أمر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، اليوم الأربعاء، قواته بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو وعدم مواجهة الهجمات الأوكرانية بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، فيما وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإنشاء 4 إدارات عسكرية في خيرسون، بعد إعلان روسيا الانسحاب منها.
واعتبر مراقبون ذلك واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية، وربما يشكل نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.
وقال الجنرال سيرجي سوروفكين، القائد العام للقوات الروسية، في كلمة عبر التلفزيون، إنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون.
وقال إنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.
وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة وجهود روسيا لترحيل أكثر من 100 ألف من سكانها.
وقال سوروفكين "سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى. يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى".
من جهته قال مستشار الرئاسة الأوكرانية إنه من المبكر جدا الحديث عن انسحاب روسيا من خيرسون، وإن هناك قوات روسية ما زالت باقية في خيرسون ويتم الدفع بأخرى، لافتا إلى أنه طالما لم يرفع العلم الأوكراني في خيرسون لا يمكن التحدث عن الانسحاب الروسي.
وفي آخر التطورات الميدانية، قال الجيش الأوكراني إن بيلاروسيا قدمت أراضيها ومجالها الجوي لخدمة القوات الروسية، مؤكداً أن جيش بيلاروسيا نشر وحدات من مشغلي الطائرات بدون طيار على الحدود.
كما أكد الجيش الأوكراني أن الدفاع الجوي أسقط 9 طائرات مسيرة هجومية روسية، مضيفاً: "نفذنا 18 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات".
هذا وصرح رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للدفاع والأمن فيكتور بونداريف، بأن الشروط التي طرحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للمفاوضات مع روسيا "سخيفة".
وشدد بونداريف في قناته على "تليغرام" على أن عودة مناطق دونباس وخيرسون وزابوروجيا إلى روسيا هي استعادة لوحدة أراضيها، لأن هذه الأراضي روسية في الأصل ولم يتم عزلها بشكل غير قانوني إلا في التسعينيات.
هذا وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بألا تتخلى قواته ولو عن "سنتيمتر واحد" في المعارك الدائرة للسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية، بينما تحدث مسؤولون عينتهم روسيا عن اقتحام قوات أوكرانية بلدة جنوبية بالدبابات.
وتقع النقاط المحورية للصراع في المنطقة الصناعية في دونيتسك حول بلدات باخموت وسوليدار وأفدييفكا، مسرح أعنف قتال في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية لها في أواخر فبراير.
وقال زيلينسكي في خطابه المصور ليل الثلاثاء: "المحتلون لا يزالون نشطين للغاية.. عشرات الهجمات كل يوم".
وأضاف: "إنهم يتكبدون خسائر كبيرة للغاية، لكن الأمر لا يزال كما هو، التقدم صوب الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك. لن نتخلى عن سنتيمتر واحد من أرضنا".
انقطاع الكهرباء
كما قال زيلينسكي في خطابه إن الكهرباء انقطعت عن نحو أربعة ملايين شخص في 14 منطقة، إضافة إلى العاصمة كييف. وقالت شركة "أورينرجو" المشغلة للشبكة الكهربائية الأوكرانية، إن انقطاع التيار الكهربائي المقرر كل ساعة سيؤثر على البلاد بأكملها، اليوم الأربعاء.
والمنطقة واحدة من أربع أعلنت روسيا أنها ضمتها في أواخر سبتمبر. والقتال مستمر هناك بين الجيش الأوكراني وقوات تعمل بالوكالة عن روسيا منذ عام 2014، وهو العام نفسه الذي ضمت فيه موسكو شبه جزيرة القرم في الجنوب.
واستهدفت هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية، البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية مع اقتراب فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة المتوسطة عادة إلى عدة درجات تحت الصفر وأحيانا إلى سالب 20.
قتال ضار في بلدة جنوبية
يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس بلدية عينته روسيا في بلدة سنيهوريفكا شرقي مدينة ميكولايف الجنوبية قوله، الثلاثاء، إن السكان شاهدوا الدبابات، وإن القتال العنيف مستمر.
وقال نائب رئيس الإدارة الروسية في منطقة خيرسون على تطبيق "تليغرام"، إن القوات الأوكرانية حاولت التقدم على ثلاث جبهات، منها سنيهوريفكا.
كما أشار الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف إلى أن القوات الأوكرانية طردت بالفعل القوات الروسية من المنطقة.
ولم يتسن التحقق من تقارير القتال.
ولم ترد أنباء رسمية عن الوضع في المدينة من مسؤولين عسكريين في أوكرانيا أو روسيا.