أكد القيادي الفلسطيني عضو التجمع الديمقراطي الفلسطيني عمر عساف أن محاولات الاحتلال القضاء على حالات المقاومة بالضفة الغربية المحتلة لم تنجح سابقًا ولن تنجح مستقبلًا.
وقال عساف في حديث لوكالة "صفا": إن هذه المحاولات والجهود قد تتمكن من إيقاع شهداء وجرحى وخسائر في بنية المقاومة والمقاومين، لكنها قطعًا لم تنجح.
وأضاف أن هؤلاء المقاومين يشكلون وقودا لمقاومين آخرين يأتون من بعدهم، وأنهم يقدمون على هذا الخيار وهم يدركون تبعاته ويدركون هذه التضحيات.
وأشار عساف إلى أن المنظومة الأمنية والاستخبارية للاحتلال بذلت خلال الشهور الماضية جهودًا كبيرة لردع المقاومة ووقفها، لكن عملية القدس الأخيرة كانت مؤشرًا على إخفاقات إسرائيلية بهذا الصعيد.
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم وقعت عملية تفجيرية مزدوجة في موقفين للحافلات بمدينة القدس المحتلة أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة 23 آخرين بجروح.
وفي السياق قال عساف:" على العكس مما يعتقد الاحتلال، فإن جرائمه تقود إلى تصعيد وتيرة المقاومة وتنوعها وابتكار أساليب جديدة تخترق منظومة الاحتلال الأمنية والاستخبارية".
وعن دور السلطة الفلسطينية في هذه المحاولات، لفت عساف إلى أن دورها في التنسيق الأمني والذي تطور إلى تعاون أمني، له هدف وهو إنهاء حالة المقاومة وإضعافها.
ودلل على ذلك بالتقارير المعلنة للسلطة والتي تتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها سواء في العثور على مقتنيات المقاومة أو في اعتقال المقاومين.
وقال إن السلطة قد تنجح أحيانًا بإقناع بعض المقاومين "بتسوية ملفاتهم"، أي وقف ملاحقة الاحتلال لهم مقابل ترك المقاومة، لكنها لن تنجح في القضاء على هذه الظاهرة الآخذة بالانتشار.
السلطة لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها للمقاومين
وتابع عساف "ثبت بشكل ملموس أن السلطة لا تستطيع أن تفي بأي التزامات للمقاومين بعد تسوية أوضاعهم، وقد يتعرضون للاعتقال أو الاغتيال كما حدث للأسير زكريا الزبيدي".
وبيّن أن السلطة قد تنجح في الضغط على بعض المقاومين أو ذويهم لتسوية أوضاعهم وأن ينخرطوا في السلطة وتخصيص رواتب وامتيازات.
واستدرك، "لكن ثبت بالتجربة العملية أن هذا لا يقنع المقاومين لأن من يختار المقاومة لا يبحث عن راتب أو وظيفة، وإنما اختار هذا الطريق وهو مقتنع أن هناك وطنًا مسلوبًا وحقوقًا مغتصبة يريد أن يدافع عنها".
وأشار عساف إلى أن كل ما تأمله السلطة من انخراطها في جهود إنهاء حالات المقاومة هو الحفاظ على بقاء مسؤوليها وقياداتها في مواقعهم ومناصبهم وامتيازاتهم هم وعائلاتهم.
لكن بالجانب الوطني لن تحصل على شيء من الاحتلال الذي يواصل جرائمه وحملاته والقتل ومصادرة الأرض والاستيطان وتهويد القدس، بحسب عساف.
واعتبر أن هذا الأمر يعكس أن المصالح الشخصية تتقدم على المصالح الوطنية، وأن مصالح السلطة ورموزها وعائلاتهم في وادٍ آخر.
وبرأي عساف فإن هذا ما يفسر إصرار السلطة على مواصلة التنسيق الأمني وعدم تطبيق قرارات الهيئات الفلسطينية بهذا الشأن.
دعوة لمغادرة نهج أوسلو
وحول رؤيته لسبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي، قال: "خيارنا هو خيار كل شعوب العالم التي خضعت للاحتلال، وهو المقاومة، وهو الخيار الوحيد لهؤلاء المقاومين".
وأكد أن الرد على جرائم الاحتلال يكون بترك الرهان على الحلول الأمريكية الإسرائيلية التصفوية ومغادرة نهج أوسلو البائس الذي مضى عليه 30 عامًا وجلب علينا كل هذه المصائب.
ومضى عساف قائلًا:" كذلك يكون الرد بالعودة إلى خيار الشعب والمقاومة ووحدة الشعب في التصدي لجرائم الاحتلال، وإنهاء الانقسام على رأس الأولويات".
وطالب السلطة بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن كل هذا المسار والجرائم وما سببته تلك السياسات، وإعادة الأمانة للشعب بالذهاب إلى الانتخابات ومغادرة المشهد السياسي الفلسطيني.
وشدد على أن السلطة مطلوب منها حماية شعبها بوقف التنسيق الأمني وتعليق الاعتراف بإسرائيل، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في لقاءات الجزائر والتحضير لانتخابات المجلس الوطني وكل الهيئات الفلسطينية.