خصّصت الفلسطينية المولودة في الأردن منى أبو ريدة جزءًا من فناء منزلها في خان يونس لعرض المشغولات التراثية التي تنتجها يدويًا، في مسعى منها للحفاظ على جزء من التراث يكاد يندثر في الأفراح الفلسطينية.
ونجحت أبو ريدة بفضل جهودها الدؤوبة في جعل فناء منزلها مقصدًا لإقامة "كرنفال تراثي" يؤمّه الأقارب والجيران، وتقام فيه حفلات الحناء للعرائس، وتعرض فيه الأثواب المطرزة بأشكالٍ مختلفة ذات طابع تراثي فلسطيني، إلى جانب أثواب فلسطينية مطرّزة مخصصة للعرائس.
وتُشكل تلك المشغولات حرفة مفضلة لأبو ريدة، وباتت مصدر دخل لها، من خلال مشاركتها في المعارض المحلية، وحفلات الزفاف في القطاع، فلا يكاد يمر يوم إلا وتشارك في حفل زفاف بالحناء وتوزيعاتها القماشية والكرتونية، وتطريز الأثواب بناءً على طلبٍ مسبق.
وللوصول إلى أكبر عدد من الناس، دشّنت صفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، تعرض فيها منتجاتها، وصورًا من حفلات الزفاف التي تشارك فيها، وعملها أثناء تحضير عجين الحناء، والتوزيعات، وتطريز ثوب العروس بالشكل المطلوب سلفًا، كما وضعت خلفيات تراثية في زفة العروس.
وتقول أبو ريدة، التي تحرص على ارتداء ثوب مُطرز، لمراسل "صفا" إنّ حياتها في الأردن جعلتها تقتبس كثيرًا من الأشياء التراثية التي تشبه بعض العادات في الأفراح الفلسطينية قديمًا، وتنقلها لقطاع غزة عندما أتت مع أسرتها وتزوّجت في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس.
وتضيف "من بين الأشياء التي حافظت عليها هي مسحوق الحناء الذي أجيد تحضيره بطريقة مميزة، وأضفت عليه توزيعات أضع بها القليل من المسحوق وتقوم أمّ العريس أو العروس بتوزيعه خلال حفلة الحناء التي تسبق حفل الزفاف بأيام".
وتتابع "كذلك تميّزت بتطريز الثوب الفلسطيني القديم بعدما كاد أن يندثر في الأفراح بغزة؛ فأعدته للانتشار من خلال تطريز أثواب لكثير من العرائس اللواتي يتواصلنّ معي بشكل مسبق، ونتفق سويًا على ثمن الثوب وشكله؛ لأنّه يستغرق مني وقتًا وجهدًا كبيرًا".
وتشير "أبو ريدة" إلى أنّها تخلق أجواء جميلة في حفلات الزفاف التي تشارك فيها عبر المشغولات التي تنتجها واللمسات التي تضيفها، وتُذكِر الأجيال بأهمية ما تصنعه وقِيمته في الفرح والتراث الفلسطيني؛ لافتةً إلى أنّ الكثيرين باتوا يحبذون الطابع الفلسطيني القديم في حفلات الحناء والزفاف، ويتواصلون معها لإحياء حفلاتهم.
