يشعر مكتب التحقيقات الفدرالي "بقلق عميق" بشأن قرار شركة آبل (Apple) إضافة وسائل حماية أمنية جديدة إلى نظام التخزين السحابي الخاص بها، لأنه سيعيق قدرة الوكالة على منع مجموعة من الجرائم بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" (Daily mail) البريطانية.
تستخدم الشركة بالفعل التشفير من طرف إلى طرف لبرنامج "آي مسيجس" (I Messages) بين أجهزة آبل – مما يعني أنه لا يمكن قراءة الرسائل إلا على الهواتف الذكية، وليس بواسطة آبل أو سلطات تطبيق القانون.
وأعلنت آبل التحديث الجديد يوم الأربعاء الماضي، والذي سيسمح عملاق التكنولوجيا من خلاله للمستخدمين بحماية الغالبية العظمى من البيانات التي يقومون بتحميلها على "آي كلاود" (iCloud).
وقال متحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالي لصحيفة واشنطن بوست "هذا يعيق قدرتنا على حماية الشعب الأميركي من الأعمال الإجرامية التي تتراوح من الهجمات الإلكترونية والعنف ضد الأطفال إلى الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة والإرهاب".
وأضاف أنه "قلق للغاية من التهديد الذي يشكله التشفير من طرف إلى طرف والتشفير الخاص بوصول المستخدم.. في عصر الأمن السيبراني هذا، يحتاج مكتب التحقيقات الفدرالي وشركاء إنفاذ القانون إلى الوصول القانوني حسب المعلومات والتكنولوجيا المتوفرة".
وقالت شركة آبل في إعلانها إن خيار التشفير الجديد سيكون متاحًا لمختبري البرامج العامة على الفور، ولجميع عملاء الولايات المتحدة بحلول نهاية هذا العام، وللدول الأخرى بدءًا من العام المقبل، مضيفة أنه قد لا يصل إلى كل دولة بحلول نهاية عام 2023.
وقال رئيس قسم هندسة الأمن والهندسة في شركة آبل في بيان إن "نظام حماية البيانات المتقدمة هو أعلى مستوى من أمان البيانات السحابية من آبل، مما يمنح المستخدمين خيار حماية الغالبية العظمى من بيانات آي كلاود الأكثر حساسية وذلك من خلال التشفير من طرف إلى طرف بحيث يمكن فك تشفيرها فقط على أجهزتهم الموثوقة".
ووفقًا لخبراء الأمن الذين استشهدت بهم شركة آبل، فقد تضاعف العدد الإجمالي لانتهاكات البيانات بأكثر من 3 أضعاف بين عامي 2013 و2021، مما أدى إلى كشف 1.1 مليار سجل شخصي في جميع أنحاء العالم في عام 2021 وحده.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعارض فيها آبل مع سلطات تطبيق القانون بشأن توفير الوصول إلى بيانات المستخدمين، فقد قررت شركة آبل في عام 2020، التراجع عن خططها لوضع مزيد من التشفير على البيانات لخدمة "آي كلاود" بعد تلقي معارضة كبيرة من مكتب التحقيقات الفدرالي.
وخلال فترة 6 أشهر التي غطاها تقرير الشفافية الأخير لشركة آبل، قالت الشركة إنها سلمت محتوى المستخدمين لأسباب قانونية 3980 مرة، معظمها في الولايات المتحدة والبرازيل.
خبراء الخصوصية سعداء
وأشاد خبراء الخصوصية بالإعلان الجديد لشركة آبل المتعلق بخصوصية المستخدمين. وقالت ميريديث ويتاكر، رئيسة تطبيق الدردشة المشفر "سيغنال" (Signal)، للصحيفة "هذا رائع، كان هناك ضغط كاف بحيث يرون أن التاريخ بدأ يتشكل، إنه أمر لا يصدق حقًّا".
وقال عملاق التكنولوجيا أيضًا إنه سيجعل أجهزة آيفون متوافقة مع مفاتيح الأمان المادية التي تتصل بالهاتف حتى يتمكن المستخدمون من الوصول إلى أجهزتهم. وسيمنع هذا المهاجمين الذين يسرقون كلمات المرور وأسماء المستخدمين من اختراق الهواتف.
وقال كريج فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في آبل "إننا نحدد ونخفف باستمرار التهديدات لبياناتهم الشخصية سواء على الجهاز أو على الخوادم.. التزامنا في آبل ثابت لتزويد مستخدمينا بأفضل أمان للبيانات في العالم".
وعلى الرغم من سمعة شركة آبل في كونها مؤيدة للخصوصية، فقد أصدر مطوران مؤخرًا تقريرًا وجدا فيه أن الشركة تجمع البيانات عن عملائها أثناء استخدامهم للتطبيقات المثبتة مسبقًا – مثل "آب ستور" (App Store) و"آبل ميوزيك" (Apple Music) و"آبل تي في" (Apple TV) حتى عند إيقاف تشغيل مشاركة التحليلات.