أكد الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، يوم الأحد، أن "جماعات الهيكل" المزعوم وقوات الاحتلال الإسرائيلي فشلت في تنفيذ مخططاتها بحق المسجد الأقصى المبارك، وفرض واقع جديد عليه، خلال الأعياد اليهودية، رغم التحضيرات والضخ الإعلامي مسبقًا.
وأرجع أبو دياب في تصريح خاص لوكالة "صفا"، هذا الفشل إلى تخوف سلطات الاحتلال من تصاعد الأوضاع الأمنية في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين، ومن ردة فعل الشارع الفلسطيني، وزيادة التوتر، بما يؤدي لفقدانها السيطرة على مجريات الأحداث.
وأشار إلى أن "جماعات الهيكل" كانت تخطط لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد بحماية ودعم من حكومة الاحتلال، وخاصة بعد النفخ بالبوق، على اعتبار أن "المسجد مكان مقدس لليهود، وليس للمسلمين".
وأوضح أن الجماعات المتطرفة تستغل الأعياد لفرض مزيد من الاقتحامات وزيادة عدد المقتحمين للأقصى ليصل لآلاف المقتحمين، إذ كانت تخطط لاقتحام 5 آلاف مستوطن للمسجد المبارك في يوم واحد خلال "عيد العرش" اليهودي، وإدخال "القرابين النباتية" إليه.
وأضاف أن الهبة الشعبية والأوضاع الملتهبة وحالة الغليان التي يشهدها الشارع الفلسطيني في القدس والضفة، أقلقت الاحتلال وأربكته، حتى باب يتخوف من تصاعد التوتر والوضع، خاصة أن المسجد الأقصى يعتبر الصاعق في انفجار الأوضاع واشتعالها.
وبين الباحث المقدسي أن المستوطنين فشلوا في تحقيق أطماعهم بالمسجد الأقصى خلال أعيادهم، حتى أن أعداد كبيرة منهم أصبحوا يخشون التوجه لشرقي القدس، ويفضلون السفر إلى خارج فلسطين المحتلة.
وأكد أن الاحتلال بأجهزته الأمنية والسياسية لا يملك كافة الإمكانات اللوجستية والمادية لقمع كل الأحياء والبلدات المقدسية والقرى الفلسطينية، والسيطرة على الأوضاع الأمنية.
وتابع أن" الاحتلال يتخوف من ردات فعل الشارع الفلسطيني سواء في القدس أو الضفة، لذلك يعمل إما على تجميد مخططاته أو تأجيلها بشكل واضح، لإيجاد الفرصة المناسبة لتنفيذها".
وبنظر أبو دياب، فإن استمرار الهبات الشعبية تحتاج إلى دعم وإسناد حقيقي، ولمرجعية وقيادة فلسطينية موحدة، للوصول إلى تحقيق الأهداف والحقوق الفلسطينية.
وعلى مدار الأيام الماضية، حاولت "جماعات الهيكل" حشد الآلاف من عناصرها من المستوطنين واليمين المتطرف لاقتحامات واسعة للأقصى، وأداء صلوات وطقوس علنية تلمودية، وإدخال "القرابين النباتية"، ونفخ البوق في داخله خلال الأعياد اليهودية، التي بدأت بـ"رأس السنة العبرية" في أيلول/ سبتمبر الماضي، وانتهاءً بـ"عيد العرش" اليوم.
ورصدت الجماعات المتطرفة مكافأة بقيمة 500 شيكل لكل متطرف يتمكن من نفخ البوق في المسجد الأقصى، أو إدخال "القرابين النباتية" إليه، طوال أيام "عيد العُرش".
وصعد المستوطنون بحماية قوات الاحتلال من اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، وهاجموا المركبات والمحلات التجارية في الضفة الغربية والقدس، واعتدوا على السكان بالضرب والدفع والحجارة، تحديدًا في حي الشيخ جراح.
ولم يسلم المرابطون والمرابطات من اعتداءات واستفزازات المستوطنين سواء داخل المسجد الأقصى أو أثناء تواجدهن عند أبوابه، بعد منعهن من الدخول إليه.
ويأتي ذلك، فيما اعترف قادة جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، بتقاعس جنود الاحتلال، بمنع اعتداءات المستوطنين المتكررة ضد الفلسطينيين.
وقالت الإذاعة العبرية على لسان المراسلة العسكرية، إن قادة "الشاباك" أعربوا خلال لقائهم عددًا من كبار حاخامات الصهيونية الدينية في الأسابيع الأخيرة عن قلقهم من تزايد عمليات "تدفيع الثمن" بحق الفلسطينيين، وتقاعس الجنود في منعها.
وفي سياق متصل، دعت زعيمة حزب "ميرتس" اليساري والمنخرطة في الائتلاف الحكومي "زهافا غالؤون" إلى لجم جنود الجيش في ظل تزايد عمليات القتل الممنهج للفلسطينيين في الضفة.