web site counter

استمرار العصيان المدني بشعفاط وعناتا

هدوء حذر بالقدس.. اعتقالات واسعة ودعوات لغضب شعبي غدًا نصرةً للأقصى

القدس المحتلة - خاص صفا

هدوء حذر يُخيم على القدس المحتلة، صباح يوم الخميس، بعد مواجهات عنيفة شهدتها أحياء وبلدات المدينة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، تضامنًا مع أهالي مخيم شعفاط وبلدة عناتا المحاصرين منذ ستة أيام متواصلة.

وبدا المشهد في المدينة أمس الأربعاء وحتى ساعات الفجر الأولى، أشبه بساحة حرب ومواجهة مع قوات الاحتلال، شهدتها أحياء العيسوية، سلوان، الطور، الصوانة، جبل المكبر، صور باهر، بيت حنينا، وادي الجوز، ومخيم شعفاط.

وخلال المواجهات، استخدمت قوات الاحتلال القنابل الغازية بكثافة في كافة الأحياء، ورشت المياه العادمة في "الطور، العيسوية، الصوانة، وسلوان"، ما أدى لإصابة العديد من السكان بحالات اختناق.

وفي المقابل، تصدى الشبان المقدسيون لقوات الاحتلال، وأغلقوا الشوارع بالحجارة والحاويات والأخشاب، وألقوا المفرقعات والزجاجات الحارقة باتجاه القوات المقتحمة.

اعتقالات واسعة

وعلى خلفية المواجهات التي شهدتها المدينة، نفذت قوات الاحتلال فجر الخميس، حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الشبان المقدسيين، وتحديدًا في بلدة العيسوية شمال شرقي المدينة، والتي تتعرض لهجمة إسرائيلية ممنهجة، ولاعتداءات لا تتوقف.

وشهدت بعض أحياء القدس، اعتداءات نفذها مئات المستوطنين الذين اقتحموا الشيخ جراح ورأس العامود، ومنطقة المصرارة وشارع رقم (1) في المدينة المحتلة، واعتدوا على المقدسيين وممتلكاتهم ومنازلهم بإلقاء الحجارة، وتوجيه الشتائم لهم.

وفي حي رأس العامود، أغلق المستوطنون الشارع الرئيس بالحجارة والحاويات، بعد تجمعهم داخل مستوطنة "معالي زيتيم"، ما أدى الى عرقلة الحركة.

وتأتي هذه الاعتداءات، بعد انتهاء هؤلاء المستوطنين من أداء صلواتهم التلمودية في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك، والكنس والبؤر الاستيطانية في القدس، بمناسبة "عيد العرش" اليهودي.

وفي مخيم شعفاط وعناتا، داهمت قوات الاحتلال بنايات سكنية، ومنازل لعائلة التميمي، واعتقلت ثلاثة شبان، عرف منهم الشاب محمد مزعرو.

وأما في بلدة العيسوية، فاقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وداهمت المنازل واعتقلت الشبان منصور ناصر، محمد داوود ناصر، مصطفى حسن مصطفى، يزن أبو عصب، وسيم داري، محمد داوود عبيد، محمد علاء محمود، أحمد هيثم محمود، لؤي أشرف محمود، شادي عواد، محمد مأمون محيسن، لؤي عصمت عبيد، وأحمد جمال عطية.

وكانت قوات الاحتلال قمعت المصلين عند حاجز مخيم شعفاط، فور انتهائهم من أداء صلاة المغرب، وألقت القنابل الصوتية بين صفوفهم، واعتقلت شابين، ثم أخلت المنطقة من المتواجدين بعد ضربهم والاعتداء عليه الدفع.

أما داخل المخيم، فقد قمعت القوات اعتصام الأهالي بالقنابل ولاحقتهم باتجاه المخيم، بالقنابل والأعيرة المطاطية.

وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة- القدس فراس الجبريني أن القوات نفذت اعتقالات متفرقة في القدس وعرف منهم: ليث فراح، إسلام أبو لبن، أحمد مرزوق، روبين علقم، حكيم أبو خضير، محمد أبو شوشة، محمود الطحان، وعامر اللهالية، وفارس سلفيتي.

واحتجاجًا على استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد، أعلن اتحاد أبناء عائلات مخيم شعفاط وعناتا، عن استمرار العصيان المدني السلمي، وإضراب العمال عن العمل يوم الخميس، وإضراب المدارس في المنطقة.

وأوضح الاتحاد في بيان له، أنه يسمح بفتح المحلات التجارية الأساسية في المخيم وبلدة عناتا وهي" المخابز والصيدليات والمواد التموينية".

وأكدت استمرار الاعتصام السلمي رغم محاولات شرطة الاحتلال استفزاز المعتصمين وجرهم إلى دائرة العنف لكسر الاعتصام وتشويه صورة المعتصمين أمام وسائل الإعلام.

غضب شعبي

وفي السياق، دعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة، إلى إعلان يوم غد الجمعة يوم غضب شعبي وتصعيد ميداني في كل مناطق وأحياء المدينة، وأن يكون كذلك يومًا لنصرة المسجد الأقصى ورفض لكافة أشكال الحصار.

وطالبت القوى في بيان لها، بتعزيز التواجد والحضور والمشاركة في الوقفات الرافضة للحصار على مخيم شعفاط والمنطقة المحيطة به والتأكيد على أداء الصلوات الجماعية في الميدان وبحسب برنامج المناطق بالإعلان عن مكان أدائها.

وفي حديث لوكالة "صفا" الأربعاء، قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن الأحداث والمواجهات التي تشهدها مدينة القدس المحتلة، بما فيها حالة العصيان المدني في مخيم شعفاط، قد تنذر باندلاع انتفاضة جديدة، احتجاجًا على تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة.

وأوضح أبو دياب أن المدينة المقدسة تشهد حالة من الغليان والغضب الشديدة، رفضًا للاحتلال واستمرار اعتداءاته وحصاره لمخيم شعفاط وبلدة عناتا، إذ عم الإضراب الشامل أحياء وبلدات المدينة، والمؤسسات التعليمية، حتى بدت الحياة مشلولة.

واعتبر إعلان العصيان المدني في مخيم شعفاط بأنه يمثل نوعًا من تحدي الاحتلال والصمود في مواجهته، في مقابل فشله الذريع في قمع المواجهات وحالة الغضب التي يشهدها المخيم.

ر ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام