تُشدد قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر الأحد، من إجراءاتها الأمنية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتُحوله إلى ثكنة عسكرية، تزامنًا مع زيارة المستوطنين والمتدينين اليهود لما يسمى "قبر شمعون الصديق".
ومن المقرر أن تُغلق شرطة الاحتلال عند الساعة الثالثة عصرًا المحور الرئيس المؤدي الى مفترق ما يسمى "قبر شمعون الصديق" بدايةً بشارعي نابلس وعثمان بن عفان على فترات، وسيتم تحويل حركة الباصات المركزية إلى شارع رقم (1).
وتستمر الإغلاقات حتى الساعة التاسعة من مساء غد الاثنين، وستكون الطرق الغربية للقادمين من مدينة رام الله عبر بيت حنينا وشعفاط والتلة الفرنسية نحو الشيخ جراح مغلقة من مفترق شارع رقم (1)، ومفترق مستشفى العيون حسب الأزمات المرورية.
إغلاقات مشددة
وقال الناشط المقدسي صالح ذياب لوكالة "صفا" إن سلطات الاحتلال تفرض عصر اليوم، قيودًا مشددة على حي الشيخ جراح، وتنصب حواجزها العسكرية على مداخله وفي محيطه، لتأمين الحماية للمستوطنين والمتدينين اليهود الذين سيزورون "قبر شمعون الصديق".
وأوضح أن الإغلاق سيشمل كافة الطرق الشوارع المؤدية إلى الحي، والمحور الرئيس المؤدي إلى مفترق القبر، مما سيعيق حركة تنقل السكان المقدسيين وخروجهم ودخولهم للحي.
وأضاف أن سلطات الاحتلال لا تسمح إلا لسكان الحي بالدخول إليه أو الخروج منه، بعد التدقيق في الهوية الشخصية، وإثبات أن الشخص من سكان الحي.
وبين ذياب أن الحي يتحول إلى ثكنة عسكرية ومنطقة مغلقة، بفعل الانتشار المكثف لشرطة الاحتلال، وحالة الاستنفار الأمنية، لإتاحة المجال أمام المستوطنين لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية في "قبر شمعون الصديق".
وترفع شرطة الاحتلال ذروة الإغلاق في ساعات مساء اليوم والغد، وتخف في ساعات الصباح، ويتوقع أن يستمر الإغلاق 30 ساعة، مما يتسبب بحدوث اختناقات وأزمات مرورية في الشيخ جراح وواد الجوز، ومحور شارع رقم (1)، ويضطر السكان لسلوك طرق التفافية.
تخوفات الأهالي
ويتخوف أهالي الشيخ جراح من تنفيذ المستوطنين اعتداءات بحقهم، والتضييق عليهم، خاصة أن الحي يتعرض بشكل متواصل لهجمة استيطانية شرسة، يتخللها اقتحامات واعتقالات وعمليات ضرب وتنكيل، بهدف التضييق على سكانه ودفعهم للهجرة والرحيل.
وأكد الناشط المقدسي أن سلطات الاحتلال تسعى لتهويد الشيخ جراح، وتنفيذ عشرات المشاريع الاستيطانية فيه، بغية محاصرته والسيطرة عليه، ومضاعفة أعداد المستوطنين فيه.
وأشار إلى أن دائمًا ما يقتحم أفراد من المستوطنين الحي، لتنفيذ احتفالات داخل "قبر شمعون الصديق"، لكن اليوم من المتوقع أن يقتحمه المئات منهم، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، مما يضاعف معاناة المقدسيين بالحي
ويتوسط حي الشيخ جراح مغارة، مُحكمة الإغلاق والحراسة، وحولها مركبات متوقفة تملؤها اللافتات العبرية، يتدفق إليها مئات المستوطنين اليهود، لأداء طقوس تلمودية فيها وتسمى "مغارة شمعون الصديق".
منذ احتلال شرقي القدس عام 1967، استولى المستوطنون على المغارة واتخذوها كنيسًا، وملؤوها بأسفارهم، ونقشوا بالعبرية على معظم جدرانها بعد مدّها بالكهرباء والماء.
وتدعي الرواية اليهودية أن" القبر يعود لسمعان العادل البار أو شمعون الصديق، والتي تقول إنه رئيس الكهنة في عهد "الهيكل الثاني" وزمن الإسكندر المقدوني (313 قبل الميلاد)، وتتغنى بأخلاقه وأمثاله المشهورة الواردة في التوراة الشفوية (المشناه)، وتعتبره شخصية يهودية ذات تقوى ومعجزات".
لكن الفلسطينيين يقولون إنه قبر "الشيخ السعدي"، جد عائلة حجازي الشهيرة في مدينة القدس، ويعتبرون ما يجرى تزييفًا للحقائق، هدفه سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة بذرائع دينية.