"خل التفاح".. مُنتج محلي ينمو بأيدٍ ريفية في غزة

خان يونس - هاني الشاعر - صفا

منذ ثماني سنوات يعمل رياض قديح في صناعة خل التفاح يدويًا، حتى أصبح ماهرًا وبعض أفراد أسرته، وينتج كميات أسبوعية كثُر عليها الطلب مؤخرًا.

وأصبح مُنتج الخل صنفًا رئيسيًا في متجر العطارة الذي يمتلكه قديح (61 عامًا) وسط بلدته عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، ويقصده الكثيرون لشرائه واستخدامه في أغراض مُختلفة.

طريقة صناعة الخل

ويجلس "قديح" في فناء منزله المليء بأشجار الزيتون المعمرة والتفاح والبلح وأصناف أخرى، يضع أمامه وعاءً بلاستيكيًا (طشت) فيه كمية من الماء ونحو عشرة كيلوجرامات من التفاح (درجة ثانية)، ويبدأ بتنظيف كل حبة على حِدة بقطعة قماشية لتنقيتها من الشوائب أو المواد الكيميائية المرشوشة على الثمار.

ويتبع قديح هذه الخطوة بتقطيع التفاح إلى ثماني أو عشر قطع، ووضعها في جالون بلاستيكي ببذورها وعروقها حتى يمتلئ، ثم يُغلق الجالون بقطعة قماش لإفساح المجال لدخول الهواء وخروج الغازات ومنع الحشرات من الدخول، قبل أن يُوضع في مكان دافئ.

وبحسب "قديح" الذي يتحدث لمراسل "صفا"، عن طريقة صناعة الخل، فإن قطع التفاح تترك داخل الجالون من 40 إلى 60 يومًا، وكلما زادت المدة كانت الجودة أفضل؛ ثم يُفتح الجالون، تحضيرًا لإخراج الخل.

وبعد هذه المدة، يبدأ الرجل بطحن (هرس) قطع التفاح الذائبة داخل الجالون عبر خلاط كهربائي، حتى تصل إلى الذوبان الكامل، وتسكُب بعدها داخل شوال دقيق فارغ مُحكم الإغلاق، ثم يوضع داخل مكبس حديدي لبعض الوقت، لتخرج منه عُصارة التفاح التي أصبحت خلًا.

ويشير "قديح" إلى أنه يُصفّي بعد ذلك المُنتج داخل قطعة قماشية، ويضعه في مصفاة نحاسية أو بلاستيكية ذات مسمات صغيرة، لتنقيته من أي شوائب عالقة؛ ومن ثم يسكبه في عبوات بلاستيكية مختلفة الأحجام، ويضع عليه مُلصقًا بتاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية.

ويقول الرجل الستيني إن إنتاج لتر واحد من خل التفاح يحتاج إلى 8 كيلو جرامات من التفاح؛ في وقت يُباع سعر اللتر الواحد من الخل الصافي بنحو 30 شيكلًا.

ووفق قديح؛ فإن هذا الخل "أجود من المستورد الذي غالبًا ما يكون مخلوطًا بالماء أو مُضافًا عليه مواد حافظة".

استخدامات متعددة

وللخل الطبيعي عديد الاستخدامات، أبرزها إضافته إلى الطعام؛ كما يستخدمه البعض في خفض الوزن باعتباره "حارقًا للدهون"، وفي إزالة حب الشباب، وتنعيم الأيدي والأرجل، ومعالجة الأنفلونزا الحادة ولأمراض المعدة والقولون، عدا دخوله في كثير من العلاجات الطبيعية القديمة المتوارثة.

ويشدد على أن الجهات الصحية المختصة في غزة فحصت عملية صناعة الخل وراقبت جودته، وأتاحت له التصنيع ووضع مُلصق على كل عبوة تنص على أن منتجه (خل من التفاح الطبيعي) وتروجيه في متجره.

ويشارك "قديح" في معارض محلية لتسويق مُنتجه، ويذهب لمعظم الأسواق الشعبية الأسبوعية في المحافظات الخمس بالقطاع.

وينصح الرجل بتناول خل التفاح لما له من "أهمية كبيرة وفوائد صحية جمة"، عدا عن أنه سنة نبوية، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الإدام الخل".

أ ج/هـ ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة