يوافق اليوم الذكرى السنوية الرابعة لعملية "حد السيف" التي أفشلت فيها كتائب القسام عملية تسلل نفذتها وحدة "سيرت متكال" الخاصة، في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة وحطمت هيبة دولة الاحتلال واستخباراتها.
وتسللت القوة الإسرائيلية في مثل هذا اليوم عام 2018 مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، والتي تم اكتشافها من قبل قوة أمنية تابعة لكتائب القسام بقيادة الشهيد نور بركة وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها.
حاولت المركبة الفرار بعد أن تم إفشال عمليتها، إلا أن مجاهدي القسام استمروا بمطاردة القوة والتعامل معها حتى الخط الزائل، وأوقعوا في صفوفها خسائر فادحةً قتل خلالها قائد القوة "محمود خير الدين" والذي كان مشهورا بلقب (ميتي) بين أفراد القوة.
وكانت كتائب عز الدين القسام كشفت تفاصيل عملية التسلل، وأكدت أنها استولت على أجهزة تقنية تحوي "كنزا استخباريا"، وعرضت مكافأة لأي عميل فلسطيني يستدرج قوة إسرائيلية.
وخاض مقاتلو "القسام" في هذا التاريخ قبل أربعة أعوام اشتباكًا مع القوة الإسرائيلية المتسلّلة، أسفر عن مقتل قائدها وإصابة جندي آخر على الأقل، قبل أن تتمكن المقاتلات الإسرائيلية من إخلاء القوة وإنقاذ باقي أعضائها باستخدام غطاء ناري كثيف وقصف جوّي عنيف للمنطقة، فيما استشهد عدد من المقاومين خلال العملية، أبرزهم القائد الميداني في الكتائب نور بركة.
وكان هدف العملية وفق كتائب القسام زرع أجهزة تجسس على اتصالات المقاومة، "حيث تلقت القوة الإسرائيلية الخاصة تدريبات على العملية لأكثر من عشرة أشهر".
وضمت القوة الخاصة 15 إسرائيليا وتسللت عبر السياج الحدودي تحت ستار الضباب.
فيما أدخل الاحتلال الإسرائيلي المعدات الخاصة بالعملية والإمدادات اللوجستية للقوة الخاصة عبر معبر "كرم أبو سالم" جنوبي القطاع.
فيما استخدمت القوة المتسللة وفق كشف القسام عن تفاصيل العملية، هويات شخصية مزورة بأسماء أسر حقيقية من قطاع غزة وأوراقا مزورة لجمعية خيرية، وكانت عضوة في هذه الوحدة ترددت على غزة تحت غطاء مؤسسة خيرية دولية.
وكشف القسام حينها عن أن نفس القوة الإسرائيلية نفذت عمليات مشابهة في مناطق عربية لم يحددها.
وأعطت كتائب القسام العملاء فرصة ذهبية تمثلت في "أن كل عميل يساهم في استدراج قوة إسرائيلية خاصة سيحصل على مكافأة بقيمة مليون دولار، فضلا عن العفو عنه".
رد المقاومة
استخدمت كتائب القسام في ردها على هذا التسلل واستهداف الاحتلال لعناصرها التدرج في التصعيد والتأني.
ففي 12 نوفمبر من العام 2018م، وردا على العملية، استهدفت كتائب القسام حافلة جنود إسرائيليين في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا بصاروخٍ موجهٍ من طراز "كورنيت"، أسفرت عن مقتل وإصابة من بداخلها ونشر القسام شريطا مصورا يوثق لحظة استهداف الحافلة.
وشهد قطاع غزة بعدها موجة تصعيد ضربت خلالها كتائب القسام المدن المحتلة بالمئات من الصواريخ محلية الصنع، وكشف القسام لاحقاً أنه أدخل للخدمة صواريخ جديدة تحمل رؤوساً حربية ثقيلة استخدمها خلال حد السيف في دك عسقلان.
وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حينها أن بعض الصواريخ حققت إصابات مباشرة في المباني وأوقعت 3 قتلى وأكثر من 100 إصابة، ووصفت الصواريخ بالمتطورة وعالية الدقة.
اعتراف إسرائيلي بالفشل
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أقر بعد أشهر بأن قوة خاصة تابعة له فشلت في تنفيذ عملية تسلل استخباراتية في خان يونس، يوم 11 نوفمبر 2018، وقتل فيها ضابط إسرائيلي برتبة عقيد، وأصيب آخر بجروح متوسطة.
وقال الجيش في بيان "إن القوة الخاصة ارتكبت عدة أخطاء خلال العملية".
وأضاف البيان أن العقيد "إم" قد قُتل برصاصة أطلقها ضابط آخر باتجاه مقاتلين في "حماس".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حينها أن قائد العمليات الخاصة في شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي قدّم استقالته من منصبه، على خلفية فشل عملية التسلّل التي نفذتها قوة خاصة بخان يونس جنوب قطاع غزة في نوفمبر 2018.
ووفقًا لتحقيقات إسرائيلية فقد كشفت عن إلقاء الطائرات الإسرائيلية أكثر من 50 طنا من الصواريخ والقنابل على منطقة شرق خانيونس، خلال عملية تأمين انسحاب القوة الخاصة.
كما بينت التحقيقات أن الصواريخ أعدت لعزل منطقة هبوط طائرة الإنقاذ التي فر عبرها أفراد القوة، واستخدمت عشرات القطع الجوية في هذه المهمة، من طائرات حربية مقاتلة إلى هيلوكوبتر هجومية، مرورًا بالطائرات بدون طيار.
وأجرت مقدمة البرنامج حينها لقاءً مع قائد الأركان الإسرائيلي في حينها "غادي آيزنكوت" الذي وصف العملية بالحدث الأبرز خلال خدمته العسكرية، وأن العملية كادت تدحرج الأمور نحو حرب شاملة في قطاع غزة.
فيما بثت قناة "الجزيرة" قبل عامين مقاطع فيديو "حصرية" تضمنت تفاصيل تعرض لأول مرة حول تسلل وحدة من الجيش الإسرائيلي شرق خان يونس في نوفمبر 2018.
ونشرت القناة أدلة وصور ووثائق ضمن تحقيق جديد لبرنامج "ما خفي أعظم" لمراسل القناة تامر المسحال بعنوان (أربعون دقيقة)، وعرض تفاصيل اشتباك عناصر المقاومة مع الوحدة المتسللة والتي أودت بحياة قائد الوحدة واستشهاد القيادي بالكتائب نور بركة وستة آخرين.
وتضمن الفيديو مقابلات مع عناصر من كتائب القسام الذين اكتشفوا الوحدة المتسللة واشتبكوا معها.