في ظل تصاعد سياسة الاحتلال الإسرائيلي في زرع القبور الوهمية، والتعدي على أراضي المقدسيين في حي وادي الربابة في بلدة سلوان، كان لابد من تنفيذ فعاليات احتجاجية ضد هذه السياسة الخطيرة، والتي من شأنها السيطرة على مزيد من الأراضي.
وتلتهم القبور الوهمية التي تزرعها سلطات الاحتلال عشرات الدونمات من أراضي سلوان، وتتسع رقعتها لتمتد على مساحات جديدة، وتحديدًا في مناطق تقع بين وادي حلوة ووادي الربابة.
ويُواجه أهالي وادي الربابة هجمة إسرائيلية شرسة لا تتوقف، تتمثل في اقتحام أراضيهم وتجريفها وإجراء عمليات حفر فيها، وزرع قبور وهمية، بالإضافة إلى تركيب عشرات كاميرات المراقبة بهدف بسط هيمنة الاحتلال على الأرض، وقمع أي فعاليات احتجاجية ضد مصادرة أراضيهم.
ودعت لجنة أهالي وادي الربابة، المقدسيين لأداء صلاة الجمعة القادمة في مسجد الإمام الغزالي بالحي، احتجاجا على مواصلة الاحتلال تشييد القبور الوهمية ومواصلة التعدي على أراضيهم.
وأوضحت اللجنة أن خطبة وصلاة الجمعة ستقام في وادي الربابة، وسيتخللها اعتصام جماهيري قرب مسجد الامام الغزالي.
إيصال صوتنا
ويوضح رئيس لجنة حي وادي الربابة عبد الكريم أبو سنينة لوكالة "صفا" أن الفعالية الاحتجاجية يوم الجمعة القادم تأتي احتجاجًا على استمرار الاحتلال في مصادرة أراضينا وزراعة القبور الوهمية، ومحاولاته المتكررة لإغلاق الطريق على الأهالي والمنطقة بشكل عام.
ويبين أن الفعاليات تتضمن إقامة خطبة صلاة الجمعة في مسجد الحي، اعتصام جماهيري ورفع لافتات تطالب بوقف مصادرة الأراضي، والاعتداء على أهالي الحي، وإغلاق الطريق أمامهم، وانتهاك حرمة بيوتنا من خلال كاميرات المراقبة.
ويقول أبو سنينة: "سنقول للعالم وأمام كاميرات وسائل الإعلام لا للتعدي على أراضينا، ولا لتركيب الكاميرات فيها، وزرع القبور الوهمية، لأن الخطر يمس ليس فقط سكان وادي الربابة، بل يطال قلب الحي، بهدف بسط السيطرة الكاملة عليه".
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف الحي المقدسي بأكمله، سواءً بالتهديد بهدم المنازل، باعتبارها غير قانونية كما تدعي بلدية الاحتلال، أو تهجير المقدسيين، أو إغلاق المنطقة عبر التهديد بتركيب بوابة لمنع وصول الأهالي إلى منازلهم بالمركبات.
وبحسب أبو سنينة، فإن سلطات الاحتلال تسعى لهدم الحي بالكامل، وسرقة كافة الأراضي الفلسطينية، كونه الوحيد القريب من سور القدس والمسجد الأقصى الذي يضم أراضي خضراء فارغة محاطة من جميع جهاته، وتريد استغلالها لصالح المشاريع الاستيطانية والتهويدية.
وينبه إلى خطورة الاستيلاء على أراضي وادي الربابة، لأنها ستؤدي لخنق المسجد الأقصى والبلدة القديمة وإحاطتهما بطوق جديد يصعب وصول المقدسيين إلى المسجد المبارك، والدفاع عنه من اعتداءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين.
ويضيف "نحاول من خلال الخطوات الاحتجاجية، إيصال صوتنا للعالم، وفضح ممارسات الاحتلال بحق أراضينا وممتلكاتنا، والدفاع عنها بكل ما نملك".
ومؤخرًا، شرعت "سلطة الطبيعة" بنصب مزيد من كاميرات المراقبة على أراضي وادي الربابة، وصولًا لتحويلها إلى "حداق توراتية عامة" للمستوطنين.
وبدأت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة العمل فعليًا، على بناء أطول جسر سياحي تهويدي بطول 200 متر فوق أراضي الحي، بعد سنوات من الإعاقة الناجمة عن إجراءات قضائية قُدمت ضد المشروع.