نعت فصائل فلسطينية، الأربعاء، شهداء جنين الذين ارتقوا صباح اليوم في اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها المخيم، مؤكدة ضرورة تصعيد المقاومة للرد على جريمة الاحتلال.
واستشهد أربعة مواطنين على أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد محاصرة قوات الاحتلال منزلًا كان يتواجد فيه عبد الرحمن خازم شقيق الشهيد رعد منفذ عملية شارع "ديزنغوف" في "تل أبيب" قبل نحو ستة أشهر.
وأوضحت وزارة الصحة أن شهداء جنين هم: عبد الرحمن فتحي خازم، ومحمد محمود ألونة، وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "عمليات الاغتيال الجبانة لن تمرّ مرور الكرام، ولن تجلب للعدو أمنًا مزعومًا".
وذكرت أن "شعبنا الذي أعلن الاستنفار لحماية المسجد الأقصى المبارك وصدّ العدوان، مستمر في مقاومته بكل الوسائل، وفاءً لدماء الشهداء، وانتصاراً لحقوقنا الوطنية، فدماء الشّهداء هي شعلة الغضب وفتيل الثورة المتصاعدة، حتّى دحر الاحتلال عن أرضنا".
وقالت: "إننا إذ نعزّي ذوي الشهداء الأبطال، والمناضل فتحي خازم، والد الشهداء، لنشدّ على يد عائلته، ونؤكّد قوفنا إلى جانبها في وجه الملاحقة الصهيونية، والاستهداف المتواصل".
وأضافت أن "هذه الجريمة الصهيونية التي تستهدف عائلة الشهيد رعد خازم بطل عملية إطلاق النار في تل أبيب، ما هي إلا محاولة يائسة للانتقام من العائلة والتغطية على فشل منظومة الاحتلال الأمنية أمام تصاعد المقاومة".
من جانبه، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي في تصريح، وصل وكالة "صفا": "إن الاحتلال ارتكب جريمة إرهابية جديدة ضمن جرائمه وإرهابه بحق شعبنا وأرضنا، وارتقى خلالها عدد من الشهداء من خيرة أبناء شعبنا وشبابه الأحرار في جنين".
وذكر أن ارتقاء الشهداء جاء في ذكرى اقتحام المسجد الأقصى المبارك قبل 22 عاماً، ليؤكد الشعب الفلسطيني أن مسيرة المقاومة ماضية مهما بلغت التضحيات.
وشدد على أن إرادة المقاومة الفلسطينية لن تقبل الاستسلام وستواصل تصديها لجرائم الاحتلال وستواجه العدوان بكل إصرار، وهي متمسكة بسلاحها ونهجها الثابت.
وأكدت الجهاد أن "دماء الشهداء الأبرار لن تضيع هدراً، ومقاومة شعبنا المتصاعدة بقوة لن تتهاون أمام تلك الجرائم والاعتداءات التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
توحيد جبهة المقاومة
من جانبها، أكدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين "أن جريمة الاحتلال في جنين اليوم، تثبت للقاصي والداني أنّ هذا الاحتلال الذي يمارس الإرهاب بشتى أشكاله ضد شعبنا الفلسطيني لا يخضع إلّا للغة القوّة".
وأضافت في بيان وصل وكالة "صفا" أن جريمة جنين تؤكد أن المقاومة هي القادرة على الوقوف في وجه هذه الجرائم.
واعتبرت أن الاشتباك الذي أقدم عليه الشهداء، هو الصورة المشرقة للشعب الفلسطيني ونضاله العادل ضد جرائمه المستمرة، والتي ستحفظها الأجيال كنقيضٍ دائمٍ في وجه كل الدعوات الاستسلاميّة الانهزاميّة المطالبة بنزع سلاح المقاومة.
وجددت الجبهة دعوتها للسلطة بالوقف الفوري للتنسيق الأمني وكل أشكال العلاقات والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وإلى اعتماد لغة المواجهة الشاملة جنبًا إلى جنب مع أبناء الشعب ضد هذا الاحتلال.
وقف التنسيق الأمني
بدورها، شددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "على أن الاحتلال واهم إن اعتقد أن جرائمه وعدوانه المتواصل بإمكانها أن توقف نضالات شعبنا ومقاومته الشاملة".
وأضافت في بيان صحفي "أن شعبنا وصل لقناعة أنه لا طريق لاقتلاع الاحتلال والاستيطان إلا بالمقاومة الشعبية الشاملة".
ودعت الجبهة "سلطة الحكم الإداري الذاتي وقيادتها السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية والسياسية والأخلاقية، لوقف التنسيق الأمني المعيب وطنياً، والتحرر من أية قيود والتزامات نحو سلطة الاحتلال والولايات المتحدة، وتحمل مسؤولية حماية شعبنا في مواجهة قوات الاحتلال وجرائمه".
وأكدت أن "غياب الفعل العملي من السلطة لحماية شعبنا من شأنه أن يعمّق الانفصال بينها وبين أبناء شعبنا في مواجهاتهم اليومية للاحتلال والاستيطان".
ودعت لتوفير عناصر الصمود للشعب الفلسطيني في مقاومته في أنحاء الضفة الفلسطينية وفي القلب منها القدس.
من جهتها، قالت حركة المجاهدين إن: "ما حدث في جنين عدوان غاشم وجريمة صهيونية بحق شعبنا ومقاومينا"، مؤكدة أن "دماء الشهداء ستبقى وقوداً يزيد من جذوة المقاومة على الغاصب المحتل".
وقالت: "بوركت سواعد المقاومين الذين يسببون خطراً وجودياً على الاحتلال في أرضنا المحتلة، ويقومون بواجبهم في الدفاع عن شعبنا ومقدساتنا".
وذكرت أن "ملاحقة المقاومين في الضفة واغتيالهم لن يُفلح في وأد المقاومة، بل سيزيد شبابنا ومقاومينا إصراراً على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة".
ووجهت "نداءً لمقاومينا الأبطال لتوجيه الطلقات من بنادقهم الطاهرة تجاه صدور الأعداء ثأراً وانتقاماً لدماء الشهداء".
ودعت لـ"إشعال الأرض الفلسطينية لهبًا تحت أقدام الجنود والمغتصبين الصهاينة دفاعاً عن المسجد الأقصى".
بدوها، نعت لجان المقاومة في فلسطين الشهداء، مؤكدة أن "جنين ستبقى شوكة في حلق العدو الصهيوني وتكتب بدماء أبنائها الأخيار صفحات عز وخلود في تاريخ الأمة وشعبنا المقاوم".
وذكرت أن "جريمة العدو الصهيوني النكراء في جنين وإرهابه ومجازره الممنهجة بحق أبناء شعبنا وشبابه وثواره تحتاج إلى ردع ورد قوي وتفعيل كافة أشكال المقاومة للجم هذا العدوان المتصاعد الذي يستهدف كل مكونات الشعب الفلسطيني أرضا وإنسانا ومقدسات".
ودعت "أبناء شعبنا ومقاومينا الأبطال وثوارنا الأحرار إلى تصعيد الانتفاضة والثورة والمقاومة في كل شبر من أراضينا المباركة وتوجيه الضربات والعمليات النوعية والقوية في قلب كيان العدو الصهيوني المزعوم".
وتوجهت "بالتحية والفخر والاعتزاز لأبطال جنين الثورة، لأهلها ولمقاوميها الصناديد وللقائد الكبير المقاوم فتحي خازم والد البطل الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم".
أما حزب الشعب فاعتبر أن جريمة الاحتلال في جنين التي تمثلت في اقتحام المخيم وقصف بعض منازله السكنية، "تؤكد مجددًا أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يقف في خندق مقاومة الاحتلال من أجل إنهائه كلياً".
وأكد الحزب في بيان صحفي على وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة أي عدوان، داعيًا الفصائل كافة للتجاوب مع الجهود الجزائرية والعمل بمسئولية وطنية مع مساعيها لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وشدد على أهمية تعزيز الوحدة الميدانية في مقاومة الاحتلال، حتى تحقيق كامل أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية.