web site counter

تستهدف تفريغ الأقصى من المصلين

عشية الأعياد.. إجراءات إسرائيلية استباقية بالقدس منعًا لانفجار الأوضاع

القدس المحتلة - خاص صفا

منعًا لتصاعد الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، ولتوفير الأجواء للمستوطنين لاقتحام واستباحه المسجد الأقصى المبارك خلال الأعياد اليهودية المقبلة دون أية قيود، تعتزم شرطة الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ خطوات وإجراءات استباقية ضد الفلسطينيين في المدينة.

وعادةً ما تسبق فترة الأعياد اليهودية حملة اعتقالات واسعة بحق الشبان والفتية المقدسيين، بالإضافة إلى إصدار قرارات بالإبعاد عن الأقصى والقدس، تطال عشرات المصلين والمرابطين والنشطاء، والأسرى المحررين.

ومع اقتراب موسم الأعياد، تزداد ممارسات الاحتلال بحق الأقصى ورواده أكثر ضراوة، وتستغل منظمات "الهيكل" المزعوم تلك الفترة في التحريض على زيادة أعداد المقتحمين، وفر ض واقع جديد فيه، من خلال "فرض الصلوات التلمودية والنفخ بالبوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية".

وأعلنت شرطة الاحتلال عن اتخاذ خطوات وتدابير لمنع انفجار الأوضاع واندلاع مواجهات في مدينة القدس، عشية الأعياد التي تبدأ في 26 سبتمبر الجاري وحتى 17 أكتوبر المقبل.

وقالت الشرطة إن من بين الإجراءات التي تتخذها في المدينة المقدسة، القيام باعتقالات احترازية، وإصدار أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.

ومؤخرًا، استمع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف خلال جلسة عقدها بحضور مسؤولين كبار من الأجهزة الأمنية والشرطة، إلى تحذير من مغبة أن ينتشر التصعيد في الضفة الغربية إلى داخل القدس والأراضي المحتلة عام 1948.

خطة استباقية

رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب يقول لوكالة "صفا" إن شرطة الاحتلال أعلنت أنها وضعت خطة لتنفيذ حملة اعتقالات وإبعادات استباقية عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، وهذا شيء غير مستبعد.

ويضيف "هذا كيان غاصب وحاقد ومجرم لا يأبه بمشاعر الناس ولا معتقداتهم الدينية ولا حقوقهم، وبالتالي يريد أن يُثبت نفسه في المدينة المقدسة، وأن يُحقق مشروعه بكل الوسائل".

ولم تتوقف سلطات الاحتلال يومًا عن اعتقال أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، وخاصة المسجد الأقصى، بهدف تفريغه من المصلين الفلسطينيين.

ويوضح أن قوات الاحتلال زادت خلال السنوات السابقة من وتيرة الاعتقالات، حتى وصلت لأعداد كبيرة، مستهدفة بذلك شريحة الأسرى المحررين الذين كان لهم دور بارز في الدفاع عن المسجد الأقصى وخدمته والمصلين.

ويؤكد أن سلطات الاحتلال لديها هدف ديني مدعوم من المستويات السياسية في حكومة الاحتلال من أجل حسم قضية القدس والأقصى، وتفريغه من المصلين، بغية إتاحة المجال للمستوطنين لأداء صلواتهم التلمودية، وزيادة أعداد المقتحمين، وصولًا لمرحلة هدم الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم.

ويتوقع أبو عصب أن تحمل الساعات القادمة في طياتها الكثير، وتحديدًا في قضية الاعتقالات والإبعادات عن الأقصى، تمهيدًا لتهيئة الأجواء أمام اقتحامات المستوطنين للمسجد المبارك خلال الأعياد المقبلة.

فرض السيادة

وبين أن "الاحتلال لديه تصور في موضوع فرض سيادته على القدس، ولا يريد أن يحصل أي مساس فيه، لذلك يحارب أي تجمع أو حدث أو أي رمز فلسطيني من شأنه المساس بسيادته".

ويتابع "شاهدنا خلال أزمة كورونا والفترة الماضية كيف حاربت سلطات الاحتلال من يُنظفون الشوارع وينفذون أعمال ومبادرات إنسانية، لذلك يريد تكريس سيادته، وأن يُثبت للعالم بأن المسجد الأقصى مكان مقدس له وحده".

ويؤكد أن المسجد الأقصى مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا يوجد أي شريك فيه، وأن سلطات الاحتلال من خلال اقتحامها للأقصى بأعداد كبيرة تحاول إعطاء انطباعًا بأنها المسيطرة على المسجد.

ويضيف "لكن الصورة مغايرة تمامًا لذلك، لأن التعدي على الأقصى، في ظل وجود أُناس يُدافعون عنه بكل بسالة ورباطة جأش، وتحديدًا شريحة النساء وكبار السن فهم يرسلون رسالة للعالم بأن كل هذه التشديدات الأمنية والإجراءات الظالمة والاعتقالات والإبعادات باءت وستبوء بالفشل".

ويلفت إلى أن الاحتلال دائمًا ما يفرض إجراءات ظالمة على المقدسيين، قبيل أعياده، من خلال الاعتقالات وتفعيل سياسة الهدم وتحرير المخالفات للمركبات والباغة المتجولين، "فهو يوجه ضربة هنا وهناك، لأنه يريد أن يُشتت الفلسطيني ويُروض عقله، كي يقبل بالاحتلال وبسياسة الأمر الواقع".

ويشدد الناشط المقدسي على أنه رغم البطش والقتل وتنفيذ الاحتلال جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، إلا أنه ما يزال متمسكًا بحقه في أرضه ومقدساته.

انفجار الأوضاع

وأما المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي فيقول لوكالة "صفا" إن الاحتلال يعي تمامًا أن حجر العثرة الأساس والعائق الأكبر في تنفيذ مخططاته التهويدية هم أهل القدس وكل من يستطيع الوصول للمدينة من أهل الداخل المحتل والضفة الغربية، لذلك يستهدفهم بالاعتقال والإبعاد.

ويوضح أن الاحتلال يستهدف هؤلاء الفلسطينيين ليس فقط في فترة التهديد المباشر والكبير للمسجد الأقصى، وإنما طيلة العام من خلال التنكيل والإبعاد والملاحقة المالية والقانونية.

ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تريد إبعاد كل من تظنه عنصرًا مؤثرًا في الدفاع عن المسجد، وقادرًا على تحريك الجماهير أو الرباط في المسجد.

وبحسب الهدمي، فإن هناك تصور واضح لدى سلطات الاحتلال بخطورة ما ترتكبه من اعتداءات على المسجد، بما يؤدي لانفجار الأوضاع ليس فقط في مدينة القدس، وإنما في كل فلسطين المحتلة.

وبنظره، فإن تصاعد الأوضاع في المدينة يعتمد على مدى وقاحة الاحتلال وتجرؤه والمستوطنين في الاعتداء على الأقصى، خاصة أن القدس تعيش حالة من التوتر والترقب الشديد لما ستؤول إليه الأوضاع.

ر ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام