قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس وفدها المشارك في فعاليات نصرة فلسطين في الجزائر: "إن شعبنا الفلسطيني يجمع على أن المقاومة هي الخيار الأول لإنهاء هذا الاحتلال".
وبيّن جبارين في حوار مع جريدة الشروق الجزائرية، أن كل ما يتحدث عنه العالم من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات المتواصلة والأسرى واقتلاع الأشجار وهدم البيوت ومصادرة الأرض "ما هي إلا عوارض لمرض اسمه الاحتلال".
عقيدة القسام.. هل تغيرت؟!
وحول تساؤل طرحته الجريدة الجزائرية حول ما الذي تغير في عقيدة الكتائب في مواجهة الكيان الإسرائيلي على مدار 35 عامًا؟، بيّن جبارين أن "القسام" انتقلت إلى شبه جيش نظامي لحركة مقاومة تناور الاحتلال بعمليات بفكر تحريري وعلى يقين بأن " معركة التحرير القادمة قريبة".
وقال: "انتقلنا من فكرة أن نقاوم بمناوشات هنا وهناك، إلى أن صارت الآن حركة حماس وعلى رأسها القائد لأركان المقاومة أبو خالد محمد الضيف، تعِدُّ لمعركة تحرير فاصلة مع هذا الاحتلال لإنهاء هذا المرض الخبيث من جسم الأمة".
وثمّن جبَّارين مواقف الشعب الجزائري ومواقف الرئيس عبد المجيد تبون بخصوص المصالحة الفلسطينية وسعيه الحثيث لذلك.
وأضاف "صحيح أننا لم نستطع حسم المعركة في ضربة قاضية والاحتلالات على مدار التاريخ، لا يوجد هناك ضربة قاضية واحدة وينتهي هذا الاحتلال، بل بالنقاط وذلك بالصمود والثبات واليقين وتعبئة كل أبناء الشعب الذي يقع تحت الاحتلال لخوض حرب التحرير".
وتابع "نعم هناك الآن بوادر مشروع التحرر والمقاومة امتشقت المبادرة بيدها وسلّت سيف القدس، وما زال هذا السيف لم يُغمد".
وحدة المقاومة
وفيما يخص العدوان الأخير على قطاع غزة أغسطس الماضي وعدم دخول كتائب القسام للمعركة على الرغم من وجود غرفة عمليات مشتركة للمقاومة، أكد جبارين على وحدة المقاومة وفصائلها وثباتها تحت هدف واحد رغم تباين في بعض الأمور، "وتجاوزنا كل الأمور السلبية"
وقال: "سنبقى موحدين في فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، نحن لدينا غرفة مشتركة بالفعل، وننسق وننظم كل أعمالنا بشكل منظم وبشكل مخطط ومرتب، والكثير من المغرضين ومن الذين لا يحبون لا حماس ولا الجهاد الإسلامي، أثاروا وكبّروا الكثير من الأمور وضخموها من أجل بث الفرقة وإنهاء وحدة المقاومة بين أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأضاف "هناك ورقة استراتيجية صيغت ووقَّعت عليها الحركتان، وهي ورقة أمنية تفصيلية لكل النقاط التي يمكن أن ينشب بشأنها خلاف، وأطمئن الجميع بأنه لا يوجد أي خلاف".
العلاقة مع دمشق
وبخصوص عودة حركة "حماس" إلى دمشق ووجود تيارات مختلِفة في الحركة حول هذا الأمر، أشار جبارين إلى أن التباين شيء طبيعي ليس بهذه القضية وحدها بل بالعديد من القضايا.
وقال: "لا يوجد قضية عليها إجماع مطلق، ويوجد هنالك من يصوِّت كذا ومن يصوت على مقترح آخر وهذا شيء طبيعي في كل الدنيا، لكن أطمئنكم أن هذا القرار اتخذ من أعلى مؤسسة من قيادات حماس الشورى والتنفيذية بتوافق وانسجام وكل الحركة ".
عرين الأسود
أما فيما يخص ظهور مجموعات "عرين الأسود" وكتائب جنين في نابلس وجنين، خارج عباءات الفصائل المعروفة وبطريقة غير مهيكلة، ذكر عضو المكتب السياسي لـ "حماس" أن شعبنا الفلسطيني في معظمهم مؤطر رغم تمايز أبنائه وموائمتهم للون مقاومتهم وفق ظروفهم وظروف القضية الفلسطينية.
وأكد على أن هذا التمايز وهذه المواءمة إيجابية كون الفصائل الفلسطينية هي التي ترعى كل هذه الحالات وتقف خلفهم.
وأكمل: "نقول بشكل واضح كل بندقية ضد الاحتلال هي إرث وتاريخ للشعب الفلسطيني، ونحن نفخر به ونعتز به بمعزل عن المسميات وندعمه، هذا نهجنا وهذا طريقنا، وندعم كل من يرفع السلاح وندعم كل من يواجه هذا الاحتلال ا بكل ما أوتينا من قوة، بالمال والسلاح وكل الطرق النضالية والكفاح وندعمهم بالخبرات وبكل شيء".
جيش فلسطيني موحد
وحول هذا الأمر، قال جبارين:" السعب الفلسطيني كله مجمع تقريبا مجمع على أن المقاومة هي الخيار الأول ثم الأول ثم الأول لإنهاء هذا الاحتلال، نحن كل ما يتحدث عنه العالم من عوارض لهذا الاحتلال مثل اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات والأسرى واقتلاع الأشجار وهدم البيوت ومصادرة الأرض وكل سلوك الاحتلال هذا هي هذه عوارض لمرض اسمه الاحتلال".
وأضاف القيادي بحماس للجريدة الجزائرية " لا نقبل أقل من إزالة هذا الاحتلال، وأنا قلت بشكل واضح إن هذه دولة وهْم ودولة سراب في عمر الشعوب التي احتلت وفي عمر وقوة الدول التي احتلت الشعوب مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا، وكل هذه الدول التي تفوق إسرائيل بأضعاف مضاعفة من القوة وانتهى استعمارها وجبروتها".
ملف الأسرى
وكمسؤول ملف الأسرى وجهت الجريدة الجزائرية للقيادي جبارين سؤال حول هذا الملف، وما الذي يجب على الشعب الجزائري والشعوب العربية أن تعرفه حول هذا الملف؟
وأوضح جبارين، أن ملف الأسرى أولى الأولويات لدى حركته، خاصة ان هناك أسرى قضوا غالبية سنين أعمارهم خلف القضبان الإسرائيلية.
وقال: "عندنا أسير أخونا البرغوثي أمضى الآن 43 سنة داخل السجون، الأخ عبد الناصر عيسى 32 عاما، ويوجد أكثر من مئة أسير يمضون أكثر من 25 عامًا الآن داخل السجون الإسرائيلية، هناك أكثر من 800 أسير فلسطيني كلهم محكومون مدى الحياة، ثلاثة آلاف سنة وبعضهم أربعة آلاف سنة إلى آخره من الأمور".