لم تكن سرقة عصابات "إسرائيل" مقتصرة على بيوت القري التي هجرتها إبان عام النكبة 1948، حينما احتلت فلسطين، بل إنها سرقت المهن الطبية والمستشفيات وحوّلتها لليهود فقط.
فما خفي في ملف احتلال ونهب مستشفى الدجاني الخصوصي، كان أعظم، وعكس كم أن "إسرائيل" لم تكن سوي مجموعة عصابات ومارقين تم تجميعهم في أرض كاملة الأركان شعبًا ومؤسساتًا.
وضمن ملف كشف ملفات ومجازر مخفية أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" مؤخرًا، تكشف الوكالة قصة مستشفى "الدجاني الخصوصي" في مدينة يافا بالداخل الفلسطيني المحتل.
نهب ونقل لـ"حارس" الاحتلال
ويقول المحامي المختص بكشف هذه الملفات جهاد أبو ريا لوكالة "صفا": "إن مستشفى الدجاني الخصوصي الواقع في شارع النزهة بمدينة يافا، بناه الدكتور فؤاد اسماعيل الدجاني عام 1933 خارج أسوار يافا لخدمة أهالي المدينة والمنطقة وخاصة للولادة".
ويضيف أنه وفي عام 1948 تم سلب المستشفى وفيلا عائلة دجاني المجاورة، عل يد العصابات الصهيونية التي اقتحمت المدينة برًا وجوًا.
ولم تكتف "إسرائيل" بنهب المستشفى والفيلا، بل إنها حوّلتهما على أنهما "أملاك غائبين"، ونقلتهم إل ما يسمي بـ"الحارس".
أبو ريا، يشير إلى أن أفراد عائلة الدجاني المشهورين بعلمهم في الطب وبمكانتهم وسط أهل فلسطين ويافا، طردتهم وتم تهجيرهم جميعًا تحت قوة السلاح.
وفي عام 1949 قررت "إسرائيل" تحويل مستشفى الدجاني إلى مستشفى لليهود في يافا و"حولون" و"بات يام".
طمس وتزوير
ومما تم الكشف عنه "أنه في عام 1980 تم طمس وتغيير شكل المبنى، وبناء طابق إضافي عليه وتحويله إلي مركز للمسنين باسم "تسهلون".
أما الدكتور فؤاد الدجاني، فقد جاء أنه من مواليد مدينة القدس عام 1890، ودرس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وأكمل تخصصه في بريطانيا.
وتوفي الدجاني عام 1940 نتيجة لعدوى انتقلت إليه خلال إجراء عملية جراحية لإحدى النساء.
ولم يقف الأمر عند حد سرقة المستشفى وتهجير أفراد العائلة، فقبر الدجاني موجود حاليًا بجانب المستشفى إلا أنه "مهمل ومغطي بالأعشاب"، نتيجة قوانين الاحتلال تجاه أملاك الغائبين المهجرين.
يُذكر أن "قانون أملاك الغائبين" سنته "إسرائيل" في الـعشرين من مارس\آذار 1950 ويُعرف كل من هُجّر أو نزح من حدود فلسطين المحتلّة بسبب الاحتلال أو غيره على "أنه غائب".