحظر دخول اليهود إلى المسجد الأقصى وباحاته لأسباب دينية يهودية".

وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية سكتت عن تعليق جمعيات الهيكل لافتات تُشجع على اقتحام الأقصى، وأداء شعائر يهودية فيه على امتداد مسار دخول المستوطنين من باحة البراق، وحتى بوابة المغاربة".

وأشار التقرير إلى تواطؤ شرطة الاحتلال في القدس مع هذه المجموعات وسكوتها على تعليق اللافتة المذكورة من جهة وحشد قوات شرطة كبيرة لتأمين الاقتحامات.

وتزامنًا مع ما يسمى "عيد الحانوكاه" الذي يبدأ في 18 الشهر الجاري، فمن المتوقع أن يشهد المسجد الأقصى مزيدًا من الانتهاكات الإسرائيلية، في ظل حكومة اليمين المتطرفة، والتي ستعمل على تهويده وفرض التقسيم الزماني والمكاني.

وتخطط "جماعات الهيكل" لتنفيذ اقتحامات مركزية للمسجد الأقصى خلال العيد اليهودي، وتتطلع لإشعال شمعدان "الحانوكاه" داخله.

أ ك/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام