أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، أن القوات الروسية التي كانت تحتل جزءا من منطقة خيرسون استعاده الجيش الأوكراني أخيرا، ارتكبت فيه "الفظائع نفسها" التي ارتكبتها في مناطق أوكرانية أخرى كانت تحتلها.
وقال زيلينسكي في مداخلة: "تم العثور على جثث القتلى، جثث مدنيين وعسكريين. في منطقة خيرسون، ترك الجيش الروسي خلفه الفظائع نفسها (التي ارتكبها) في مناطق أخرى من بلادنا حيث تمكن من الدخول"، متعهدا "بالعثور على كل قاتل وإحالته أمام القضاء".
وأشار أيضا إلى إحصاء 400 "جريمة حرب" روسية، بدون أن يوضح ما إذا كانت تتصل فقط بمنطقة خيرسون، نقلا عن فرانس برس.
والأحد، تواصلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث قامت وحدات من الجيش الروسي بضرب مواقع تمركز القوات، فيما استمرت كييف في التقدم لاستعادة أراضيها، وكذلك في حشد الدعم الغربي ضد الدب الروسي.
وأكد الجيش الأوكراني استهداف مواقع تمركزات الجيش الروسي في خيرسون. وقال إن القوات الجوية قصفت 8 مواقع روسية و5 أنظمة مضادة للصواريخ.
كما أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا، أنها لا تستبعد إيقاف عمل محطة كاخوفكا الكهرومائية بسبب القصف الأوكراني العنيف على المحطة.
وسجلت القوات الموالية لروسيا تقدماً على أطراف مدينتي افديفكا ومارينكا التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني شمال غرب العاصمة دونيتسك.
كما كشفت السلطات الموالية لروسيا عن استمرار المعارك على أطراف مدينة باخموت شمال مقاطعة دونيتسك تخوضها قوات فاغنر الروسية لدفع الجيش الأوكراني للانسحاب من المدينة.
وأضافت أن عملية الضغط مستمرة على مدينة اوغلدار جنوب مقاطعة دونيتسك التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني قرب مدينة فالنفاخا بعد السيطرة على بلدة بافلفكا مع غطاء من الأسطول البحري الروسي من بحر ازوف في ماريوبل.
وأشارت إلى وصول أسلحة روسية متطورة للجيش الروسي في مناطق العمليات العسكرية خلال الأشهر القادمة وأهمها مناطق دونباس في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
الغارات الجوية
هذا وأُعلنت حالة التأهب للتحذير من الغارات الجوية، فجر الأحد، في عدة مناطق بأوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف.
وتستهدف روسيا بضرباتها، منشآت الطاقة والصناعات الدفاعية والقيادة العسكرية ومرافق الاتصالات في جميع أنحاء أوكرانيا.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مساء السبت، أن القوات المسلحة الأوكرانية استعادت السيطرة على ما يقرب من 60 بلدة في منطقة خيرسون.
كما أضاف "قبل الفرار من خيرسون، دمر الروس كل البنى التحتية الأساسية - الاتصالات وإمدادات المياه والتدفئة والكهرباء"، مشيرا إلى وقوع دمار كبير في المنطقة.
وتابع الرئيس الأوكراني "إننا نشعر بسعادة غامرة"، كما بيّن أنه تم إبطال مفعول 2000 عبوة ناسفة.
إزالة الألغام
إلى ذلك، بدأت الشرطة الأوكرانية، السبت، في إزالة الألغام من خيرسون غداة استعادتها وتوثيق "الجرائم" المنسوبة إلى روسيا في المدينة الكبيرة بجنوب البلاد التي تشكل خسارتها انتكاسة كبيرة للكرملين.
ونُشر حوالي 200 شرطي في خيرسون لإقامة نقاط تفتيش على الطرق، وتوثيق "جرائم المحتلين الروس"، وفق ما قال قائد الشرطة الوطنية إيغور كليمينكو في بيان.
كما نبه سكان المدينة إلى وجود ألغام خلفتها القوات الروسية، وحضّهم على "التحرك بحذر". وبحسب كليمينكو، أصيب شرطي خلال عملية لإزالة الألغام من مبنى في خيرسون.
ضربة مؤلمة
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت، الجمعة، أنها أكملت انسحاب قواتها من خيرسون وتراجعها إلى الضفة الغربية لنهر دنيبرو، مؤكدة أنها لم تتكبد أي خسائر في الأرواح أو المعدات خلال الانسحاب.
وهذا الانسحاب وجه ضربة مؤلمة، وأظهر انتكاسة كبرى للجيش الروسي، لاسيما أنها أول مدينة أوكرانية رئيسية سقطت بيده منذ اندلاع النزاع في 24 فبراير الماضي.
كما أنها تشكل مع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا، الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر 2022 ضمها.
كذلك، يحمل موقعها الجغرافي أهمية خاصة، إذ يقع الإقليم على حدود منطقتي دنيبرو بيتروفسك ونيكولاييف، وله حدود برية مع القرم جنوباً، فيما يطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.
وهذا هو الانسحاب الروسي الكبير الثالث منذ بداية العملية الروسية في 24 فبراير. فقد اضطرت روسيا إلى التخلي عن الاستيلاء على كييف في الربيع في مواجهة المقاومة الشرسة من الأوكرانيين قبل طردها من كل منطقة خاركيف (شمال شرق) في سبتمبر.