تشهد مدينة بئر السبع في النقب الفلسطيني المحتل غضبًا وسط الفلسطينيين، إثر تمادي اليمين الإسرائيلي المتطرف، في الدعوة للانضمام إلى ميليشيا "بارئيل" اليهودية.
وتأتي هذه التجاوزات لليمين عقب إعلان بلدية الاحتلال في بئر السبع عن منح دراسية للطلاب الأكاديميين الذين ينضمون إلى المليشيا المسلحة التي جرى تشكيلها مطلع العام الجاري بدعم من حزب "عوتسما يهوديت".
وأقرت بلدية الاحتلال الشروع بجباية 100 شيكل من حساب ضريبة (الأرنونا) من سكان المدينة لصالح قرارها بالمنح الدراسية للأكاديميين المنضمين إلى تلك المليشيا.
ومؤخرًا، صعد اليمين الإسرائيلي المتطرف لسدة الحكم بعد فوزه بأغلبية في انتخابات الكنيست الخامسة المبكرة، وكان من بين الصاعدين المتطرف "إيتمار بن غفير".
كراهية ستشعل الأوضاع
ويقول المختص بالشأن القانوني والحقوقي شحدة بن بري لوكالة "صفا": "إن ما يجري من تجاوزات من بلدية بئر السبع، هو نتاج لتحريض وعنصرية وكره للفلسطينيين، يزداد يومًا بعد يوم، خاصة في العام الأخير".
ويؤكد أن صعود اليمين جعل من هذا الكره للفلسطينيين، جليًا وبشكل مخيف، وهو ما يحدث في البلدية.
ويعتبر أن مدينة بئر السبع الآن مثال يجسد العنصرية المقيتة تجاه البدو، خاصة وأن هذه الميليشيا تأسست في النقب أولًا.
وقبل يومين، زار رئيس بلدية الاحتلال في المدينة، جامعة بئر السبع برفقة عضو الكنيست المتطرف ألموغ كوهين، وتحدثا عن إنشاء هذه الميليشيات في الجامعة.
ويعتبر بري بأن هذا مؤشر خطير لاستهداف الطلاب الفلسطينيين، خاصة وأن عددًا منهم تم اعتقالهم مؤخرًا من داخل حرم الجامعة، ولا زالوا رهن الاعتقال، عل خلفيات وطنية وعنصرية.
ودعت قيادات ونشطاء في بئر السبع للتصدي بقوة لدعوات البلدية، واستقطابها لليمين المتطرف في المدينة، معتبرين أن هذا يشعل فتيل الجرائم ضد الفلسطينيين، وهو ما لن يتم السكوت عليه، وقد يشعل الأوضاع مجددًا بالنقب، وفق قولهم.
يُذكر أن النقب شهد قبل أشهر هبة شعبية على خلفية هجمة تجريف وتحريش واستيطان تعرضت لها عدد من القرى، خاصة أم الأطرش التي شهدت اشتباكات ومواجهات عنيفة بين أهل النقب وقوات الاحتلال.
وعقب هذه الأحداث وإلى اليوم، تشن سلطات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف نشطاء وشباب وطلاب في النقب، في محاولة لردع الجماهير ومنع تكرار تلك الهبة