بعدما سرقت جزءًا من أراضيهم لصالح مشروع سكة الحديد بلغت مساحتها ما يزيد 530 دونم من أراضيهم، تمضي سلطات الاحتلال قدمًا لنهب 600دونم جديدة، بزعم إقامة شارع التفافي.
الشارع الذي سبق أن تم المصادقة على الخريطة الهيكلية له، يمرّ الأن بمرحلة الإيداع في البلدية، وهو ما معناه شق الطريق فعليًا.
ويستعد أهالي الطيبة لخوض معركة نضالية جديدة ضد المشروع المعروف باسم "شارع 444 الجديد"، والذي تسعى سلطات الاحتلال له، ليكون موازيًا للشارع الرئيسي القديم المسمى أيضًا بـ شارع 444.
3 مخاطر
ويقول المحامي المدافع عن أصحاب الأراضي المستهدف لها المشروع، يوسف جمعة، لوكالة "صفا": "إن هذا المخطط له ثلاثة مخاطر أهمها وأكثرها كارثية، هو أنه بتنفيذه سينفد مخزون الأراضي للأجيال الفلسطينية المقبلة في ثلاثة مدن، خاصة الطيبة".
ويضيف "المشروع سيصادر ما بين 600 وحت 900 دونم، والطيبة تحديدًا تعاني من نقص حاد في الأراضي بسبب مشاريع التهويد السابقة والحالية، ولذلك، فإن هذا الشارع سيقضي عل مخزون الأراضي المتبقي".
يتابع "الأجيال المقبلة لن تجد مسطحات للبناء عليها مستقبلاً، وهذا هدف ديمغرافي تسع له سلطات الاحتلال، وهو أن تضيق على الفلسطينيين".
والأمر الثاني، هو أن الأراضي المستهدفة تعود ملكيتها لفلسطينيين، وهي ملكية خاصة، وهي أراضي زراعية تعتاش عليها مئات الأسر، ما يعني قطع أرزاقهم بشكل كامل.
أما الخطر الثالث، فيشير جمعة إلي أن الشارع سيشكل ضربة اقتصادية قاتلة لمدينة الطيبة بالإضافة لقلنسوة والطيرة، لأنه يمر بهذه المدن، ويقطعها، حسب جمعة.
ويهدف الشارع التهويدي إلى خدمة المستوطنين الذين يمرون من معبر جوارة، وذلك كي لا يمروا من أي بلدة يسكنها فلسطينيون.
ويكمل جمعة "الشارع لا يوجد أي مبرر لإقامته، وهو يراد منه ألا يمر المستوطنين من بلدات الفلسطينيين، خاصة وأنهم عانوا في الأحداث الماضية التي تم خلالها فرض إغلاق على هذه البلدات، خاصة في أحداث هبة الكرامة وغيرها".
استباق بالنضال
وعقدت لجنة الدفاع عن أراضي الشارع، اجتماعًا حاشدًا مؤخرًا كخطوة أولى من خطوات النضال الشعبي لحماية الأراضي من المصادرة.
ويؤكد جمعة أن التعجيل بالخطوات النضالية الشعبية بالتوازي مع معركة القضاء، تأتي من أجل الضغط لمنع تنفيذ مشروع الشارع، وإرغام سلطات الاحتلال على العدول عنه.
من جانبه، يقول عضو لجنة الدفاع عن الأراضي سعيد عمشة، إن الشارع المقرر، زائد عن الحاجة، فهو يقضم مئات الدونمات ويتسبب بأضرار اقتصادية لمئات العائلات.
ويؤكد أن مئات العائلات في الطيبة تعتمد على زراعة التين في فصل الصيف وتعتبره مصدر رزق لها وتنتظره طيلة العام.
وبحسبه، فإن المشروع سيتسبب في فقدان الأرض خسارة كبيرة وتسبب أذى اقتصادي كبير حتى لو حصلت العائلات على تعويض، خاصة وأن الأهالي بالطيبة فقدوا سابقًا جزء من أراضيهم لصالح سكة الحديد الذي قضم حوالي 530 دونم من أراضيهم.