خلال الأيام الأخيرة الماضية اكتشف عدد من أهالي يافا في الداخل الفلسطيني المحتل الخميس، قيام مجموعة من المستوطنين بحفريات في كنيس في حي العجمي بالمدينة.
عمليات الحفر كانت قد بدأت قبل نحو أسبوعين، بعد رؤية الأهالي ركام ورمال في المنطقة، أبلغوا أعضاء البلدية العرب مؤخرًا، بعد اكتشاف عمليات الحفر.
وزعم المستوطنون بعد مراجعتهم من جهات فلسطينية بالحي، أنهم يحفرون في المكان، بعد اكتشاف طابق أرضي مدفون بالتراب تحت الكنيس، وأنهم يريدون "استخدامه لعدة أهداف".
إلا أن أعمال هذه الجماعة من المستوطنين كانت تتم بسرية تامة، وحسب الأهالي، فإنهم كانوا يعملون على إخراج الرمال التي يتم استخراجها من عمليات الحفير بشكل سري، وفي أوقات معينة لا يتم فيها رؤيتهم.
وتحاول الجماعات الاستيطانية التغلغل في مدينة يافا تحديدًا، من أجل خلق واقع جديد فيها، ضمن مخطط لتفريغ المدينة ممن تبقوا من سكانها الأصليين، الذين لم تعد تشكل نسبتهم ما يزيد عن 2.5% من سكان المدينة.
ويعتبر حي العجمي من أقدم وأشهر أحياء مدينة يافا، وهو يواجه عملية تهجير صامتة منذ سنوات، حيث كان في العقدين الأخيرين فلسطينيًا نقياً من اليهود، إلا أنه وبفعل مخططات الاحتلال، بدأت علامات التهويد تظهر جلية مكرسة واقع جديد له من قبل سلطات الاحتلال حتى أصبح الفلسطينيين فيه أقلية.
كذب ومخالفة للقانون
وحول الحادثة، يقول عضو البلدية عبد أبو شحادة لوكالة "صفا": "إن الحفر في المكان أولًا غير قانوني، وثانيًا مزاعم هذه الجماعة كاذبة، خاصة ونحن نتحدث عن وجودهم في حي العجمي الفلسطيني".
ويضيف "بعد اكتشاف الحفريات خاطبنا ما يسمى رئيس بلدية يافا، وحذرنا فيها من خطورة الحفريات المكتشفة، وأن السكان لن يسمحوا باستمرارها".
وعما إذا كانت سلطات الاحتلال تعلم بالحفريات، يشير شحادة إلى أنه "لا يمكن الجزم بذلك، إلا أنه سيتم تقديم شكوى ضد هذه الجماعة، وحينها سيتم معرفة كل شيء حسب الرد".
هذا وينتظر شحادة ومحامون والأهالي رد بلدية الاحتلال على الشكوى والطلب المقدم بوقف عمليات الحفر في المكان بشكل فوري.
ويعي أهالي يافا أن ما تشهده مدينتهم، هو معركة على الهوية، سيما وأن المدينة شهدت مخططات استيطانية وانتهاكات من هذا القبيل كثيرة في الآونة الأخيرة.
ويشدد شحادة على أنه لن يتم السكوت على هذه الممارسات، وسيتم الضغط بشكل كبير على البلدية لكي توقفها.
ويحذر من أنه بحال لم تستجب بلدية الاحتلال فهذا سيثبت أنها داعمة لهذه الحفريات، وهو ما سيكون هناك خطوات ضده، مؤكدًا أن أهالي حي العجمي لن يسمحوا بوجود الجماعات الاستيطانية في الحي، مثلهم مثل بقية أهل يافا.
ويتظاهر العشرات من فلسطينيي الداخل كل يوم الجمعة، في مدينة يافا احتجاجًا على مخططات إسرائيلية ستفضي إلى طرد ما يقرب من 1400 عائلة فلسطينية خارج المدينة، عبر مشاريع تهويدية وأخرى لإسكان المستوطنين.