web site counter

كشف عن سعي لـ"تيار وطني ثالث"

في حوار بذكرى انطلاقة "الشعبية".. الغول لـ"صفا": مقبلون على هجمة شاملة والمقاومة بالضفة ستتصاعد

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول
غزة - أكرم الشافعي - صفا

حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أن شعبنا مقبل على هجمة إسرائيلية شاملة، أكثر حدة من قبل، بفعل برنامج حكومة الاحتلال الإسرائيلي المقبلة، مشددًا في الوقت نفسه على أن المقاومة في الضفة الغربية المحتلة في حالة متنامية ولن تنجح محاولات تفكيكها.

وتحدث مسؤول دائرة الإعلام المركزي، عضو المكتب السياسي للجبهة كايد الغول، خلال حوار شامل مع وكالة "صفا"، في ذكرى انطلاقة "الشعبية" الـ55، عن فعاليات إحياء الذكرى، ومواقف الجبهة في العديد من الملفات والعناوين المركزية، ورؤيتها للمرحلة المقبلة.

ومن المقرر أن تنظم الجبهة الشعبية مهرجانًا مركزيًا بذكرى انطلاقتها عصر يوم الخميس المقبل في مدينة غزة.

رسائل الانطلاقة

وقال "الغول" إن انطلاقة الجبهة تشهد فعاليات ثقافية واجتماعية تتضمن زيارة أهالي الشهداء والأسرى وإقامة معارض وندوات وأنشطة رياضية ومنوعة وصولًا للحفل المركزي بغزة.

وأضاف "المهرجان يأتي بعد انعقاد المؤتمر الثامن للجبهة، والذي راجع المرحلة السابقة وحدد مجموعة من الخطوط السياسية الرئيسة على المستويات الوطنية والعربية والدولية، بالإضافة للمستوى الداخلي الحزبي".

وبيّن أن الجبهة "ستعيد التأكيد خلال مهرجانها على الرسالة التي انطلقت من أجلها، وهي أن فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها ملك لشعبنا، وأن الغزو الإسرائيلي الإحلالي لفلسطين لا مكان له وأن الصراع معه مفتوح وشامل".

ولفت إلى أنها "ستجدد عزمها العمل على توحيد جميع طاقات وقوى شعبنا عبر استعادة الوحدة لمواجهة المشروع الصهيوني".

كما ستؤكد الجبهة على "الأهمية القصوى لتقديم رؤى لمواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين الذي بات يتبلور أكثر فأكثر نحو مزيد من الفاشية والتغول من خلال حكومة متدينين ومتطرفين متصهينين"، وفق "الغول".

وأكد القيادي بالجبهة الشعبية ضرورة وضع استراتيجية وطنية تنظم عمل المقاومة وتوحدها وتقودها، وفي ذات الوقت قيادة فلسطينية موحدة تدير الشأن الفلسطيني، بالإضافة لإعادة بناء مؤسسات شعبنا وأهمها منظمة التحرير.

وذكر أن الجبهة قررت عقد مهرجان مركزي في غزة لأنها "ارتأت أن هناك قيمة كبيرة لذلك ارتباطًا بعملين: الأول، تقديم رؤيتنا وفق ما نتج عن المؤتمر الثامن، والثاني للتأكيد على جملة مواقف أساسية في ضوء التحديات".

وفيما يخص شعار "انطلاقتنا مقاومة"، أشار إلى أنه "للتأكيد على مسألتين: الأولى أن الجبهة قامت على أساس مقاومة الاحتلال منذ عام 1964 (..) أما الثانية فهي للتأكيد على أن الجبهة ماضية في هذا الطريق، وأن المقاومة المسلحة الشكل الرئيسي للتحرير".

وقال: "البعض يحاول تغييب هذا النوع من المقاومة عبر العمل السياسي والمفاوضات وإشاعة أوهام بإمكانية الوصول لحلول سياسية مع الكيان، والجبهة فضّلت هذا الشعار لتؤكد أن المقاومة بكل أشكالها هي العنصر الحاسم مع الاحتلال".

مواجهة حكومة الاحتلال

وفي موضوع آخر، رأى "الغول" أن "شعبنا مقبل على هجمة شاملة وأكثر حدة بوجود بن غفير وسموترتش وغيرهما من المستوطنين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ورؤيتهم أن الصراع معنا يكون من خلال توسيع الاستيطان والتهجير وتشجيع الإعدامات الميدانية وزيادة التغول والاستباحة للمسجد الأقصى وتشديد الإجراءات بحق الأسرى".

واعتقد "الغول"، خلال حوار مع وكالة "صفا"، أن "هذا التناقض سيخلق صراعًا داخليًا في الكيان، وسينعكس على الداخل الإسرائيلي بالسلب من خلال تشريعات ستمس الإسرائيليين ذاتهم، وقد ينعكس بالفائدة على شعبنا، ويعزل هذه الحكومة أكثر دوليًا".

وأشار إلى أن "تشكيل الحكومة الإسرائيلية يفرض على الفصائل الفلسطينية المسارعة إلى ترتيب البيت وإنهاء الانقسام وإعادة تصويب السياسة انطلاقا من أنها حركات تحرر وطني تخوض صراعًا شاملًا ومفتوحًا مع الكيان".

ووفق حديث القيادي بالجبهة، فإنه "يُفرض أيضًا إعادة صياغة تنظيم أشكال المقاومة وتحديد أولوياتها وفقا للقواعد المشتركة، وارتباطًا بذلك إعادة بناء كل مؤسساتنا الوطنية وفي القلب منها منظمة التحرير على هذا الأساس".

المقاومة بالضفة

وفي سياق آخر، شدّد "الغول" على أن "جماهير شعبنا في الضفة مقتنعة بجدوى المقاومة وفشل كل الحلول السياسية الوهمية والاتفاقات في ظل تغول الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم واتضاح طبيعة المشروع الصهيوني".

وقال: "نحن أمام تطور جديد في المواجهة مع المحتل (..) ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإسرائيلية الداخلية، على الرغم من كل إجراءات حماية الاستيطان والطرق الالتفافية واقتحامات المسجد الأقصى تحت حراسة مشدد ومضاعفة الكتائب العسكرية بالضفة".

وتابع "نحن أمام مقاومة متنامية في الضفة لن تنجح أمامها جهود الاحتلال والسلطة، بدليل دخول عناصر من السلطة لتشكيلات المقاومة، وهذا أمر في غاية الأهمية، وهذه المقاومة تجد صداها من خلال ترحيب قوى حرة عربية، وهذا نشهده بالدعم والتعبير خلال مونديال قطر".

ودعا لـ"التدقيق بشكل أكبر في تنظيم المقاومة وحجب المعلومات التي تساعد قوات الاحتلال في كشف خلاياها وتشكيلاتها، وإعادة النظر في المظاهر العلنية مع الأخذ بالاعتبار تجربة غزة وغيرها، وتوفير حماية للذات بشكل أكبر عبر التنسيق بين فصائل المقاومة".

وفي السياق، قال القيادي في الجبهة الشعبية إنه: "من غير اللازم الفصل بين فصائل المقاومة والتشكيلات الميدانية التي تحصل خارج الأطر والهيكليات الحزبية، كونها تسعى للاستفادة من كل الإمكانات لهذه الفصائل، خاصة أن هذه التشكيلات غير معزولة عن الفصائل التي توفر لها الدعم".


كتائب أبو على مصطفى

وحول الذراع العسكري للجبهة الشعبية، لفت القيادي "الغول" إلى أن الأعوام الأخيرة شهدت تطورًا في عمل وقدرات كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، مشيرًا إلى أنه "من المتوقع تنامي قدراتها والتركيز على كيفية إدارة الصراع مع العدو ليس انطلاقًا من شكل بعينيه وإنما بأشكال متعددة".

وأضاف "يتوجب أن نُعد العدة بأشكال متعددة إضافةً إلى الصواريخ، سواء في مقابلة العدو خلال العدوان أو خلال عمليات المقاومة بالداخل، وكتائب أبو علي تسير بهذا الاتجاه عبر البناء والتطوير لقدراتها وتنسيقها مع كل فصائل وقوى المقاومة".

وأكد أهمية أن "تُدار المقاومة وفق تكتيكات تخدم تطورها وتصاعدها".

علاقات الجبهة

وأكد "الغول" أن الجبهة الشعبية تبني علاقاتها على قاعدة مقاومة الاحتلال، وأن أي خلافات يجب أن تخضع لمعادلة "وحدة – صراع - وحدة"، "بمعني أن نتوحد ونتصارع على ما نختلف عليه لنعيد الوحدة".

وأضاف "قد تكون الجبهة بالسياسة أقرب لهذا الفصيل من ذاك، وقد تكون أقرب بالقضايا الاجتماعية لهذا الفصيل عن سواه، وبالمقاومة أيضًا كذلك".

وقال: "نُميّز بين المنظمة والسلطة، وعلاقة الجبهة بالسلطة قائمة من فهمنا أنها تشكلت كنتاج لاتفاقية أوسلو، التي أعلنت الجبهة موقفا حاسما منها، واعتبرتها تحولا كبيرا واختراقا للحالة الفلسطينية والعربية، ولذلك كانت وما زالت الجبهة تدعو لأن تكون المنظمة هي العنوان الجامع لكل الفلسطينيين وليس السلطة".

وأضاف "ليس هناك أي علاقات رسمية أو خاصة بيننا وبين السلطة، ورفضنا أن نكون جزءًا من الحكومات المتعاقبة بعد أن عُرض علينا أكثر من مرة المشاركة".

وتابع "كل نتاجات اتفاقية أوسلو وما ترتب عليها بما في ذلك التنسيق الأمني مصيبة وكارثة على شعبنا؛ لذلك نعيد التأكيد على ما جاء في قرارات المجلسين الوطني والمركزي من ضرورة إلغاء وسحب الاعتراف بالكيان وقطع التنسيق الأمني وتحويل السلطة لأن تكون خدماتية بعيدًا عن أوسلو".

أما بخصوص منظمة التحرير، فأوضح "الغول" أنه "ورغم تهميشها وتغول السلطة على مهامها وصلاحياتها تبقى الكيان الجامع للفلسطينيين"، معربًا عن خشيته من أن يكون "تهميشها نابع من مخطط لشطبها كيلا يكون هناك عنوان للفلسطينيين".

وأكد أن "المطلوب استعادة المنظمة وإعادة بناء مؤسساتها بشكل ديمقراطي سواء بالانتخاب أو التوافق كمرحلة انتقالية على أن تقاد بالشراكة وبمشاركة القوى والحركات بعد إعادة الاعتبار لدورها في قيادة النضال الوطني وفق برنامج تحرير متفق عليه".

الثّقل في الداخل

ونوّه القيادي "الغول" إلى أن نقل مركز قرار الجبهة للداخل ليس جديدًا، خاصة بعد انتهاء المؤتمر الخامس لها بالخارج قبيل اتفاق أوسلو، واتخاذ قرار بتحويل مركز الثقل للداخل الفلسطيني.

وقال: "بدأت تجري ترتيبات لهذا الأمر وعاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى للداخل ليصبح الأمين العام وعنوان الجبهة بالداخل هو ونائبه عبد الرحيم ملوح، وبعد ذلك تم انتخاب الرفيق أحمد سعدات عقب استشهاد الرفيق أبو على مصطفى".

وأضاف "في المؤتمر الثامن تم إعادة الأمور إلى نصابها وفق رؤية الجبهة لإعادة مركزية القرار وثقله للداخل من خلال انتخاب نائب الأمين العام لها من قطاع غزة وهو الرفيق جميل مزهر، رغم أن هذا الأمر له مخاطر، ولكن قيادتنا هي عنوان ومشروع شهادة".

المصالحة.. والمخرج

وعلى الصعيد الوطني، كشف "الغول" عن أن الجبهة "ستعلن عن لقاءات أجرتها من أجل تشكيل تيار وطني ثالث مفتوح للجميع؛ لتوحيد الطاقات لمواجهة التحديات وكسر حالة الاستقطاب في الساحة الفلسطينية واستكمال جهود المصالحة".

وأشار إلى أن الجبهة ستعمل على إعادة صياغة الوضع الفلسطيني في إطار رؤية سياسية تقوم على مقاومة الاحتلال بكل الوسائل وتعيد التشبث بكامل الحقوق الفلسطينية وعزل الكيان الإسرائيلي في المحافل الدولية وفق رؤية وطنية موحدة.

ولفت إلى وجود مخرج لإنجاز الوحدة "إذا توفرت الإرادة والقناعة"، مشيرًا إلى أن "الانقسام ليس إرادة فلسطينية فقط وإنما حاجة ومصلحة إسرائيلية وغُذي من أطراف عربية ودولية".

وقال: "اتفاق الجزائر- مع تقديرنا وشكرنا لها- لا يعدو سوى اتفاق مبادئ عامة من الصعب البدء فيه دون تحديد نقاط تجاه كل عنوان، وسبق هذا الإعلان بالجزائر اتفاقات بالقاهرة ولم تنفذ".

وشدد على "ضرورة أن تتجاوز الإرادة الوطنية كل العقبات لإعادة الوحدة، خاصة في ظل وضوح الرؤيا بفشل كل المراهنات على الضغوط الدولية والأمريكية على قيادة الكيان وغياب أفق لحل سياسي مع الاحتلال".

وتابع "نعتقد في الجبهة أن المدخل لإعادة الوحدة هو إعادة الهيبة وبناء المنظمة بالاستناد لبرنامج وطني يمسك بالقضايا الأساسية ويعطي للمنظمة دورها الأساسي في قيادة النضال الوطني والاتفاق على برنامج وطني نسير وفقه".

وأكمل "الغول"، "هذا المدخل يمكن الانطلاق منه والتوافق بشكل مؤقت لتشكيل مجلس وطني وبناء هيئات المنظمة، أو الذهاب للانتخابات المتعثرة بسبب منع إجرائها بالقدس والبحث بشكل مسؤول عن كيفية تحدي القرار الإسرائيلي باعتبار أن الانتخابات بالقدس جزء من معركتنا ضد الاحتلال، أو ندخل إلى مرحلة انتقالية بالتوافق ثم نعود للانتخابات".

وونوّه لـ"ضرورة توفر الإرادة أولًا وتجاوز البحث عن المحددات السابقة التي كانت ترى الفصائل ما يحققه الاتفاق من مكاسب للحزب وجمهوره".

وختم "نحن أمام حلول خطيرة لن تمكننا لا من دولة ولا من شيء سوى بعض التجمعات الفلسطينية في الضفة وإبقاء الحال في قطاع غزة كعنوان منفصل، وعلينا أن نفشل هذه المشاريع بوحدتنا".

 

حوار مع كايد الغول.jpeg

حوار وكالة صفا مع عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول.jpeg

كايد الغول.jpeg

حوار صحفي مع كايد الغول.jpeg

أ ش/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك