أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الخميس، أن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من تسارع لأشكال العدوان ووتيرة المخططات الإسرائيلية التهويدية "يشكل اعتداء سافرًا على المكانة الدينية والإسلامية للمدينة والمسجد"، محمّلة الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الانتهاكات، وإمكانية جر المنطقة كلها إلى حرب دينية مفتوحة تنتهي بزواله".
وأوضحت حركة حماس، خلال مؤتمر صحفي عقدته بمدينة غزة، تابعته وكالة "صفا"، أن "هذه الجرائم امتداد للانتهاكات الصهيونية السابقة بحق القدس والمسجد الأقصى التي أدت إلى العديد من موجات التصعيد الخطيرة، وهي امتداد لمخطط التهويد الذي اعتمدته حكومة الاحتلال في عام 2018 ووفرت له الامكانات للتمدد الاستيطاني المتوحش في المدينة المقدسة".
وحذّرت من أن "استمرار عدوان الصهاينة ووحشيتهم بحق القدس والمقدسات سيكون سببًا في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال".
وشددت حماس "التزمها المطلق والشعب الفلسطيني بالدفاع عن حقوق شعبنا ومقدساته بكل الوسائل الممكنة"، مؤكدة أن "هذه الانتهاكات لن تمر، ونحذر من استمرار الجرائم والانتهاكات الصهيونية وتصاعدها بحق القدس والمسجد الأقصى".
وأشارت إلى أن اعتداءات الاحتلال بحق القدس والأقصى تصاعدت بشكل صارخ في الآونة الأخيرة، "فمنذ بداية العام 2022 اقتحم المسجد أكثر من 27 ألف مستوطن، وقتلت قوات الاحتلال 6 مواطنين من مدينة القدس، منهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، واعتقلت حتى الآن 2012 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وهدمت أكثر من 90 منزلاً".
ولفتت حماس إلى أن "هذه الجرائم تهدف إلى طمس المعالم الإسلامية والمسيحية العريقة في فلسطين، وفرض أوهام كاذبة بالغطرسة والهيمنة وقوة السلاح لتغيير الوجه الإسلامي الحقيقي في القدس والأقصى، وصولاً إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني، ضاربًا بعرض الحائط المواثيق والقرارات الدولية كافة".
ودعت الحركة "أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة وفي الداخل الفلسطيني المحتل إلى شد الرحال والنفير والرباط في المسجد الأقصى، دفاعًا عن المدينة ضد مخططات التهويد والتدنيس وخاصة في فترة الأعياد المزعومة".
وطالبت "السلطة في رام الله أن تقوم بواجبها في حماية القدس والأقصى بدلًا من التنسيق الأمني المدنس ومطاردة المقاومين واعتقالهم خدمة للاحتلال والذي يشكل خيانة عظمى بحق القدس والأقصى وثوابت شعبنا الوطنية".
كما طالبت حماس الأردن بشكل خاص بالتدخل العاجل والفوري للمشاركة في حماية القدس، "نظراً لما تمثله الجرائم والانتهاكات الصهيونية من تعد واضح على دور المملكة في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس المحتلة".
ودعت الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التحرك الفوري لردع الاحتلال وإجباره على وقف مخططاته العنصرية والعمل على رفع ملف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والأقصى إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
وحثت المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية على "اتخاذ الخطوات الضرورية لمنع هذه الانتهاكات الخطيرة ووضع حد فوري لجميع الأعمال الاستفزازية والعدائية الصهيونية في حرم الأقصى دون قيد أو شرط".
وثمّنت الحركة "خطوة الإضراب الشامل في جميع مدارس القدس، استجابة لدعوة أولياء أمور الطلبة الفلسطينيين في القدس ضد فرض المنهاج الصهيوني في المدارس العربية، وفي سياق مواجهة خطر التهويد، وندعو إلى تصعيد المواجهة والاشتباك مع هذا الاحتلال على كل الميادين والجبهات".
وقالت إن: "القدس والأقصى كانا دوماً منطلقاً وعنواناً مركزياً لتصحيح المسار كلما تراجعت الأمة وضعفت وهذا ما حصل في محطات عديدة من تاريخنا وهذه المرة لن تكون مختلفة".
وأكدت حماس أن "الوجود الصهيوني في فلسطين سرقة وطن واقتراف جريمة طرد شعب من وطنه وجريمة تدنيس مقدساته، وليست كما يصورها البعض كجارٍ تقام معه علاقات جوار".
وذكرت أن "النموذج الاستعماري الاستيطاني الاحتلالي انتهى وزال من تاريخ الأمم، ولم يتبقى إلا الاحتلال الصهيوني الفاشي على أرض فلسطين".
وشددت حماس "على الثقة بشعبنا في كل أماكن تواجده وبمقاومته الباسلة لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات من نير الاحتلال"، مشيرة إلى أننا "على موعد مع دورة حضارية جديدة سينتهي فيها الاحتلال بظلمه وبطشه وإرهابه".
وأشارت إلى أنه "آن الأوان لجميع الدول والجهات المتضررة من الاحتلال الصهيوني أن تضع يدها بيد بعض لأجل أن تتخلص من هذا السرطان الذي ما ترك بلداً عربياً إلا واعتدى عليه وسلب حقوقه ومارس بحقه كل الأساليب الإجرامية".
وأكدت حماس أن "المسجد الأقصى يمثل قيمة دينية كبيرة ليس لدى الفلسطينيين فقط، بل لأكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم حول العالم، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو جزء أصيل من عقديتنا الدينية وثوابتنا الوطنية".
وختمت حماس مؤتمرها الصحفي بالقول إن: "سيف القدس يبقى مشرعًا حتى زوال الاحتلال".