داخل أحد فصول مدرسة عين الحلوة في بلدة المغراقة وسط قطاع غزة تجلس المعلمة مروى إصليح مع طالبة مصابة بمتلازمة داون تقدم لها الدروس بطريقة مبسطة، لمساعدتها على التكيف مع الطلبة الأسوياء بالفصل.
وتعد إصليح واحدة من عشرات المعلمين العاملين في مدارس وزارة التربية والتعليم ومهمتهم رعاية طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتم دمجهم في المدارس ويطلق عليهم "معلمو الظل".
وتوكل إلى إصليح مهمة تعليم طالب أو طالبين من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل الفصل ويتلخص عملها بتبسيط الدروس وحفظ الآيات القرآنية والأناشيد للطلبة وتشجيعهم على التفاعل والمشاركة في الأنشطة المدرسية والكشافة.
ويشرف معلم الظل على سلامة الطالب من حيث حمايته من الصعود للأماكن الخطرة أو من وجوده ضمن مجموعة من الأطفال المتسمين بالعنف وحمايته من الأطفال الذين من الممكن أن يسيئوا له معنوياً ومادياً.
ومن أجل إنجاز عمله بالشكل المطلوب يبني معلم الظل علاقات قوية مع المرشد التربوي في المدرسة ومع أهل الطفل ويبقى على تواصل مستمر معهم لمتابعة ما يستجد من أمور بخصوص ابنهم كما يبني علاقات مع الإدارة المدرسية والمعلمين والطلبة الآخرين الأسوياء حتى تنجح خططه ومهماته.
وعن تفاصيل عملها تقول إصليح لوكالة "صفا": "في البداية تكون الطالبة خائفة ولا تستطيع الحضور للمدرسة ولا التعامل مع الطالبات أو المقصف".
وتضيف، "لكن بعد فترة تتحسن وتستطيع التعامل مع البيئة الجديدة لأننا نعمل معها من البداية منذ الصف الأول".
من جهته، يقول مدير الإرشاد والصحة النفسية في وزارة التربية والتعليم خالد أبو فضة إن "معلم الظل يعمل مع طالب حتى 3 طلاب داخل الصف العادي".
ويوضح أبو فضة في حديثه لـ"صفا" أن "هؤلاء الطلبة من متلازمة داون أو اضطرابات التوحد، يلتحقون بعد فترة من تأهيلهم في المراكز الخاصة ثم يتم تقييمهم من الوزارة وبعد ذلك يتم دمجهم بين الطلاب".
تجدر الإشارة إلى أن العمل بنظام معمل الظل في مدارس قطاع غزة بدأ منذ نحو 10 سنوات وازداد الاهتمام به في السنوات الأخيرة.