ساهم اللاجئ الفلسطيني السوري محمد إبراهيم زيدان، مع عدد من المحللين والباحثين في إنتاج عدد من اللقاحات المضادة للفيروسات في معهد بوتانتان الحكومي للأبحاث في البرازيل، وهو أكبر مؤسسة بحث علمية في مجال اللقاحات والأمصال على مستوى أمريكا الجنوبية والوسطى.
وبحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، فإن اللاجئ زيدان هو واحد من النخب الفلسطينية السورية الذين شقّوا طريقهم في بلدان المهجر بعد فرارهم من الحرب الدائرة في سوريا، وسجلوا نجاحات عديدة في ميادين مختلفة في أوروبا وأمريكا وآسيا.
وبدأ زيدان، الذي تعود أصوله لقرية الجش في صفد بفلسطين المحتلة، مشواره العلمي في مدارس مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب، ودرس فيه المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم درس الكيمياء في جامعة حلب، وتخصص بعدها في الكيمياء الحيوية، وأنهى دراسته بتفوق، وخلال دراسته الجامعية درس أيضًا في معهد الأبجدية الدولي للعلوم السياحية في حلب.
ومع بداية الأحداث في سوريا، انتقل إلى لبنان وعمل متطوعًا في منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني في طرابلس شمال لبنان، وبسبب أوضاع فلسطينيي سوريا المزرية في لبنان سافر إلى البرازيل ليستكمل مشواره العلمي بنجاح وتفوق.
وأتقن زيدان اللغة البرازيلية خلال 14 شهرًا، وعدّل شهادته في جامعة "فيسوزا" الفيدرالية الحكومية، وإلى جانب دراسته للغة تمكن من فتح مطعم مأكولات وحقق نجاحًا خلالها، وعمل بعقد مدته عام مع الشركة الأمريكية الدولية "Baxter" المتخصصة بإنتاج الأدوية والتأكد من جودتها.
وأشرف على مشروع ربط أجهزة التحليل المتطورة مع الولايات المتحدة الأمريكية وسلّم المشروع في وقته المحدد، وبسبب أزمة "كورونا" أغلق المطعم، وبدأ البحث عن العمل في مجال اختصاصه.
وخاض زيدان سباق مع عدد كبير من المتقدمين أغلبهم برازيليين الأصل وتفوق عليهم، وحصل على وظيفة محلل وضبط الجودة الميكروبيولوجية والبيولوجية، وباحث في معهد بوتانتان الحكومي للأبحاث.
ويساهم زيدان حاليًا في إنتاج اللقاحات المضادة للفيروسات، منها اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" وفيروس الرشح، وعدد كبير من اللقاحات الأخرى المضادة لكثير من الأمراض البكتيرية والفيروسية في معهد بوتانتان الدولي.