منذ أكثر من 20 يومًا؛ تشهد الحياة الأكاديمية في جامعة بير زيت تعطيلاً كاملاً، بعد رفض إدارة الجامعة تحقيق مطالب العاملين.
وفي سابقة من نوعها، أعلن العاملون في الجامعة عن عزمهم خوض إضراب مفتوح عن الطعام، كخطوةٍ احتجاجية.
وتتلخص مطالب العاملين في الجامعة بتطبيق اتفاق الكادر لعام 2016 بإضافة نسبة 15 % على الراتب الأساسي، حيث تصر الإدارة على مبلغ مقطوع، ما يحرم العاملين من الحقوق المترتبة على الاتفاق.
كما يتضمن تطبيق التوافقات المتعلقة بالتأمين الصحي وتحويل فرق سعر الدولار المقتطع من مساهمة الموظفين للتأمين، وعدم المس بالأمن الوظيفي من خلال عقود، إذ يعتبرها العاملون مجحفة وتلتف على قانون العمل للتخلص من الموظفين الذين يعملون في الجامعة لسنوات طويلة بدوام كامل.
وتقول رئيسة نقابة العاملين في الجامعة لينا ميعاري لوكالة "صفا" إن النقابة بدأت في إجراءات تدريجية من جلسات حوار ووقفات مع إدارة الجامعة منذ عامٍ كامل دون التطلع لمطالب العاملين، إلى أن دخلت في صراع عمل بشهر يونيو دون تحقيق نتيجة، ما اضطر بالنقابة للتوجه لتعليق الدوام بشكل كامل أواخر شهر أغسطس.
وتضيف ميعاري أن النقابة على قناعة أن الحوار هو الطريق للوصول للتوافقات، مع الحرص على استمرار العملية التعليمية، والحفاظ على مصالح الطلاب، إلا أن هناك من كان معنيٌ بالوصول إلى هذا الحد".
وتنوه ميعاري إلى استمرار الإدارة بنفس السياسات وتصاعدها لنزع الشرعية عن النضال النقابي والتوجه لعقاب العاملين المطالبين بحقوقهم وتهديدهم بقوتهم، من خلال الإعلان عن دفع نصف رواتبهم.
وتؤكد أن ذلك يعكس نهجًا إداريًا مخطط له مسبقًا، وأن ذلك لن يثني العاملين عن المطالبة بحقوقهم، رغم وجود حملة إعلامية مضللة.
وتلفت ميعاري إلى أن الإدارة تسعى لوقف إضراب العاملين وضرب العمل النقابي وتتذرع بحجج مالية وتماطل بتطبيق اتفاقات سابقة.
وتؤكد رفض النقابة المساومة على حقوق العاملين والتوجه نحو الإضراب عن الطعام، بعد سلسلة إجراءات تدريجية لم تستجب الإدارة خلالها للمطالب.
بدوره، اعتبر مجلس إدارة الجامعة تعطيل العمل والتدريس غير قانوني، محملاً النقابة المسؤولية الإدارية والقانونية عن تبعات التعطيل.
ووجه مجلس الجامعة أمس رسالة للعاملين تضمنت "تراجع الموارد المالية الأخرى للجامعة خلال فترة التعطيل حيث أن على الجامعة التحوط لدفع النفقات المترتبة على الخدمات الأساسية الموردة إليها وبعض المصاريف التشغيلية والالتزامات الضرورية الأخرى، تقرر صرف مبلغ مالي على الحساب لشهر أيلول، كسلفة، تعادل نصف الراتب الإجمالي بناء على رواتب الشهر الماضي".
أما أولياء أمور الطلبة، فدعوا إلى تشكيل لجان متخصصة لدراسة جميع المطالب ونقاشها بشكل موضوعي، للوصول إلى تفاهمات مرضية تشكل أساسًا لديمومة عمل الجامعة وتجاوز الأزمات الحالية.
وعبر أولياء أمور الطلبة في بيان لهم، عن حزنهم جراء الإضرابات المتكررة وضياع مئات الساعات الدراسية، نظرًا للأعباء المالية ومصاريف السكنات، داعين النقابة إلى وقف فوري للإضراب والدخول في مفاوضات مع الإدارة لتحقيق المطالب ضمن إمكانيات الجامعة وضمن التفاهمات السابقة بخطة زمنية متفق عليها.