web site counter

من أصل 200

لإقامة مشروع استيطاني.. 37 منشأة صناعية تُواجه خطر الهدم بوادي الجوز

القدس المحتلة - خاص صفا

تواجه 37 منشأة تجارية وصناعية من أصل 200 في حي وادي الجوز شمال شرقي البلدة القديمة بالقدس المحتلة خطر الهدم، لصالح إقامة أضخم مشروع إسرائيلي استيطاني يُطلق عليه "وادي السيليكون".

وكشفت منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس أخطرت 37 محلًا ومصلحة تجارية ومنزلًا في وادي الجوز بهدمها، لصالح المشروع الاستيطاني الذي جرى الإعلان عنه مطلع العام 2020، وسيتم تنفيذه على أنقاض المنطقة الصناعية بالحي.

ويُساور القلق والخوف مئات المقدسيين الذين يعملون في المنطقة الصناعية بوادي الجوز من فقدان أعمالهم ومصدر رزقهم الوحيد، بعد هدم سلطات الاحتلال حوالي 200 منشأة بالمنطقة، لصالح المشروع الاستيطاني.

ويهدف الاحتلال من خلال المشروع، إلى تحويل الأحياء الفلسطينية القريبة من أسوار البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك إلى مركز تكنولوجي وصناعي وتجاري، ومنطقة جذب واستثمار استيطانية على حساب أراضي المقدسيين.

وحسب منظمة "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية، فإن الخطة مريبة وتواجه عددًا من الصعوبات والقلق، إذ تشير إلى تدمير وهدم 37 مبنى فلسطينيًا قائمًا، معظمها أعمال، وبعضها مباني سكنية واحدة.

وأشارت إلى أنه وفقًا لرسم خرائط التكاليف الذي أجرته بلدية الاحتلال، فإن معظم المباني التي تم هدمها تقع على أرض فلسطينية خاصة.

وأضافت أنه "خلال العام الماضي وزع مفتشي بلدية الاحتلال إخطارات رسمية لإعلام أصحاب المنشآت أنه في إطار الترويج للخطة سيتعين عليهم إخلاء المباني.. هذه الإخطارات ليس لها صحة ملزمة ويبدو أنها تم توزيعها لخلق ضغط بين أصحاب المنشآت من أجل عمليات الإخلاء المستقبلية".

وتدعي بلدية الاحتلال أن الشركات العاملة حاليًا في منطقة المخطط ستتمكن من الانتقال إلى مجمعات صناعية مخططة في قرية العيساوية أو "عطروت".

سيطرة وتهويد

منسق الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس زكريا عودة يقول لوكالة "صفا" إن مشروع "وادي السيليكون" يعد جزءًا من سياسات حكومة الاحتلال ومؤسساتها المختلفة والتي تعمل على وضع عشرات المخططات التهويدية بهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتعزيز سيادتها على القدس، وتهويدها.

ويوضح أن سلطات الاحتلال تعمل على تغيير الطابع العربي والفلسطيني للمدينة المحتلة وتحويلها لمدينة يهودية بحتة، عبر تنفيذ هذا المشروع وغيره من المشاريع الاستيطانية والتهويدية.

والمشروع يتضمن مصادرة 2000 دونم من الأراضي المملوكة للفلسطينيين، وهدم 200 منشأة وورشة صناعية في وادي الجوز، لإقامة مجمع "للهاي تيك" والتكنولوجيا، مع خدمات ومقاهي وفنادق وأبراج ضخمة ومراكز تجارية، في وقت يتجاهل فيه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية للمقدسيين. وفق عودة

ويُخصص المشروع الذي تصل تكلفته إلى حوالي 600 مليون دولار، 250 ألف متر مربع من "العقارات لشركات التكنولوجيا العالية"، بالإضافة إلى 100 ألف متر مربع أخرى مقسمة للتجارة" والفنادق، في تجاهل تام لاحتياجات عدد السكان الأصليين.

ويبين عودة أن الاحتلال يدعي أن المشروع يخدم المقدسيين، لكنه في الواقع هو مخطط إسرائيلي استيطاني سيهدد عيش كافة المقدسيين الذين يقيمون ويعملون في المنطقة.

ويشير إلى أن هناك ثمانية مخططات وضعتها حكومة الاحتلال خلال العامين الماضيين للسيطرة على القدس، وتطويقها من كافة الجهات، ولتوسيع المستوطنات الواقعة بين الأحياء المقدسية وعزلها عن امتداداها في الجنوب بيت لحم والخليل، والشرق غور الأردن وأريحا والشمال مدينة رام الله.

عين الاستهداف

والباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يوضح لوكالة "صفا" أن وادي الجوز يقع في عين الاستهداف والتهويد الإسرائيلي، لقربه من البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ولكونه ملاصقًا لحي الشيخ جراح، ويعتبر المركز الصناعي والاقتصادي الوحيد في القدس.

ويبين أن الاحتلال يسعى لإقامة "مشروع وادي السيليكون" وهدم المنشآت الصناعية في المنطقة المستهدفة بهدف تهويد الأحياء المقدسية الواقعة ضمن ما يسمى بـ"الحوض المقدس"، ونزع الطراز المعماري عنها وجعلها ذات طابع مغاير.

ويستهدف الاحتلال-كما يضيف أبو دياب- التجارة والاقتصاد المقدسي، وكل مقومات حي وادي الجوز، بحيث يُدمر مصادر الزرق لكافة المقدسيين الذي يعتاشون من العمل بالمنطقة الصناعية، بغية إجبارهم على العمل خارج المدينة المحتلة أو التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.

وبحسب أبو دياب، فإن الاحتلال بإقامته للمشروع التهويدي، فإنه يريد السيطرة على وادي الجوز، لكونها منطقة حساسة ملاصقة للجامعة العبرية وقريبة من المؤسسات الاحتلالية الرسمية، بالإضافة إلى محاصرة الشيخ جراح، وتوفير الأمن والأمان للمستوطنين الذي يمرون من المنطقة.

عزل أحياء القدس

بدورها، حذرت جمعية "عير عميم" الحقوقية من خطورة تنفيذ المشروع في منطقة تقع بين الشيخ جراح والبلدة القديمة، حيث البؤر الاستيطانية، وأن هناك خوف من أن المخطط يهدف لتوسيع حلقة المستوطنات داخل الأحياء الفلسطينية، خاصة مد حي الشيخ جراح بؤرة "صديق شمعون" باتجاه الشرق لربطها بوادي الجوز.

وأشارت إلى أنه تم تعبيد الطريق لربط الشيخ جراح بوادي الجوز بشارع يخترق المنطقة الصناعية، بغية عزل أحياء شمال القدس عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وقد يصبح المشروع مقدمة لبناء حي استيطاني، وإقامة مستوطنة جديدة على مرمى مد البصر من المدينة المقدسة باسم "التنمية الاقتصادية".

ر ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام