متحف "هيخط".. يبدو للزائر عند قراءة اللافتة قبيل دخوله، بأنه مكان لشيء إسرائيلي، طالما أن اسم صاحبه يهودي، من باب أن "المكتوب يظهر من عنوانه"، إلا أن الذهول يكون حال الزائر، فور أن يشاهد المقتنيات داخل هذا المتحف.
الاسم يهودي بل "صهيوني" إلا أن ما هو داخله من مقتنيات فلسطينية بحتة، تعكس وتثبت وتؤكد تاريخ الفلسطينيين في أرضهم، ورغم هذا إلا أن القائمين على المتحف المقام في جامعة حيفا العبرية، يروجون له على أنه "يهودي".
آلاف القطع الأثرية والتماثيل والمعادن والعملات والقطع الذهبية والعملات، يشملها هذا المتحف الذي تعود إقامته لأحد أصحاب رؤوس الأموال اليهود.
هواية "صهيوني"
وعن قصة هذا المتحف، يتحدث المختص بالشأن السياحي والآثار والمرشد السياحي فوزي حنا لوكالة "صفا"، قائلًا: "إنه متحف مسمى على اسم من تبرع به للجامعة، وهو المدعو "هيخط"، وهو دكتور يهودي في العلوم السياسية، لكن الآثار استهوته.
يضيف" بالطبع هذا الرجل يحمل الفكر الصهيوني، ويريد الترويج له، وحينما كان موضوع الآثار هواية شديدة بالنسبة له، انبرى يجمع منذ الخمسينات بالقطع الأثرية من كل بلدان فلسطين".
وكان يعتمد "هيخط" على "مصادره الخاصة وبعض المتاحف والمعارض، لشراء القطع الأثرية، وقد عمل على نقل قطع من مكانها من النقب وغيره، إلى متحفه الذي أقامه بجانب جامعة حيفا".
وحسب حنا فإن "كل القطع تعود لعصور الفلسطينيين والإسلاميين والبيزنطيين، وقطع حتى فرعونية، وأخرى رومانية وكنعانية وفينقية والكثير الكثير من الآثار التي تعود لما قبل الميلاد".
وفي نهاية عمره، قبل أعوام، تبرع "هيخط" بالمتحف لجامعة حيفا، ولذلم تم تسميته على اسمه.
وكما يقول حنا "إن الأمر لا يتوقف عند تسمية المتحف، فهناك شاطئ على بحر حيفا يسمى على اسمه، كما أنه بنى مخزن كبير للحبوب في ميناء حيفا، وتم تسميته باسم "داقون" وهو إله الحبوب كما يعتقد اليهود.
يضيف "هذا الصهيوني كان لديه الأموال الكثيرة التي تجعله يشتري أي شيء، لكنه كان مروجًا شديدًا وجاء لأراضي الـ48 المحتلة، ليساعد الحركة الصهيونية والترويج لها".
ولذلك، فإن المتحف يتم بداخله الترويج له على أنه "يهودي يعود لما قبل الميلاد، وتحديدًا للعصر العاشر قبل الميلاد.
وهم وترويج للكذب
ويكشف حنا "هم يسمون هذه الحقبة بأنها العصر الإسرائيلي، وهي في كل العالم معروفة باسم العصر الحديدي أو الفترة الحديدية، وهي الفترة التي تعود لما قبل ثلاثة آلاف سنة".
ويزعم المفكر الصهيوني والمروجون للرواية الصهيونية داخل المعرض للزائرين، بأن "مملكة إسرائيل كانت موجودة في تلك الحقبة".
ويزور المتحف العشرات من الطلاب وكبار المسئولين والسياح من داخل وخارج فلسطين، إلا أن القائمين عليه يروجون له على أنه من التاريخ اليهودي المزعوم في هذه الأرض.
لكن حنا يؤكد "بأنهم يضحكون على أنفسهم، وذلك المفكر الذي استهوته الآثار، لم يكن ليجد آثار غير آثار فلسطين في هذه الأرض لكي يجمعها ويقيم متحفه، وهو استخدمه استغلالًا لنشر الصهيونية".