اختتمت رابطة الباحثين العرب في مجال النحل، المؤتمر الدولي الثالث للعلاج بمنتجات النحل، والذي أُقيم في المركز القومي للبحوث في أيام "4،5،6" من ديسمبر الحالي، في جمهورية مصر العربية، بحضور نحو 590 شخصاً من مُربي النحل والعاملين في مجال العلاج بالنحل والأطباء والصيادلة والعلميين، وتضمن المؤتمر مجموعة من الجلسات الحوارية لخبراء دوليين، من خلال اتفاقية التعاون العلمي والمركز ومؤسسة النحل الجوال بالمملكة العربية السعودية.
واستهل رئيس المؤتمر الدولي الثالث للعلاج بمنتجات النحل، الدكتور أحمد حجازي، حديثه مُستشهداً بالآية الكريمة من سورة النحل: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً"، مُشيراً إلى أنَّ النحل نعمة من الله تعالى لها أثر كبير على صحة الانسان كما هو مثبت في المأثورات القديمة والشواهد العلمية الحديثة.
وأكمل حجازي حديثه بالإشارة إلى مدى الفوائد العلاجية من منتجات النحل، مُتطرقاً إلى البيت المكون من خلايا سداسية من شمع النحل والذي يستعمله العديد من الناس كـ"كروماتك" للتجميل، كما تعتمد العديد من شركات الأدوية على إدراجه في تركيبات العديد من الكريمات ومواد التجميل.
وبالرجوع إلى الآية الكريمة، طرح د. حجازي نقاشاً حول ختام الآية بـ"إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون"، وهي دعوة إلهية للتفكر في معجزة النحل، ومنها ما أثبته تفكر الأطباء والصيادلة والمختصون في منتجات النحل ليصلوا لمجموعة من تقنيات العلاج المعتمدة على تلك المنتجات.
وبيّن حجازي، أنَّ المركز القومي للبحوث وبصفته أكبر تجمع علمي في الشرق الأوسط، اتبع الهدى الرباني بالتفكر في النحل وقام بتنفيذ هذا المؤتمر الذي يؤكد على القيمة العلاجية الموجودة في منتجات النحل والتي تُستخدم في علاج العديد من الحالات المرضية.
كما عزّز استشهاده القرآني بقوله تعالى: "يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ"، ومجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أنَّ منتجات العسل لها شفاء محقق، وأنَّ المؤتمر جاء ليثبت مدى الفعالية العلاجية لمنتجات النحل، وكذلك يفصل طبيعة هذه العلاجات وكيفية استخدامها.
وبالحديث عن منتجات النحل العلاجية، قال حجازي: "إنَّ المؤتمر شمل عدة محاور مرتبطة بالعنوان الرئيسي ومن أهمها، تقنيات العلاج بوخز الإبر المعروفة بـ"سم النحل" وكذلك تحضير المستحضرات العلاجية من منتجات النحل، وتقنية العلاج بهواء الخلية، وغير ذلك من المحاور المهمة".
وأوضح أنَّ المتفكر في منتجات خلية النحل يجد أنّها منشأة علاجية لا يمكن إغفالها، حيث تُعالج أكثر من 500 مرض، منها 102 مرض يعالجه سم النحل الذي يعتبر الحارس وخط الدفاع أمام أي جسم غريب، وكذلك هواء الخلية التي أثبتت الدراسات العالمية لاسيما الألمانية منها أنّ هذا الهواء يحتوي على مضادات حيوية عديدة يمكنها معالجة مشاكل الجهاز التنفسي، إضافةً إلى العديد من المنتجات الأخرى مثل البروبلس الذي يحتوي على 300 مركب ويمكن استخدامه كمضاد حيوي للبكتيريا والخلايا المسرطنة، وكذلك استخدام غذاء الملكات في علاج العقم وتقوية مناعة الأطفال، والكثير الكثير من الفوائد العلاجية لمنتجات النحل.
كما بيّن نائب رئيس المؤتمر، د. أحمد فايز القثامي، أنَّ "هذا المؤتمر قدّم قيمة معرفية هامة للتوعية بالعلاج بمنتجات النحل حيث اشتمل على برنامج غني ومتنوع من المواضيع المتخصصة"، لافتاً إلى أنّه شارك فيه 40 بحث من أكثر من 30 دولة حول العالم، ويعتبر هذا المؤتمر من أكبر الفعاليات العلمية التي يشهدها الشرق الأوسط.
وقال: "إنَّ المؤتمر سلط الضوء على أهمية منتجات الخلية فليس العسل فقط هو ما يمكن الاستفادة العلاجية منه، بل يوجد العديد من المنتجات الأخرى ذات العلاجات الخاصة وكل منتج منها لها عدد كبير من التركيبات الكيميائية والفيزيائية التي لها أثرها على جسم الإنسان، ويأتي المؤتمر ليتيح الفرصة أمام الباحثين في عرض ما لديهم من أطروحات علمية للوصول إلى حصر لكامل الفوائد العلاجية لكافة منتجات النحل".
وأكمل القثامي: "إنَّ أهداف المؤتمر الأساسية هي تغيير الصورة الذهنية النمطية عن العلاج بمنتجات النحل، والتي يعتقد البعض أنّها غير ممكنة بعكس ما أثبته المؤتمر من خلال البراهين العلمية الصحيحة على مدى قوة وأهمية منتجات النحل في علاج العديد من الأمراض".
وجاءت توصيات المؤتمر مُعززة للجانب المعرفي والتمكين لمجال العلاج بمنتجات النحل وذلك بتكوين اتحاد علمي خاص للعلاج بمنتجات النحل وإنشاء لجنة علمية من كافة التخصصات المرتبطة بالعلاج بمنتجات النحل، وكذلك إنشاء مجلة علمية محكمة معنية بنشر الأبحاث الخاص في مجال العلاج بمنتجات النحل.
كما شملت التوصيات على إيجاد برامج داعمة لاحتضان المشاريع التطويرية والأفكار الابداعية في مجال العلاج بمنتجات النحل، وكذلك تنمية مهارات العاملين في هذا المجال، وتوجيه طلبة الدراسات العليا لإعداد رسائل خاصة بالعلاج بمنتجات النحل كونه مجال بحاجة إلى المزيد من المضامين المعرفية، وتعزيز كافة المهارات والدراسات بربطها بالمجال الطبي والعلاج الإكلينيكي.
واختتمت التوصيات بالتأكيد على ضرورة إيجاد قاعدة بيانات كاملة مدعمة بالتغطية الاعلامية والتوعية الخاصة، وكذلك ضرورة ايجاد الدعم المادي والمعنوي والمعرفي للعاملين في هذا المجال، وأن يكون هذا المجال مضبوطاً بلوائح وقوانين خاصة.