قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، يوم الثلاثاء، إن حملة الاعتقالات التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، "تأتي في سياق استخدام القبضة الحديدية ضد المقدسيين، بهدف وصولهم لحالة من اليأس والإحباط، حتى يسهل السيطرة عليهم".
وأشار أبو عصب في حديث خاص لوكالة "صفا"، إلى أن سلطات الاحتلال مستمرة في حملة اعتقالاتها، بهدف إدخال الخوف في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني بالقدس، في ظل هجمة كبيرة وشرسة تطال كافة مناحي الحياة.
وأوضح أن هناك استهداف إسرائيلي للطلبة والأطفال وكبار السن، وهناك اعتقالات من داخل المسجد الأقصى المبارك، واقتحامات للأحياء والبلدات المقدسية ولمنازل المقدسيين، بالإضافة إلى عمليات الهدم والاستيطان.
وصعدت قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة، من حملة استهدافها واعتقالها واستدعاءها للشبان والفتية في مدينة القدس، بالإضافة إلى إصدار قرارات بالحبس المنزلي طالت عشرات الأطفال.
وصباح الثلاثاء، شنت القوات حملة مداهمات واعتقالات واسعة في المدينة، طالت 10 مقدسيين، في محاولةٍ لإفراغ المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
إجراءات ظالمة
وأضاف أبو عصب أن الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع في المدينة المقدسة، وطرد المقدسيين، وإعطاء فرصة كبيرة للمستوطنين المتطرفين لاقتحام الأقصى، وأن يعيثوا فسادًا فيه، وصولًا للهدف الأكبر ألا وهو بناء "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه.
وبين أن الاحتلال يستهدف شريحة الأطفال بشكل واسع في القدس، ويفرض بحقهم إجراءات ظالمة، ويعتقلهم بصورة همجية، يتخللها اقتحامات ليلية للمنازل، وعمليات تنكيل واعتداء بالضرب أمام آبائهم، والتحقيق معهم بمعزل عن وجود محامي أو والديهم.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال لم تتوقف عن سياسية اختطاف الأطفال من الشوارع وأمام المدارس، "في محاولة لاستخدام سياسية القبضة الحديدية لإدخال الخوف في نفوس هؤلاء الأطفال".
وذكر أن الأطفال حتى داخل السجون يتعرضون للضرب والتنكيل، ويُحرمون من النوم والتغذية السليمة، ومن زيارة المحامي، ويتم استفزاهم والاعتداء عليهم من قبل السجانين ووحدة "النحشون".
وأوضح أن كل هذه الإجراءات التعسفية والظالمة تأتي بالتنسيق الكامل ما بين أذرع الاحتلال سواء الشرطة أو المخابرات وإدارة سجون الاحتلال، بغية استعادة الجنود الهيبة التي فقدوها نتيجة تواجد أطفال القدس في المسجد الأقصى وباب العامود وبلدة سلوان وشوارع المدينة.
وأشار إلى أن الجندي الإسرائيلي في القدس أصبح يفتقد للهيبة والسيطرة، ويتعرض للسخرية والاستهزاء من قبل الأطفال وأبناء الشعب الفلسطيني في المدينة.
وأكد أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال هذه الإجراءات الإسرائيلية، ترميم صورتها أمام شعبها، وخاصة في ظل الحملة الانتخابية السابقة، والتحضير الآن لحكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو.
وتوقع أبو عصب أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا في حملة الاعتقالات بحق المقدسيين، لأن التحريض على أهالي المدينة كبير جدًا، في ظل وجود شخصيات يمينية متطرفة مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، والذين يلعبون بالدم والنار.
عجز وتقصير
وحول دور المؤسسات الدولية والحقوقية، انتقد الناشط المقدسي، دور تلك المؤسسات في إنهاء معاناة الأطفال المقدسيين، وكافة المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، ووقف حملات الاعتقال في المدينة المقدسة.
ووصف مواقف المؤسسات الدولية تجاه قضية الاعتقال بـ"الخجولة وأنها متواطئة مع الاحتلال، كونها تشاهد استهداف الأطفال على مدار الساعة، وهي عاجزة على أن تقول الحقيقة أمام الاحتلال".
وأشار أبو عصب إلى أن المؤسسات المقدسية العاملة في القدس لم تعد موجودة، بسبب إغلاقها من قبل سلطات الاحتلال.
ودائمًا ما تشكل حالات الاعتقال في مدينة القدس النسبة الأعلى كما في كل شهر، إذ بلغت خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 343 معتقلًا، من بينها 12 طفلًا أقل من 12 عامًا، و80 قاصرًا، و24 من النساء، بينهن فتاة قاصر. وفق إحصائية أصدرتها مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان.
ويرافق حملات الاعتقال كثافة عالية من الجرائم والانتهاكات التي تنفذها قوات الاحتلال بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، ناهيك عن حجم الدمار الذي تُخلفه داخل المنازل، وتعرض هؤلاء المعتقلين للتعذيب والضرب والتّهديد المتواصل، سواء خلال الاعتقال أو داخل غرف التحقيق، وللاحتجاز في ظروف قاسية تفتقر للحد الأدنى من الشروط الإنسانية.