شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة والساعات التي أعقبت إعلان تعيين المتطرف اليميني الإسرائيلي إيتمار بن غفير، لوزارة الأمن الداخلي زائد صلاحيات موسعة، اعتداءات وملاحقات لمستوطنين وأجهزة أمن الاحتلال ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل.
وعقد حزب الليكود، بزعامة بنيامين نتنياهو، اتفاًقًا مع حزب "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية)، بزعامة النائب المتطرف ايتمار بن غفير، يحصل بموجبه على حقيبة الأمن الداخلي بصلاحيات واسعة بحكومة نتنياهو
الحوادث التي أعقب تعيين "بن غفير"، توزعت بين شريحة المستوطنين التي ينتمي لها هذا المتطرف، وبين رجالات شرطة الاحتلال الذين أدركوا منذ اللحظات الأولى معنى إمساك هذا المتطرف لمقاليد الأمن الداخلي، وهو "الضرب بيد من حديد على فلسطينيي 48".
اقتحمت شرطة الاحتلال يوم الاثنين عدة مؤسسات في الداخل، من بينها مدرسة ابن رشد واعتقلت معلمًا، هو الثاني خلال أيام، بعد اعتقال آخر في مدرسة أخرى بمدينة عكا.
وسبق هذا الاقتحام والاعتقال، قرار فصل طبيب فلسطيني من أم الفحم من مستشفى "هداسا" الإسرائيلي، على خلفية سماحه لممرضة بتقديم قطعة حلوى لطفل فلسطيني جريح يرقد في المستشفى، والذي زعمت إدارة المستشفى أنه "عمل ممنوع وأن الطفل إرهابي".
كما شهدت أراضي 48 اعتداءات لمستوطنين على مواطنين بالتزامن مع الاعتدائيْن، من بينها اقتحام مستوطن لعيادة طبيب من كفر قاسم، ومحاولة قتله عبر طعنه بسكين كبير، ما تسبب بإصابته بعدة جراح.
أيضًا اعتدى مستوطنون على زوجيْن من منطقة عرابة البطوف أثناء عودتهما من قلقيلية إلى أراضي الـ48.
كما تزامن تنصيب "بن غفير" مع إصدار عدة أحكام ضمن مسلسل المحاكمات السياسية للشبان في الداخل، والتي لن يكون آخرها إصدار أحكام بالسجن من 5 إلى 7 أعوام على 4 شبان من طمرة، وشاب آخر من عكا لمدة 10 أعوام، بزعم مشاركتهم في هبة الكرامة التي اندلعت بمايو العام المنصرم، احتجاجًا على العدوان على المسجد الأقصى وقطاع غزة والشيخ جراح، وضد اعتداءات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين بالداخل.
تأسيس لمرحلة جديدة
ويقول المختص بالشأن الحقوقي والقانوني خالد زبارقة لوكالة "صفا": "إن ما يحدث في أراضي 48 هو تتويج لمرحلة بدأت منذ سنوات، وبداية لأخرى بظل تقلد المتطرف بن غفير للمنصب الجديد".
ويضيف "تنصيب متطرف كهذا وزيرًا لوزارة مختصة بتطبيق القانون، هو تتويج للمرحلة التي شهدها فلسطينيو الداخل، من عنصرية ومسلسل ملاحقات واعتقال للشخصيات المؤثرة في المجتمع".
كما يتوج اليوم بن غفير لمرحلة اعتقال الشبان والنشطاء، وفي ظل منزومة قضاء إسرائيلي، تتعامل بمعادلتين، حسب زبارقة.
يوضح "أن المعادلة الأولى هي مع المجتمع اليهودي، والثانية مع المجتمع الفلسطيني بالداخل، والتي تنقلب في التعامل معها على كل النصوص والقوانين".
ويؤكد أن ما يجري هو تأسيس لنظام الفصل العنصري وملاحقة الفلسطينيين في الداخل، خاصة وأن التطرف الذي يحمله "بن غفير" موجود بالنبية التحتية القضائية والأمنية وغيرها، إلا أنه سيتسم بالفاشية في المرحلة القادمة.
يحذر بالقول "نحن أمام مرحلة ملاحقات سياسية وممارسات عنصرية ومحاكمات تعسفية، علينا أن نكون على قدر هذه المرحلة".
كبح جماح النضال
من جانبه، يعتبر رئيس رابطة الأسرى في أراضي48، أن ما تشهده أراضي 48 من قمع، هو سياسة تخويف وردع الفلسطينيين وترهيبهم حتى لا يشاركوا في النضال الوطني.
ويؤكد أن أجهزة الاحتلال وحكومته تهدف لإجبار الفلسطينيين في الداخل على الرضوخ للواقع المفروض عليهم، وإعدام أي مشاركة أو عمل سياسي أو وطني يخدم قضيتهم.
ويشدد على ضرورة أن يكون هناك نضال على المستوى المؤسساتي والقضائي والأهم الشعبي والرسمي، لكبح جماح الحكومة اليمينية المتطرفة المقبلة، التي يعتبر الفتك بالفلسطينيين أهم جداول أعمالها.