قال باحثون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، إن صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف يشكل تهديدًا للفلسطينيين وفرصة بذات الوقت لإعادة رص الصفوف وتوحيد الجهد الوطني في مواجهة المشروع الصهيوني، لاسيما في ظل تلاشي أوهام اليسار الإسرائيلي.
ورسم هؤلاء الباحثون خلال حلقة نقاش بعنوان "نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وشكل الحكومة المرتقب.. الأثر والتداعيات"، والتي نظمها مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث بمقره في غزة، سيناريوهات تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي أمين دبور إلى خطورة تأثير نتائج الانتخابات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى صعود اليمين المتطرف التوراتي.
وقال دبور: "نحن أمام يمين بدأ يأخذ الاتجاه الديني المتطرف، وثمة سيناريوهات تخص تشكيل نتنياهو للحكومة المقبلة، منها حكومة يمينية دينية متطرفة ولذلك محاذير وسيناريو حكومة يمينية مع أطراف أخرى بحيث تعطيه ما يريد وتخلصه من هيمنة اليمين المتطرف وما يمكن أن يتسبب به من إشكاليات على الصعيد الدولي، وسيناريو حكومة وحدة وطنية وهذا مستبعد في ظل الخلافات الكثيرة بينهم".
وأوضح المحلل السياسي حسن عبدو، أن المراهنة على نتائج الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية نتيجة تراجع المشروع الوطني.
وقال "يجب ألا نراهن على الانتخابات الإسرائيلية أو الأمريكية سواء كانت الحكومة يسارية أو يمينية، فاليسار هو الذي قاد حروب إسرائيل وعمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، فهو يسار استعماري احلالي".
وتابع " نتنياهو لم يكن القضية المركزية بهذه الانتخابات الإسرائيلية، والانقسام كان حول وجود الفلسطينيين في الداخل المحتل".
وأشار إلى حتمية المواجهة مع كل المكونات الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن السلطة ستكون مستهدفة في وجودها وبقاءها، وأن من بادر إلى إنشائها عام 1994 لم يعد يراها ضرورة كما السابق، مرجحا تشكيل حكومة يمينية مستقرة لمدة أربع سنوات لاسيما في ظل نجاح نتنياهو بالحفاظ على وحدة اليمين الإسرائيلي.
بدوره، نوًه الكاتب مصطفى إبراهيم أن المشروع الاستيطاني لم يكتمل بعد، وأن نتنياهو يدعو دوما لاستكمال المشروع الصهيوني في الضفة الغربية.
وأضاف إبراهيم " بن غفير وضع خطة للحسم في الضفة الغربية، وهو يحاول السيطرة على وزارات تسهل عليه هذه المهمة، مستبعداً انخراط غانتس في حكومة مع نتنياهو".
وقال: "الأزمة أعمق بالنظر لطبيعة المشروع الصهيوني، فحتى اليسار ليس له وجود بالساحة الإسرائيلية، ونتنياهو هو صاحب خطة الضم وسيحاول الاستفادة مما جرى في لبنان وعدم إحراج الرئيس الأمريكي".
وفي السياق، قال الكاتب عبد الله العقاد: "إن الشعب الفلسطيني أمام تحدٍ كبير في ظل سيطرة اليمين اليهودي على المشهد في كيان الاحتلال، وهذه فرصة للاصطفاف من حيث الجغرافيا والتوجهات، وأن نواجه هذا الخطر وهذا الاحتلال ونرجع لأصل الصراع، فنحن شعب يواجه احتلال، وهذا يجعلنا أكثر تحديدا للهدف في ظل انقشاع الأوهام"، مبيناً أن اليمين "دائما صوته مرتفع وفعاليته محدودة".