أكد عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، يوم الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت في الآونة الأخيرة، من هجمتها الشرسة ضد البلدة وأهلها، في محاولة للسيطرة عليها وكسر شوكة أهلها، ومحاصرتها بالمشاريع الاستيطانية.
وأوضح أبو الحمص في تصريح خاص لوكالة "ًصفا"، أن العيسوية تتعرض بشكل متواصل لاقتحامات ومداهمات للمنازل وتخريب لمحتويات بعضها، واعتقالات، ولعمليات تنكيل بحق سكانها، ناهيك عن إغلاق مداخلها ونصب الحواجز العسكرية، وتفتيش المركبات، وتحرير المخالفات.
وأشار إلى أن طواقم من بلدية الاحتلال برفقة عناصر من الشرطة اقتحمت صباح اليوم، البلدة، وتجولت في شوارعها، وأزالت الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل عن أعمدة الكهرباء في البلدة.
وأضاف أن القوات اعتقلت الشاب عبد الله عبيد، بعد مداهمة منزله عائلته ذويه وتفتيشه، كما أغلقت مساء السبت، مداخل العيسوية، ومنعت دخول وخروج المقدسيين منها، ما تسببت بحدوث أزمات مرورية على مداخلها.
وبين أن قوات الاحتلال أوقفت المركبات، واعترضت مركبة عروسين وفتشتها لدى وصولها مدخل البلدة، وتم إزالهما من المركبة واحتجازهما لأكثر من 40 دقيقة، بحجة إطلاق المفرقعات النارية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال سلمت العروسين استدعاءً للتحقيق معهما في مركز الشرطة اليوم، لافتًا إلى أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتتعرض البلدة وأهلها للتضييقات والاعتداءات الإسرائيلية، بهدف تركيع المقدسيين وإذلالهم وترهيبهم وتنغيص حياتهم.
وتابع أن بلدية الاحتلال لا تتوقف عن توزيع إخطارات الهدم في العيسوية، وتسليم استدعاءات للأهالي لمراجعة البلدية، بالإضافة إلى استمرار حملات الاعتقال، والتي تطال عشرات الشبان والفتية.
وأكد أبو الحمص أن سلطات الاحتلال تسعى لتهجير المقدسيين وطردهم من منازلهم بالقوة، والاستيلاء على أراضيهم لصالح مشاريعها الاستيطانية.
ولفت إلى أن الهجمة الإسرائيلية على مدينة القدس عامةً، والعيسوية خاصةً لم تتوقف، بل من المتوقع أن تشتد وتيرتها خلال الأيام المقبلة، في ظل صعود الأحزاب اليمينية الأكثر تطرفًا في "إسرائيل".
وأفاد الناشط المقدسي بتصاعد اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، إذ نشاهد يوميًا عمليات إعدام وقتل للشبان الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم، ودون أي تحرك.
ووصف أبو الحمص الوضع بالقدس والضفة بأنه صعب جدًا، قائلًا: "مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ستكون الهجمة أكثر شراسة على الشعب الفلسطيني ومقدساته".
والعيسوية تقع شمال شرقي القدس المحتلة، تبلغ مساحتها 12 ألف دونم، بقي منها داخل حدود ما تسمى "بلدية القدس" 4 آلاف دونم، ولكن حسب الخارطة الهيكلية التي يملكها السكان منذ عام 1989، فإن مساحتها تبلغ 660 دونمًا.
وتعاني البلدة من نقص كبير في المساحات المخصصة للبناء والسكن بسبب إحاطتها من جميع الجهات بالمستوطنات والمؤسسات الإسرائيلية، ومصادرة أراض واسعة لصالح إقامة "الحديقة القومية"، وكذلك إقامة "مكب للنفايات" عليها.
وحرمت سلطات الاحتلال أهاليها من أراضيهم وصادرتها لصالح المستوطنات وجدار الفصل العنصري، وما يسمى "الحديقة القومية"، حيث يتعرضون باستمرار لسياسة العقاب الجماعيّ.