قبل 24 عامًا، خاض فلسطينيون من أراضي "الروحة" القريبة من بلدة وادي عارة في الداخل الفلسطيني المحتل، معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي لمنعه من نهب أراضيهم، وانتصروا.
ففي الـ27 من أيلول/ سبتمبر عام 1998م، اندلعت "هبة الروحة" لثلاثة أيام، ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلي، حين اتخذ قرارًا بمصادرة أراضيهم، بعدما أقام معسكرًا لجيشه عليها.
وتضم أراضي الروحة آلاف الدونمات المحاذية لقرى وادي عارة، وهي قرى معاوية وكفرقرع وعارة ومصمص ومعاوية ومشيرفة والبياضة والبيار.
وتمتاز الروحة بخصوبة أراضيها، وينابيع مياهها الوفيرة، وقيل إنها سميت بالروحة لأن طبيعتها الخلاّبة "ترد الروح".
أحداث الهبة
وأقام الاحتلال الإسرائيلي على القرى المهجرة المحيطة بمنطقة الروحة نحو 15 مستوطنة بعد النكبة عام 1948، فيما بقيت 8 قرى لم تُهجر في ذلك العام.
لكن قوات الاحتلال لم تترك القرى الثمانية، وبقيت على سلم مصادرتها، فوسّعت معسكرًا للجيش على أراضيها، واتخذت قرارًا بمصادرة ما يزيد عن 60% منها.
وتبلغ مساحة الروحة نحو 10 آلاف دونم، وتتبع ملكيتها لأم الفحم، وحاولت سلطات الاحتلال مصادرة 6000 دونم منها، فعملت على إغلاق هذه الدونمات كمناطق عسكرية تمهيدًا لمصادرتها.
وأقام أهالي القرى خيمة للمطالبة باسترجاع الأراضي المقام عليها المعسكر الإسرائيلي، والتي كانت تمتاز بخصوبتها العالية ويستخدمونها في الزراعة.
وردًا على ذلك، اعتدت قوات الاحتلال بشكل وحشي على المقيمين في الخيمة، وأصابت أكثر من 600 شخص، واعتقلت اثنين من المصابين.
وانتهت الهبة، بعد مقاومة شديدة من الأهالي، بإزالة الاحتلال للمعسكر، واسترجاع نحو 2500 دونم وزراعتها.
منع مقابل منع
ويقول عضو حركة "أبناء البلد" لؤي خطيب لوكالة "صفا": "إنه مع مرور سنوات على هبة الروحة، إلا أن أراضيها ما زالت مستهدفة إلى اليوم من إسرائيل، التي حاولت إقامة خط ضغط كهرباء عليها عام 2008، إلا أن الأهالي تصدوا له وأفشلوه".
ويؤكد أن الاحتلال حاول تنفيذ مخطط لإقامة خط قطار يمر من منطقة عين إبراهيم قرب مدخل أم الفحم، إلا أنه أيضًا اصطدم بمقاومة الأهالي.
وما زالت أراضي الروحة المسترجعة فارغة، وممنوع على أهلها الاستفادة منها أو البناء عليها، إلا أنهم يمنعون بالمقابل سلطات الاحتلال مما تمنعهم منه أيضًا، في معركة تاريخية ممتدة منذ سنوات.
ويحيط بأراضي الروحة نحو 33 قرية فلسطينية تم تهجير غالبية سكانها في النكبة، بعدما كانت تعتبر مخزونًا بشريًا في الداخل الفلسطيني.