أثارت قطعة حلوى في يد طفل فلسطيني، جوع إدارة مستشفى "هداسا" الإسرائيلي، فثار غضبها على الطبيب الذي سمح بإعطاء القطعة للطفل، لتبلغه بفصله نهائيًا من الخدمة.
وأبلغت إدارة مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة اليوم الأحد الطبيب وجراح القلب والرئتين أحمد محاجنة من مدينة أم الفحم، بقرار فصله بشكل نهائي، بسبب موافقته على تقديم الممرضات قطعة حلوى للطفل محمد أبو قطيش من القدس، الراقد في المستشفى.
ويرقد الطفل أبو قطيش (16 عاما) في مشتىفى "هداسا" منذ ما يزيد عن شهر، عقب إطلاق شرطة الاحتلال النار عليه وسط ملاعب الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وذلك أثناء وجود عشرات الأطفال برفقته في الملعب، بزعم نيته تنفيذ عملية طعن.
وبدأت الحادثة عقب احتفال لأطباء المستشفى بنجاح زملاء لهم في امتحان لمزاولة المهنة منذ ما يقرب شهر، داخل المستشفى، فوزع الأطباء قطع الحلوى على الممرضات والموظفين، وبقي ما بقي من كميات الحلوى.
وهذه الحادثة ليست الأولى في الكيان الإسرائيلي تجاه فلسطينيي الداخل، فمؤسسات الإحتلال معروفة بعنصريتها تجاه الموظفين الفلسطينيين في الداخل، والتعامل معهم على خلفية دينية وقومية.
موقف إنساني يستدعي تحريض
ويوضح المحامي خالد محاجنة، وهو شقيق الطبيب المفصول، تفاصيل الحادثة لوكالة "صفا"، قائلًا: "إن بعض الممرضات أردن يوم الاحتفال توزيع ما تبقى من الحلوى على المرضى في المستشفى، وبالطبع الممرضات عربيات، طلبن من شقيقي الطبيب السماح بتوزيعها، فأذن لهن".
ويضيف "أثناء توزيع الحلوى، دخل بعض الحراس الإسرائيليين للمشفى، فشاهدوا الممرضات يقدمن الحلوى للطفل المقدسي محمد أبو قطيش، فاعترضوا على الممرضات، وحينما تدخل الطبيب محاجنة هاجموه".
وزعم حراس المشفى أن ما يفعله محاجنة ممنوع، دون إبداء تفاصيل، وهو ما دفعه لإخراجهم من داخل المستشفى، إلا أنهم رفضوا وطلبوا منه تسليم هويته الشخصية، ونشب خلاف تطور إلى صراخ وتدافع داخل المستشفى.
يقول محاجنة "بعد الموقف بدأ الحراس بحملة ضد أخي، وحرضوا الإدارة عليه، حتى أنهم لم يكتفوا بذلك، بل حرضوا على أفراد عائلته، وعلى والدي المحامي رسلان محاجنة، وهو معروف بين المحامين، وكانت الحملة عنصرية بامتياز".
وطالب الحراس المستشفى بمعاقبة الطبيب وشقيقه المحامي ووالده لأنهم "يدافعون على الأسرى، وأن الطبيب محاجنة كان "قدم الحلوى لمخرب فلسطيني يدعم الإرهاب"، متهمين العائلة بدعم الإرهاب.
استجابة سريعة للعنصرية
ولأن ثوب إدارة المستشفى من ذات ما يلبسه الحراس، من العنصرية اليهودية تجاه كل ما هو فلسطيني في الداخل المحتل، كانت استجابتها للتحريض سريعة.
يقول محاجنة: "تفاجأ أخي اليوم الأحد بتبليغه بقرار فصله نهائيًا، وجاء هذا القرار نتيجة لحملة التحريض، وانتقامًا من تعاطفه مع طفل مريض وتقديمه الحلوى له، لمجرد أنه فلسطيني".
وقررت عائلة محاجنة التوجه إلى القضاء وتقديم شكوى ضد إدارة المستشفى وحراسها على القرار وحملة التحريض.
ولكن محاجنة، يقول "إننا لا نعول على شيء على قدر أننا متأكدون بأن قرار فصل أخي خارج القانون، وهو ينتهك كل النظم والنصوص القانونية، وهذا ما يجعلنا قادرين على إسقاط القرار".
يُذكر أن مؤسسات إسرائيلية عديدة فصلت عدداً من الموظفين من فلسطينيي أراضي 48، خلال السنوات الماضية، لعدة أسباب متعلقة بهويتهم وديانتهم، وحتى تحدثهم اللغة العربية أثناء العمل، وهو ما انعكس مؤخرًا في قانون "القومية اليهودي" الذي تنص أحد نصوصه على إلغاء اللغة العربية داخل كل المؤسسات بالداخل المحتل.