قالت اللجنة المركزية لحركة "فتح" إن أطرافا إقليمية ودولية - لم تسمّها- لا تريد تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام؛ معتبرة أن "استمرار الانقسام يصب في مصلحة الأطراف ويعرقل المساعي الفلسطينية الرامية لإنهاء الاحتلال".
جاء ذلك في اجتماع عقدته المركزية برئاسة الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
وحسب بيان اللجنة، أطلع وفد حركة "فتح" الذي زار الجزائر مؤخرا بدعوة كريمة من الأشقاء في الجزائر، على نتائج لقاءاته الخاصة بتحقيق المصالحة الفلسطينية هناك، ورؤية الحركة لإنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن.
وأكد الوفد بالاجتماع حرص الحركة وقيادتها على إنجاح هذه الجهود الكريمة بما يخدم مصالح شعبنا ويسهم في تحقيق وتعزيز وحدتنا الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا الوطنية.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وبعض القوى الإقليمية والدولية لا تريد تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، "لأن استمرار هذا الانقسام يصب في مصلحتها ويعرقل المساعي الفلسطينية الرامية لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وشددت "المركزية" على أهمية متابعة تنفيذ جميع النقاط الواردة في خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة والعمل على تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلسين المركزي والثوري.
وعلى الصعيد الداخلي لحركة "فتح"؛ ناقشت اللجنة المركزية الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الثامن للحركة، والتحضيرات الجارية من أجل إنجاحه بما يصب في تقوية وتعزيز أطر الحركة، الأمر الذي يعود بالنفع على المشروع الوطني الفلسطيني.
وخلال الاجتماع أطلع عباس، أعضاء مركزية "فتح"، على نتائج لقاءاته الهامة التي جرت على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي شملت لقاء العديد من قادة وزعماء الدول، وقادة المنظمات الدولية، والهادفة لحشد الدعم العربي والدولي للجهود الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتطرق الرئيس، إلى الاستضافة الكريمة من قبل دولة الجزائر الشقيقة لحوار الفصائل الفلسطينية، حيث تم إرسال وفد الحركة للاستماع إلى الاشقاء في الجزائر.
وأشار إلى وجود قرار مركزي في حركة "فتح" بالتجاوب مع جهود المصالحة المبذولة من قبل مصر والأشقاء العرب، والعمل على إنجاحها لتحقيق المصالحة الفلسطينية المستندة لقرارات الشرعية الدولية والإقرار بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
وجدد الرئيس، التأكيد على أهمية فرض سيادة القانون على الجميع دون استثناء، والعمل الجاد على توفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني.
وأدانت مركزية فتح، التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل ضد الشعب الفلسطيني سواء في مدينة القدس أو جنين أو نابلس وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، حيث ذهب ضحية هذا التصعيد العشرات من خيرة شبابنا الفلسطيني وأطفالنا.
وشددت على إدانتها واستنكارها للجرائم البشعة والجبانة المتمثلة باغتيال أبناء شعبنا يوميا، وآخرها مطاردة طفل فلسطيني لم يتجاوز السبع سنوات أدت إلى استشهاده، وكذلك استشهاد الشاب محمد شحام الذي قتل أمام ذويه بدم بارد، ما يؤكد أن هذا الاحتلال تجاوز كل المحرمات، وذلك لأنه يعرف مسبقا أنه محمي من العقاب والمحاسبة الدولية.
وأشارت إلى أن هذا التصعيد المستمر واستباحة الدم الفلسطيني، ليكون سلعة في سوق الانتخابات الإسرائيلية غير مقبول، ولن نسمح باستمراره، وأن شعبنا سيبقى صامدا متمسكا بأرضه ومقدساته ولن يركع أو يلين مهما كان الثمن، وأن على هذا الاحتلال أن يفهم جيدا أن هذا العدوان والقتل والتدمير وتدنيس المقدسات وغيرها من الإجراءات لن تجلب له الامن والاستقرار.