ما إن كسر قيد محرري صفقة وفاء الأحرار قبل 11 عاما بعد سنوات طويلة من الأسر، حتى وجد الكثير منهم فرصة لإعادة تكوين أنفسهم من جديد عبر مشاريع اقتصادية ومبادرات مجتمعية فريدة شهدت رواجا واسعا بين الناس.
ووظف المحررون ما تعلموه داخل قلاع الأسر خلال فترة اعتقالهم، في اندماجهم بالمجتمع وتقديم خبراتهم للناس، مستغلين المساحة التي وجدوها في قطاع غزة.
وتنوعت المشاريع التي قادها الأسرى المحررون بينهم مبعدون من الضفة الغربية المحتلة، بين مشاريع فنية أو مجتمعية أو استثمارية.
رمزي العك
وجد الأسير المحرر رمزي العك والمبعد من مخيم عايدة قرب بيت لحم بالضفة الغربية إلى قطاع غزة، نفسه مبدعًا في فن الإنشاد، ما دفعه لتأسيس فريق إنشادي يحمل فكرًا مقاومًا، يحرض الناس على مقاومة الاحتلال وهو "فريق الوفاء الفني".
ما ساعد "العك" في هذا المجال، هي تجربة سابقة له قبل الأسر أثناء تواجده بالضفة الغربية، فعندما كانت تندلع المواجهات مع الاحتلال بمخيم عايدة، يبدأ بالإنشاد للشبان كي يلهب مشاعرهم ويحرضهم.
وخلال فترة وجوده في الأسر، دائما ما كان "رمزي" يُنشد بصوته لتحريض الأسرى في السجن، ورفع معنوياتهم، وهو ما شجعه على التمسك بهذه الهواية.
أحمد أبو طه
المحرر أحمد أبو طه من مدينة رام الله، والمبعد إلى غزة، اتجه نحو مجال آخر من خلال افتتاح مركز لتعليم فنون الطهي والطبخ، احتضن مئات الخريجين والهواة.
وفي بداية فترة تحرره اتجه "أبو طه" إلى مجال متابعة شؤون الأسرى، إلى أن راودته فكرة إنشاء هذا المركز وافتتاحه عام 2016، كنمط جديد يخدم المجتمع.
وبدأ المركز عقب افتتاحه بتنفيذ دورات للمهتمين بفن الطهي في غزة، ثم تطور المشروع من خلال استهداف أصحاب المشاريع والمطاعم من أجل تنمية قدراتهم.
ونجح المركز منذ افتتاحه حتى اليوم، بتخريج أكثر 1500 شخص.
علي عصافرة
اتجه المحرر علي عصافرة من مدينة الخليل، عقب خروجه من الأسر إلى العمل في مجال الإنتاج الفني والإعلامي، ونجح في إخراج العديد من الأفلام.
وبدأ عصافرة التأسيس لعمله خلال فترة الاعتقال، وأعدّ خطة استراتيجية كاملة في السجن من أهدافها البعيدة صناعة فيلم يروي حكاية الشهداء.
وعقب خروجه من الأسر إلى غزة، التحق عصافرة بدورات تدريبية في العمل الإعلامي، وبعدها باشر عمله في هذا المجال، تارة يشرف على أعمال معينة، وتارة أخرى يكتب سيناريو لفيلم، ثم تطور الأمر لإخراج بعض الأفلام.
سعيد بشارات
الأسير المحرر سعيد بشارات من مدينة طوباس، اتجه نحو التخصص في متابعة الشؤون العبرية وإطلاع الجمهور الفلسطيني على مجريات الأوضاع والمستجدات لدى الاحتلال، معتمدًا على الخبرة التي حصّلها خلال وجوده في الاعتقال وتعلمه اللغة العبرية.
وبعد خروجه من الأسر عمل بشارات في قناة الأقصى 4 سنوات، وبدأ يمارس تخصصه في متابعة الشؤون العبرية، إلا أن وصل الأمر في تحسين قدراته على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال نشر مقاطع الفيديو وبث مباشر؛ لاطلاع الناس على ما يجري لدى الاحتلال.
كما برز في هذا المجال المحرر أحمد الفليت من مدينة دير البلح وسط القطاع، الذي أسس مركزًا لتعليم اللغة العبرية، ويستقطب مئات الطلاب سنويا.
علي المغربي ومنصور ريان
وفي العمل الخيري برز العديد من الأسرى المحررين الذين بادروا خلال السنوات الماضية إلى تقديم المساعدات الإغاثية للأسر المستورة.
وكان من أبرز هؤلاء الأسير المحرر علي المغربي من مخيم الدهيشة في بيت لحم، والأسير المحرر منصور ريان، من مدينة سلفيت، وكلاهما أُبعدا إلى غزة عقب الصفقة.
وقاد الأسيران تجمعا خيريا باسم "رُبى الخير"، يضم محررين آخرين، وعقب إنشائه عام 2014 لم ينقطع عن تقديم المساعدات والإغاثات الإنسانية للأسر بالقطاع.