أكدت الولايات المتحدة على سيادة اليونان على جزيرتين في بحر إيجه، معتبرةً أنها ليست "موضع شك"، وذلك بعدما احتجت أنقرة رسميا على انتشار عسكري يوناني في الجزيرتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافة إن "سيادة اليونان على هاتين الجزيرتين ليست موضع شك".
وأضاف "ندعو كافة الأطراف إلى تجنب الخطابات الرنانة وتجنب القيام بخطوات قد تزيد حدة التوترات"، مشيرا إلى أنه "ينبغي احترام سيادة ووحدة أراضي كافة الدول".
ردّ تركي
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس إن "الولايات المتحدة تخلت عن سياسة الحياد والتوازن في قضيتي قبرص وبحر إيجه لصالح اليونان".
وأضاف في مؤتمر صحفي بولاية دنيزلي غربي البلاد أن اليونان تنتهك وضع الجزر المنزوعة السلاح بشكل يخالف القانون الدولي، وأكد أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه خطوات اليونان، وستتخذ التدابير اللازمة حيالها.
وأكد وزير الخارجية أنه "في الآونة الأخيرة تخلت الولايات المتحدة عن سياستها السابقة بالحياد والتوازن، واتخذت خطوات لصالح اليونان، كما قامت برفع حظر الأسلحة المفروض على الإدارة القبرصية الجنوبية لمدة عام"، وفق تعبيره.
وتابع "بوصفنا دولة ضامنة، فسنرسل التعزيزات اللازمة إلى جمهورية شمال قبرص التركية، وسنتخذ الخطوات الضرورية سواء في بحر إيجه أو في جزيرة قبرص، للدفاع عن مصالحنا وأمننا وحماية حقوق القبارصة الأتراك".
واستدعت تركيا الاثنين السفير اليوناني في أنقرة، وأصدرت "مذكرة احتجاج" للولايات المتحدة طالبت فيها "باحترام وضع الجزيرتين في شرق بحر إيجه"، وحضت واشنطن على "اتخاذ تدابير لمنع استخدام الأسلحة" الأميركية في المنطقة.
ونددت أنقرة الأحد بانتشار آليات مدرعة في جزيرة ساموس الأقرب إلى تركيا والواقعة على مسافة 1.3 كيلومتر من سواحلها، وجزيرة ليسبوس التي تبعد 15 كيلومترا عن السواحل التركية.
التزام الحكمة
وكان مجلس الأمن القومي التركي دعا ما وصفها بـ"الأطراف التي تشجع اليونان" في مسألة تسليح جزر في بحر إيجه إلى "التزام جانب الحكمة"، وقال إن تركيا لن تمتنع عن استخدام "جميع الأساليب والأدوات المشروعة" لحماية مصالح شعبها ضد جهود اليونان التي وصفها بـ"العبثية".
كما حذر الرئيس رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة من أن دعمها أثينا في تسليح الجزر سيفتح الباب أمام سباق تسلح بالمنطقة.
وقال الرئيس التركي -إثر اجتماع مجلس الأمن القومي التركي- إن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة ألا تدفع اليونان للانخراط في حسابات خاطئة، وألا تسمح بالتلاعب بالرأي العام الدولي.
وفي منتصف سبتمبر/ أيلول، اتهم أردوغان اليونان بـ"احتلال" جزر في بحر إيجه كانت قد أخذتها اليونان بعد سقوط الدولة العثمانية لكن لا يمكن للجنود اليونانيين التمركز فيها. وحذر من أن الجيش التركي قد "يصل بين ليلة وضحاها" و"يفعل ما هو ضروري" لفرض احترام هذا الوضع.
وأوضح أنه ليس هناك مجال لمقارنة وضع تركيا في الناتو مع وضع اليونان، لأن الجيش التركي ضمن الأوائل الخمسة في الحلف، سواء من حيث النفقات التي تدفعها أو القوات البرية والقوة التي تمنحها.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده "مستعدة لمواجهة" أي تهديد لسيادتها.
المصدر: الجزيرة + وكالات