رفضت دول غربية مزاعم روسيا بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام "قنبلة قذرة"، محذرة موسكو من التصعيد، بينما يتواصل استهداف روسيا لشبكات الطاقة الأوكرانية وسط معارك في جبهات عدة.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين، صدر بيان مشترك لوزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، جاء فيه "نرفض مزاعم روسيا الكاذبة بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها".
وأضاف البيان "نكرر دعمنا الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية في مواجهة العدوان الروسي، ونحن مصممون على مواصلة دعمنا لجهود أوكرانيا للدفاع عن أراضيها طالما كان ذلك ضروريا".
ويطلق مصطلح القنبلة القذرة في الأساس على القنبلة الإشعاعية، ولكنه يصف أيضا أي أسلحة متفجرة تنشر مادة كيميائية أو حيوية سامة، وهي لا تعد "سلاح دمار شامل" ولكنها "سلاح اضطراب شامل"، إذ التلوث وبث الذعر هما الهدفان الرئيسيان لاستخدامها.
الاتهامات الروسية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بحث هاتفيا مع نظيره الأميركي لويد أوستن الوضع في أوكرانيا، في ثاني اتصال بينهما خلال يومين.
أما وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فقالت إن الوزير لويد أوستن أبلغ نظيره الروسي في اتصال هاتفي بأنه "يرفض أي ذريعة للتصعيد الروسي" في أوكرانيا.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن شويغو أعرب في اتصال هاتفي مع نظيرَيه الفرنسي والبريطاني عن قلق موسكو من إمكانية قيام كييف باستخدام قنابل إشعاعية.
في المقابل قالت وزارة الدفاع البريطانية إن وزير الدفاع البريطاني بن والاس دحض مزاعمَ نظيره الروسي بشأن سعي كييف للتصعيد، وحذر من أن تكون ذريعة لتصعيد أكبر.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أيضا أن شويغو أعرب لنظيره التركي خلوصي أكار عن قلق موسكو من إمكانية استخدام كييف قنابل إشعاعية.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن أكار أكد خلال اتصال مع شويغو استعداد تركيا مجددا للعمل من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.
تنديد أوكراني
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن ما وصفه بالأكاذيب الروسية بشأن تخطيط أوكرانيا لاستخدام قنبلة قذرة، سخيفة وخطيرة، حسب وصفه.
وأضاف في تغريدة على تويتر، أن بلاده ملتزمة بتعهداتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، مشيرا إلى عدم وجود قنابل قذرة لدى بلاده وعدم تخطيطها للحصول على أي منها.
كما قال كوليبا إن روسيا غالبا ما تتهم الآخرين بما تخطط هي للقيام به، حسب تعبيره.
وأضاف وزير الخارجية الأوكراني أنه اتفق خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على أن "حملة التضليل الروسية" بشأن القنبلة القذرة قد تكون ذريعة لعملية تحضر لها موسكو، وقال إن بلينكن أكد أن بلاده لن تألو جهدا في إطار الخطوات العملية لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية.
أما الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فأعرب عن رفضه الاتهامات الروسية بشأن احتمال استخدام قنابل ممزوجة بمواد نووية، مطالبا برد "قاس" على موسكو.
وقال زيلينسكي في رسالته المصورة المسائية "إذا كان بإمكان أي أحد استخدام الأسلحة النووية في هذا الجزء من أوروبا، فهو مصدر واحد فقط، وهذا المصدر هو الذي أمر الرفيق شويغو بالاتصال هاتفيا هنا أو هناك".
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريين واتسون في بيان إن الولايات المتحدة ترفض "الادعاءات الخاطئة بوضوح للوزير شويغو بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها".
ونبهت إلى أن "العالم لن يكون غبيا في حال جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة لتصعيد".
تصعيد ميداني
ميدانيا، قال الرئيس الأوكراني إن روسيا نفذت ضربات على نطاق واسع مستهدفة شبكات الطاقة.
ويواصل الجيش الأوكراني محاولاته استعادة السيطرة على مزيد من المناطق في مقاطعة خاركيف، حيث يدور القتال في الجهة الجنوبية من المقاطعة شرقي أوكرانيا.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صد هجمات للقوات الأوكرانية على محاور خيرسون ودونيتسك ولوغانسك وخاركيف وميكولايف.
وأضافت الوزارة أن قواتها واصلت شن هجمات على شبكات الطاقة والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في لوغانسك إن الجيش الأوكراني استهدف مناطق عدة، من بينها روبيجني، بصواريخ من طراز هيمارس الأميركية.
كما أعلن رومان ستاروفويت حاكم مقاطعة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا بناء خطي دفاع في المقاطعة لمواجهة هجوم محتمل من جانب القوات الأوكرانية.
المصدر: الجزيرة + وكالات