كشفت النيابة العامة ووزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة عصر اليوم الأحد نتائج التحقيق في الحريق المأساوي الذي اندلع في منزل عائلة أبو ريا مساء يوم الخميس الماضي.
وشارك في المؤتمر الصحفي النائب العام في قطاع غزة المستشار محمد النحال، ومدير عام الشرطة اللواء محمود صلاح، ومدير جهاز الدفاع المدني اللواء زهير شاهين، والناطق باسم زارة الداخلية إياد البزم.
وأوضح النائب العام أن الحريق تسبب في وفاة 22 مواطنا كانوا جميعهم في شقة المواطن نادر أبو ريا (الطابق الثالث).
وذكر أن اجتماع جميع الضحايا في منزل المواطن نادر فرج أبو ريا كان بسبب الحفل الذي دعاهم إليه في منزله بمناسبة عودة شقيقه ماهر من السفر وأفاد الشاهد (م,ج) من أقارب العائلة أن نادر دعا الجميع وصديق نادر أكد أنه جهز للاحتفال.
وأكد النائب العام أن️ تقارير الصفة التشريحية وأقوال شاهد عيان أثبتت وجود جالون بنزين خارج غرفة الضيافة.
وبين أنه كانت هناك إطارات الكوشوك كانت معلقة كنجف في منزل نادر أبو ريا ساعدت على الاشتعال.
ولفت إلى أنه لم يتمكن أحد من الخروج من الغرفة بسبب إغلاق نادر لباب الغرفة لحمايتهم، وقد وجد متوفيًا في غرفة مجاورة.
وأشار النائب العام إلى أن ️الضحايا لحظة اشتعال النيران كانا بجوار النوافذ لعدم قدرتهم الوصول للباب لأن النيران كان مشتعلة هناك.
وقال النائب العام محمد النحال إن هذا المؤتمر يأتي للوقوف على حقيقة ما حدث بالحريق من بداية الحدث وحتى استكمال نتائج التحقيق أولاً
وأوضح النحال أن الواقعة حدثت بتاريخ 17-11-2022 حيث نشب الحريق في تمام ساعة 6:11 مساء في عمارة سكنية خاصة بالمواطن فرج عبد العاطي محمد أبو ريا والكائنة بمحافظة الشمال معسكر جباليا منطقة تل الزعتر بجوار مسجد حيفا.
وبيّن أنه نتيجة لذلك هب الأهالي لنجدة سكان المنزل حيث وجدوا باب العمارة الخارجي مغلقًا؛ فقام عدد من المواطنين باعتلاء سور خارجي للمنزل ثم قفزوا إلى الطابق الأول من العمارة ومن ثم نزل بعضهم من خلال السلم وفتحوا الباب الخارجي للعمارة.
وأشار النحال إلى أنه دخل عدد من المواطنين وصعدوا للطابق الثالث، حيث شقة سكنية التي أصابها الحريق، وقاموا بفتح باب الشقة إلا انهم لم يستطيعوا دخولها لشدة الدخان وانتشار ألسنة اللهب.
وذكر أن طواقم الدفاع المدني وصلت إلى المكان وتمكنت من السيطرة على الحريق دون أن يمتد إلى المنازل المجاورة.
وأوضح النحال أن الواقعة حدثت في بناية سكنية تتكون من 3طوابق كل طابق عبارة عن شقة سكنية، وقد أصاب الحريق شقة واقعة في طابق 3 والتي تتكون من 5 غرف ومنافع وتبلغ مساحتها 180 متر ويسكنها المواطن نادر فرج عبد العاطي أبو ريا وعائلته
إجراءات قانونية
وقال النحال إنه بمجرد وصول الإشارة الأولية للحدث توجه النائب العام وبرفقته طاقم نيابة شمال لمكان الواقعة، وأشرف النائب العام بشكل مباشر على جميع تحقيقات متعلقة بالواقعة.
وأضاف "أصدر النائب تعليماته لجميع طواقم التحقيق المختصة بمباشرة جميع التحقيقات اللازمة للوقوف على كافة تفاصيل الواقعة وملابساتها.
وذكر أن طواقم التحقيق والجهات المختصة باشرت منذ اللحظات الأولى للواقعة إجراءاتها بالتقصي وجمع استدلالات من داخل الواقعة وخارجها، حيث عملت في الميدان طواقم دفاع مدني وأدلة جنائية ومباحث عامة ومصادر الكترونية ومكتب تحقيق شرطة معسكر جباليا.
وبيّن النحال أن هذه الجهات بذلت كامل جهدها للوقوف على ملابسات الواقعة بالإضافة للجهود المستمرة لوكيل وزارة الداخلية وقائد الشرطة ومساعده ومدير شرطة المحافظة.
وأوضح أنه تم تدوين أقوال الشهود حول الواقعة بشكل مفصل، حيث تم تدوين أقوال جميع من وصل لمكان الحدث باللحظات الأولى، وكذلك جيران المنزل وذوي الضحايا واقاربهم.
وأضاف "تم معاينة مكان الواقعة، وقد تبين من خلال المعاينة احتراق معظم مكونات الشقة السكنية ووفاة جميع من كانوا بداخلها والبالغ عددهم 22 مواطن".
الأدلة ونتائج التحقيق
وأكد النحال أن اجتماع جميع الضحايا داخل منزل المواطن نادر فرج أبو ريا كان بسبب حفل دعا إليه بمنزله بمناسبة عودة شقيقه ماهر من السفر.
وأشار إلى أن الشاهد م.ج وهو أحد أقارب العائلة أفاد أن المواطن نادر أبو ريا قام بعمل احتفال في منزله ودعا إليه جميع افراد العائلة كما أكد الشاهد أ.ح وهو صديق نادر بأن نادر جهز للاحتفال بعودة أخيه ماهر.
وبيّن النحال ان سبب اندلاع الحريق هو قيام المواطن نادر باستخدام مادة البنزين في حركات نارية احتفالية خلال الحفل الذي أقامه داخل منزله، حيث قام باستخدام البنزين على باب الغرفة التي كانت يتواجد بها اهله-الغرفة الواقعة باتجاه الجهة الجنوبية الغربية من الشقة-إلا أنه فقد السيطرة على النيران التي وصلت لجالون البنزين الذي كان مجاورا لمكان وقوفه.
وأضاف "اشتعلت النيران نتيجة لذلك، واقترب من الوصول إلى الغرفة التي كان يتواجد بها اهله فحاول منع وصول النار إليهم من خلال اغلاق باب الغرفة التي يتواجدون بداخله إلا أن تسرب البنزين أسفل الباب أدى لوصول النيران الى اثاث الغرفة واشتعالها فيها".
وأشار إلى أنه قد ساعد على سرعة الاشتعال عدة عوامل أبرزها السجاد الأرضي والكنب المصنوع من الخشب ووجود إطارات سيارات كانت معلقة في سقف الغرفة على شكل نجف وسقطت على الأرض بفعل الحريق".
وأضاف " بالإضافة لكثرة الأثاث والديكورات الخشبية وورق الفوم والتهمت النيران كامل أثاث الغرفة وموجوداتها كما تسببت بوفاة كل من كان بداخلها وعددهم 21 مواطنا".
وبيّن النحال أن النيران امتدت لبقية مكونات المنزل وأدى إلى وفاة المواطن نادر صاحب الشقة، حيث وجد محترقًا في الغرفة المقابلة للغرفة التي كان يتواجد بها باقي الضحايا.
وذكر أن هذه الوقائع ثبتت لدى النيابة العامة من خلال التقارير الفنية الصادرة عن إدارة الأدلة الجنائية مديرية الدفاع المدني وتقارير كشف ومعاينة وتقارير صفة تشريحية للضحايا بالإضافة لأقوال الشاهد ع.م الذي أثبت وجود جالون بنزين خارج غرفة الضيافة وبين أماكن تواجد الضحايا وكذلك الشاهد م.خ والذي أكد أماكن تواجد الضحايا.
وبيّن النحال أن الضحايا لحظة اشتعال النيران تواجدوا بحانب نافذتي الغرفة الجنوبية والغربية الأمر الذي يدلل على أنهم لم يكن بمقدورهم التوجه لناحية باب الغرفة نظرا لأن مصدر وقوة النيران كانت بجهة الباب.
وأضاف "لجأوا لناحية الشبابيك لاستغاثة وهذا مثبت بموجب التقارير الفنية الصادرة عن إدارة الأدالة الجنائية ومديرية الدفاع المدني وتقارير الكشف والمعاينة بالإضافة لأقوال الشهود ع.م، م.خ، م.ك.
وأكد النحال أن كثافة الدخان الذي كان منتشرًا داخل الشقة بسبب احتراق الإطارات المستخدمة بالديكور وإغلاق الباب الخارجي للعمارة حال دون تمكن المواطنين من الدخول لشقة المحترقة قبل وصول دفاع مدني.
وبيّن أن ذلك أكده الشاهد (ق.ب) بأنه كان يجلس على باب بقالة في محيط المنزل وأنه شاهد نيرانا تخرج من نافذة الطابق الثالث، وأنه هرع للمكان بصحبة آخرين وحين وصل للمنزل وجد بابه مغلقًا.
وأضاف "أنه قام وشخص آخر بالتسلق لسور المنزل وصعدا للشقة بالطابق الأول ثم قاموا بفتح باب الشقة ونزل على الدرج وفتح باب العمارة لذا يؤكد أنه كان مغلقا من الداخل بواسطة سحاب".
وبين النحال أن الشاهد م.خ كان يجلس بصالون حلاقة مقابل المنزل وأنه سمع صراخ المواطنين فشاهد الحريق وتوجه للمنزل ووجد الباب الخارجي مغلقًا؛ فاضطر لتسلق السور والصعود للشقة بالطابق الأول هو وآخرين، وصعدوا للطابق الثالث وحاولوا إنقاذ من كانوا بالشقة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب كثافة الدخان والنيران.
وأوضح أن الشاهد ا.خ أفاد أنه عندما قام المواطنون بفتح باب العمارة من الداخل صعد برفقة عدد من المواطنين للطابق الثالث إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذ الضحايا بسبب كثافة النيران والدخان.
الدفاع المدني
ولفت إلى أن الدفاع المدني تلقى إشارة الحريق في تمام الساعة 6:18 مساء وقد وصلت طواقمه لمكان الواقعة عند 6:25 مساء وعليه قاموا بالتعامل مع الحريق.
وأكد أن المتوفي نادر أبو ريا لديه هواية كبيرة في فن الديكور وتصميم وتنفيذ الأعمال بيده، حيث هو من قام بنفسه بتجهيز أساس غرفة الضيافة بمنزله بالإضافة للنجف المتكون من إطار السيارات بعد أن أجرى عليها كثير من تزيين ودهانه، وكذلك ديكورات خشبية معلقة في سقف الغرفة، وهذا الأمر ثابت بموجب تقارير فنية صادرة عن المباحث العامة.
وأضاف "نادر كان يبالغ في إقامة الحفلات بمنزله باستمرار ويستخدم شموع والألعاب النارية، وعلب سبريه واشعال نيران فيها بدرجة كبيرة وفق ما أكدته الشاهدة أ.ر وهي من أقارب الضحايا".
وبين النحال أنه ثبت لدى النيابة العامة من خلال التحقيقات عدم وجود متسبب خارجي للحريق، وهذا ما تؤكده جملة من الأدلة أبرزها التقارير الفنية الصادرة عن إدارة الأدلة جنائية ومديرية الدفاع المدني ودائرة مصادر فنية بالمباحث العامة والتي تبين أن كاميرات المراقبة لم ترصد دخول أو خروج أي شخص للمنزل قبل وقوع الحدث.
وأوضح أن هذا ما يؤكده أقوال شهود الواقعة كل من (ق.ب، م.خ، ا،خ) والذين أكدوا أن الباب الخارجي للعمارة السكنية كان مقفلاً من الداخل لحظة حدوث الواقعة، وأنه يستحيل تواجد أي شخص آخر داخل العمارة لحظة الحدث.
وأكد النحال أن النيابة العامة تقدر جهود جميع المواطنين الذين لبوا نداء الإنسانية وتحملوا المخاطر والصعاب في محاولة منهم لإنقاذ ضحايا هذا الحادث إلا أن قدر الله نافذ ولا راد لأمره.
كما قدر جهود كافة الطواقم العاملة بالميدان الدفاع المدني والشرطة والأدلة الجنائية، المباحث العامة والمصادر الفنية بالمباحث وتحقيق الشرطة.