تعيش عائلة التميمي في مخيم شعفاط وضاحية السلام ببلدة عناتا بالقدس المحتلة بحالة رعب وقلق يومي بسبب الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال بحقها منذ نحو عشرة أيام، وتهديد ووعيد بتفجير منزل عدي واغلاق فرن لأعمامه.
وتقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل العائلة بضاحية السلام ببلدة عناتا ومخيم شعفاط ليل- نهار بعد تفجير البوابات الرئيسية واحتجاز العائلات وتفتيش وتدمير محتويات المنازل، دون أن يسمحوا لها بالتحرك لساعات.
وتمارس سلطات الاحتلال سياسة العقاب الجماعي ضد أكثر من 20 عائلة يبلغ عدد أفرادها أكثر من 250 فردا، باستخدام سياسة الترهيب والوعيد والتهديد والاعتقال لجميع أفراد العائلة.
وأرسلت بلدية الاحتلال إخطارا لأعمام المطارد عدي التميمي يقضي بإغلاق الفرن الذي يعتبر مصدر الرزق الوحيد لأكثر من 35 فردًا، دون أن يكون لشقيقهم كمال ونجله أي علاقة بالفرن.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل كمال التميمي الذي يقع في الطابق السادس، ضمن بناية سكنية مكونة من 10 طوابق، بعد تفجير البوابة الرئيسية، ودمرت محتوياته وفتحت ثقوبا في جدرانه، تمهيدًا لتفجيره.
رعب وقلق يومي
وعن وضع عائلات التميمي، يقول كمال والد عدي لوكالة "صفا" إننا نعيش بحالة رعب بسبب ممارسات الاحتلال واقتحامه اليومي لمنازل العائلة سواء في المخيم أو عناتا أو سلوان وغيرها، ويستفزونا بهدم الدار وإغلاق الفرن.
ويشير إلى أن نجله قاسم ما زال معتقلا منذ يوم الأحد الماضي، ومدد أمس توقيفه ليوم الخميس المقبل.
ويضيف أن الاحتلال يرسل له رسائل تهديد على الهاتف، ويهدد بهدم منزلهم وإغلاق الفرن واعتقال جميع أفراد العائلة بالتدريج، في حال عدم تسليم نجله عدي.
ويطالب التميمي جميع المؤسسات الحقوقية والقانونية التدخل السريع لإيقاف ممارسات الاحتلال بحقه وعائلة التميمي، لتفاقم الهجمة الشرسة ضدهم وسكان المنطقة.
تفجير أبواب واقتحام
من جانبها، تقول عمة عدي علا التميمي إن "العائلة تعيش منذ يوم السبت الماضي "ليلة الحادث" بخوف ورعب، إذ تقتحم قوات الاحتلال منازلهم يوميا بين 3 إلى 4 مرات، وتحتجز العائلة في غرفة واحدة، وتفتش البيت بينما الأطفال نيام.
وتضيف "تحولت بيوتنا في بنايتين ومحيطها لجبهة حرب، من كثرة عدد القوات التي تداهمها يوميا، وتحتجز العائلات لساعات، وتمنعهم من الحركة وشرب المياه، وقضاء حاجة أطفالهم".
وتشير إلى أن العائلة أصبحت تنام في منازلها وبواباتها مفتوحة خوفا من تفجيرها المفاجئ، وقطع تيار الكهرباء عليهم، وتفتيشها بهمجية دون التفرقة بين كبير وصغير، كما صادرت جميع الهواتف النقالة لكافة أفراد العائلات.
قرار بإغلاق الفرن
ولم تقتصر الممارسات بحق عائلات التميمي على الاقتحام اليومي للمنازل وتفتيشها بعد تفجير بواباتها، بل التهديد بهدم منزل والد المطارد عدي، وإغلاق فرن يعود لأعمامه جمال وكامل وعلي.
ويبين جمال التميمي لـ"صفا" أنه ورث وشقيقيه كامل وعلي الفرن عن والده، ومنذ وفاته وهم يعملون فيه.
ويؤكد أن الفرن ليس علاقة له بشقيقهم كمال والد عدي نهائيا، إذ باع حصته بالفرن لأشقائه بأوراق رسمية وقانونية قبل نحو خمس سنوات.
ويوضح أن الفرن مصدر رزق الأشقاء الثلاثة الوحيد وعددهم نحو 35 فردًا، ولا يوجد لهم بديل آخر، واغلاقه يعني فقدان أشغالهم وحرمانهم من إعالة عائلاتهم.
ويشير إلى أنه من المقرر أن تعقد جلسة في محكمة الشؤون المحلية التابعة لبلدية الاحتلال يوم الأربعاء المقبل للنظر بقرار إغلاق الفرن.
ويصف جمال إغلاق الاحتلال للفرن بالإجراء الظالم، والعقاب الجماعي لعدد كبير من أفراد العائلة، دون وجه حق، كون ملكيته تعود له وشقيقيه.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ الثامن من الشهر الجاري عملية البحث والتمشيط والبحث اليومي عن المطارد عدي كمال التميمي (22 عاما)، بزعم قتله مجندة إسرائيلية وإصابة حارس أمن في الحاجز العسكري بمخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة.
ولا زالت طائرات المروحية والمسيرة والزنانة تحلق في سماء القدس وخاصة في مخيم شعفاط وبلدة عناتا منذ نحو عشرة أيام حتى يومنا الحالي.