يصادف غدا الثلاثاء 15 نوفمبر 2022، الذكرى الـ34 لإعلان الاستقلال، حينما أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات، من العاصمة الجزائرية "قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف"، فيما عرف بـ"وثيقة الاستقلال".
وقرر مجلس الوزراء الفلسطيني، اعتبار يوم الثلاثاء 15-11-2022 عطلة رسمية بمناسبة ذكرى إعلان الاستقلال.
وترحم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، على أرواح الشهداء الأبرار، موجهاً التحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مجددا العهد لهم وللشعب الفلسطيني في الوطن والشتات على مواصلة الدرب حتى الحرية والاستقلال.
وطالب اشتية في مستهل جلسة الحكومة اليوم الاثنين، الدول التي تؤمن وتنادي بحل الدولتين الاعتراف بدولة فلسطين.
ذكرى إعلان الاستقلال
جاء الإعلان الفلسطيني لوثيقة الاستقلال في ختام أعمال الدورة الـ19 للمجلس الوطني الفلسطيني "برلمان منظمة التحرير"، التي بدأت في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 واستمرت 3 أيام.
وقال الرئيس الراحل عرفات في نص الوثيقة: "إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله، وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".
وأُعلنت الوثيقة في أوج الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في ديسمبر/كانون أول 1987، وأطلق عليها "انتفاضة الحجارة".
ورغم كل التحديات والظروف المحيطة، يواصل الفلسطينيون مساعيهم لنيل الاعتراف الدولي، ففي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو "مراقب" في الأمم المتحدة.
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2015، رُفع العلم الفلسطيني لأول مرة إلى جانب أعلام باقي الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الأممية.
لكن بعد 32 يوما على الإعلان، لم يتحقق الاستقلال، ولم يقرر الشعب الفلسطيني مصيره، بل بات أبعد عن الاستقلال من يوم إعلان الوثيقة.
الاحتفاء بيوم الاستقلال
في سياق الاحتفاء بهده المناسبة التي أعطت الشعب الفلسطيني أملا في إقامة الدولة المستقلة، على حدود عام 1967، كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية، يعتبر هذا اليوم يوما وطنيا، تعطل فيه المؤسسات الرسمية والشعبية، وترفع خلاله الأعلام الفلسطينية فوق المباني الحكومية.
إذ يحيي الشعب الفلسطيني في الـ15من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، وتنظم الاحتفالات في جميع المحافظات الفلسطينية، وفي مخيمات اللجوء والشتات.
وقد حملت وثيقة الاستقلال التي صاغها الشاعر الراحل محمود درويش، الكثير من المعاني واستذكرت بطولات الشعب الفلسطيني وتطلعه للحرية، وحملت أيضا رسالة سلام فلسطينية موجهة للعالم أجمع، مفادها أن الفلسطينيين يريدون العيش بأمن وسلام على جزء من أرض فلسطين التاريخية.
مقدمين بذلك تنازلاً مؤلماً من أجل إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، في إطار الإقرار والموافقة على "حل الدولتين"، كما أقرت الوثيقة التزام الفلسطينيين بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتزامها كذلك بمبادئ عدم الانحياز وسياسته.
وأكدت وثيقة إعلان الاستقلال أن دولة فلسطين دولة عربية، وهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية من تراثها وحضارتها، ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة، لتسارع وقتها على الفور العديد من الدول الصديقة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المعلن عنها في وثيقة الاستقلال، وفتحت أبوابها لإقامة سفارات وممثليات فلسطينية على أراضيها، ليتجاوز عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية عدد الدول المعترفة بإسرائيل.