توفي الفنان المصري هشام سليم اليوم الخميس، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 64 عاماً.
ومن المقرر أن يتم تشييع جنازته عصر اليوم، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة.
نعي وفاته
نعت نقابة المهن التمثيلية المصرية، الفنان هشام سليم، كما ودّع النقيب أشرف زكي، الفنان الكبير بنشر صورته عبر انستجرام وعلق عليها قائلاً: "وداعا يا صديق العمر".
كما نعت الفنانة نجلاء بدر الفنان هشام سليم، بقولها: "لا إله إلا الله البقاء لله ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.. فراقك يوجع القلب.. ابن الناس والصديق والأخ والأب".
كذلك نعى الإعلامي أحمد شوبير الفنان الراحل هشام سليم، عبر "تويتر" قائلاً: "خالص العزاء في وفاة الفنان هشام صالح سليم إنا لله وانا اليه راجعون".
مرض هشام سليم
عانى الفنان الراحل في الفترة الأخيرة من سرطان الرئة الذي أصيب به منذ عدة أشهر، إذ تعرض لمضاعفات خطيرة أدت لتدهور حالته الصحية ودخوله أحد المستشفيات الخاصة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم الخميس.
سرطان الرئة هو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في العالم، والسبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب جمعية السرطان الأمريكية (ACS) فإنه أكثر شيوعًا عند الذكور.
حياته
ولد الفنان هشام محمد صالح سليم في 24 يناير عام 1958 في مدينة القاهرة، تخرج في كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان في عام 1981، كما قام بدراسات حرة في الأكاديمية الملكية بالعاصمة البريطانية لندن، وهو الابن الأصغر للاعب الكرة المصري السابق ورئيس النادي الأهلي صالح سليم، وشقيق خالد سليم زوج الممثلة يسرا.
لم يرث الفنان حب كرة القدم من والده، بل أحب مجال الفن كثيرًا، إذ دخل عالم التمثيل من صغره، وبعد أن انتهى من الدراسة عاد مرة أخرى للتمثيل بعد انقطاع دام لسنوات.
مسيرته الفنية
هشام سليم هو واحد من كبار الممثلين المصريين، شارك خلال حياته في أدوار أساسية في عدد من أيقونات الدراما المصرية، وقدّم مسيرة كبيرة من الأعمال الفنية الخالدة.
كان أول ظهور له عام 1972 في فيلم "إمبراطورية ميم"، الذي أدى فيه دور ابن الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، ثم شارك في فيلمي "أريد حلاً" عام 1975، و"عودة الابن الضال" عام 1976.
بدأ الفنان هشام سليم أعماله الفنية والسينمائية أواخر ثمانينيات القرن العشرين، من أشهرها "تزوير في أوراق رسمية" و"اغتيال مدرسة" و"يا مهلبية يا" و"خيانة مشروعة"، ومسلسلات "أرابيسك" و"ليالي الحلمية" و"البيضا" و"هوانم جاردن سيتي" و"أماكن في القلب" و"لقاء على الهواء" و"مازال النيل يجري".
آخر أعماله كانت في موسم دراما رمضان الماضي، من خلال مشاركته بمسلسل "هجمة مرتدة" للنجم أحمد عز، وفيلم "موسى" الذي عرص العام الماضي.
تجاربه
عُرف سليم بمواقفه المؤيدة لثورة 25 يناير عام 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، كما عُرف باهتمامه بالشأن السياسي والعام.
وكان للفنان الراحل تجربة مع قناة "سكاي نيوز عربية" في برنامج "حوار القاهرة" الذي كان يبث من العاصمة المصرية عام 2013.
ويتناول البرنامج الذي يقدمه الفنان هشام سليم، قضايا المجتمع المصري سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
موقف شجاع
في مايو/ آيار عام 2020، تحدث الفنان هشام سليم خلال برنامج تلفزيوني، عن عملية تحول جنسي لابنته "نورا" إلى ذكر يحمل اسم "نور"، بعد معاناة مع اضطراب هوية جنسية في مجتمع "يرفض ذلك".
وأشار الفنان الراحل في اللقاء التلفزيوني، إلى لحظة اعتراف ابنه البالغ من العمر (26 عاماً) بالاضطرابات الجندرية التي كان يمر بها، عندما كان في سن 18 عاماً، إذ أنه لم يستغرب رغبة ابنه بالتحول، لأنه كان يشك بالأمر دائماً، واصفاً قراره بـ"الشجاع والجريء".
وقوبل موقف الفنان هشام سليم بتفاعل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر مغردون حديث سليم عن رحلة ابنه مع التحول الجنسي "شجاعة نادرة" و"غير مألوفة" في المجتمع المصري، إذ لا يزال الكثير ينظرون إلى اضطراب الهوية الجنسية كمسألة أخلاقية