سلّم الشاب الفلسطيني فؤاد زيدان من بلدة بيت جن بالجليل الأعلى في الداخل الفلسطيني المحتل، نفسه لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد صدور أمر من وزير جيش الاحتلال بيني غانتس يقضي بإجباره على الالتحاق بالجيش أو الاعتقال.
وجاءت خطوة زيدان بعد مسيرة طويلة في المحاكم، وملاحقة متواصلة من سلطات الاحتلال، التي تحاول تطبيق شروط ومعايير للتجنيد على مئات الشبان الفلسطينيين بالداخل الفلسطيني المحتل.
زيدان العشريني كتب قبيل تسليمه نفسه رسالة وجهها إلى وزير جيش الاحتلال، قال فيها: "رسالة إلى وزير الحرب الإسرائيلي، وكل المعنيين".
وتابع "أنا الموقع أدناه فؤاد يامن زيدان أعلن رفضي الواضح والقاطع للامتثال لأمر التجنيد الإلزامي الصادر ضدّي وضد أبناء عشيرتي قهرًا وزورًا".
وأضاف "لم أولَد وأنشأ في بلدي، لأكون حارسًا على حواجزكم، ولا حاميًا لمستوطناتكم الاستعمارية القابعة على أراضي وممتلكات أبناء شعبي، ولا قامعًا لإخوتي".
وشدد في رسالته بالقول "لقد كبرت وترعرعت على حبّ الوطن والإنسان وعلى حب الأرض وشجر الزيتون ونصرة المظلوم وقول الحق، وعليه، فإنني: أرفض الخدمة في جيش الاحتلال والاستعمار، وأرفض أن أكون أداة قمع وتنكيل بأبناء شعبي الفلسطيني".
وأكمل "أرفض لأنني شربت من ينبوع مذهب التوحيد الذي ينصر المظلوم ويثور على الظالم، وأرفض لأن جذوري واضحة المعالم وأعمق من تاريخكم الزائف، وأرفض لأنني أفتخر بانتمائي الوطني، والقومي، والمذهبي، المتناغم والمتكامل".
والشاب زيدان هو الثاني الذي تلاحقه قوات الاحتلال، ضمن مسلسل ملاحقة الشبان من الطائفة الدرزية للالتحاق كرهًا بجيش الاحتلال، حيث كانت اعتقلت الشاب كمال زيدان (18 عامًا)، وأمضى فترتي اعتقال في سجون الاحتلال، عقب رفضه التجنيد الاجباري.
ويعدّ التجنيد في جيش الاحتلال إلزاميًا لأبناء الطائفة الدرزيّة، الذين يبلغ عددهم 120 ألف نسمة، بموجب قرار التجنيد الإجباري للفلسطينيين الدروز الصادر عن عام 1956.
وتشهد أوساط الطائفة الدرزية ازدياداً في رفض التجنيد الإجباري بجيش الاحتلال.