أكد رئيس الجامعة الإسلامية في غزة ناصر فرحات أن الجامعة تسعى جاهدة بالتنسيق والتواصل مع كل المؤسسات والهيئات الخيرية المحلية والخارجية لتقديم الدعم والمساعدة للطلبة، والاستمرار في احتضان مشاريع الخريجين، والمشاريع الريادية وتنمية قدراتهم، بما يخدم سوق العمل المحلي والدولي.
وأوضح فرحات، في حوار خاص لوكالة "صفا"، أن الجامعة رُغم أزمتها المالية، إلا أنها تُقدم نحو 25 نوعًا من المنح الداخلية لطلبة البكالوريوس، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، ولعدم حرمان أي طالب من حقه في التعليم، مبينًا أن قيمة نفقات الجامعة العامة تبلغ نحو 25 مليون دينار سنويًا.
وأشار إلى أن المنح تُكلف الجامعة ما بين 2-3 مليون دينار سنويًا، ومنها منحة تمكين طالب الثانوية العامة من الالتحاق بالتعليم العالي، وتتضمن إعفاءً بنسبة 25% من الرسوم للفصل الدراسي الأول لجميع الطلبة الجدد.
وأضاف أن الجامعة تُقدم منحة بقيمة 50% من رسوم الفصل الدراسي الأول للطلبة الجدد الحاصلين على معدل فوق 90%، وعند حصول الطالب على معدل 90% حتى 95% في الفصل الأول يتم إعفاؤه بنسبة 35%، وعند الحصول على معدل 95% فما فوق يتم إعفاؤه بنسبة 70%.
وبين أن من المنح أيضًا منحة الأخوين أو أكثر في الجامعة، وذوي الشهداء والأسرى، والامتياز، وحفظة القرآن الكريم، والمنحة الأزهرية، بالإضافة لإمكانية تقسيط الرسوم، وقرض التعليم العالي الذي تُقدمه وزارة التعليم العالي للطلبة.
وأكد أن الجامعة تُقدم خدماتها كاملة للطلبة، وهي تحصل على دعم محلي وخارجي بقيمة 3 مليون دولار سنويًا.
وأوضح أن الجامعة تعتمد على رسوم الطلبة وبعض التبرعات الشخصية من "أهل الخير"، ولا تتلقى تمويلًا من أي جهة كانت لتجاوز أزمتها المالية، إلا فقط في دعم المشاريع المتعلقة بالمرافق العامة والمباني والمختبرات العلمية والأجهزة، ومشروع الطاقة الشمسية داخل الجامعة، وغيرها.
برامج جديدة
وعن التخصصات والبرامج الجديدة، أوضح فرحات أن الجامعة افتتحت عدة تخصصات جديدة باعتماد من وزارة التعليم العالي.
وقال: "اليوم لدينا أكثر من 10 تخصصات في علم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى افتتاح تخصص المحاسبة وتكنولوجيا المعلومات، وبرامج التسويق الرقمي والاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المال، وهندسة النظم الذكية".
وأضاف "دائمًا ما نُحدّث برامجنا، ونتابع سنويًا تطور المناهج التعليمية في الجامعات العالمية، وفقًا لحاجة السوق والمجتمع الفلسطيني، وخاصة في مجال الريادة وعلم الحاسوب والعمل الحر وعن بعد، ويتم تأهيل الطلاب لأجل ذلك".
وأشار إلى أن هناك أكثر من 15 برنامجًا ما زال تحت الاعتماد لدى وزارة التعليم العالي، تتمثل في تخصصات التغذية وصحة الطفل، وعلم الصحة الفرعية، والديكور والعمارة الداخلية، وكلها تخدم مباشرة سوق العمل.
تاريخ طويل
وحول الشراكات والتعاون الخارجي، أوضح فرحات أن الجامعة تتمتع بعلاقات ممتازة وواسعة، ولها تاريخ طويل في الشراكات مع المؤسسات الخارجية، وتتمتع بعضوية العديد من اتحادات الجامعات العربية والدولية، مثل اتحاد الجامعات العربية، واتحاد جامعات البحر المتوسط، واتحاد الجامعات المتوسطية، واتحاد الجامعة الأورومتوسطية، واتحاد الجامعات الإسلامية، وغيرها.
وأضاف أن العلاقات الخارجية فتحت للجامعة نافذة واسعة على العالم، وأصبح لديها شبكة علاقات كبيرة واتفاقيات مع الجامعات، وأكثرها مع جامعات الاتحاد الأوروبي، تُستغل في معظمها للبحث العلمي، وتبادل أكاديميين، والتواصل وحضور المؤتمرات، ونقل الخبرات ومشاريع تنمية القدرات.
وأشار إلى أنه وفقًا لبرنامج التبادل الأكاديمي، يتم ابتعاث طلاب من الجامعة لدراسة فصل دراسي كامل في الجامعات الأوروبية، بهدف الاستفادة ونقل الخبرات وتعزيز التبادل الثقافي.
وأضاف فرحات "نحن نستفيد كثيرًا من الشراكات، ونسعى جاهدين لتوطيد علاقاتنا أكثر مع الجامعات، وتطوير برامجنا الأكاديمية، بما يسهم في الحفاظ على مكانة الجامعة وسمعتها".
وعن تصنيفات الجامعة فلسطينيًا ودوليًا، أوضح فرحات أن الجامعات الأولى على مستوى فلسطين وتتنافس فيما بينها، هي أربع جامعات (النجاح، بيرزيت، الجامعة الإسلامية، والقدس- أبو ديس)، ودائمًا ما تحصل الجامعة على تقييمات من أفضل 5% على مستوى الجامعات العربية.
وأشار إلى أن الجامعة على المستوي العالمي تحصل في معظم التصنيفات على المرتبة 2000 من بين 100 ألف جامعة، مضيفًا "نحن نفخر بما حققته الجامعة من إنجازات".
وعن مفتاح القبول لدى الجامعة، قال فرحات إن معدل القبول في الجامعة يبدأ من معدل 65%، بحيث يتم دراسة أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعة، ومدى إقبالهم على التخصصات والكلية الأكثر.
وأضاف "مثلًا كلية الطب الأكثر إقبالًا وتنافسًا عليها، يتم دراسة عدد الطلبة الذين حصلوا على معدل فوق 97%، وبناءً عليه يتم تحديد العدد ومفتاح القبول، وإذا لم يكتمل العدد المطلوب وفقًا للطاقة الاستيعابية للكلية البالغ 200 طالب وطالبة، يتم تخفيض مفتاح القبول".
ولفت إلى أن مفتاح القبول في تخصص الهندسة مثلًا يبدأ من 80%، وفي تخصص التمريض للفرع العلمي يبدأ من معدل 70%، أما للفرع الأدبي فوق 80%، وفي تخصص الشريعة والقانون يجب ألا يقل معدل الطالب عن 75%.
وردًا على سؤال لوكالة "صفا" حول تشغيل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الذي تم إنشاؤه داخل حرم الجامعة جنوب مدينة غزة، قال فرحات إن المستشفى بدأ يعمل مؤقتًا خلال أزمة "كورونا"، وحاليًا يتم تدريب طلبة داخله، لكن هناك توافق مع الحكومة التركية على تشغيله لمرضى السرطان فقط، كمستشفى مركزي لهؤلاء المرضى.
وأشار إلى أن المستشفى كبير يتسع لـ200 سرير، ويضم كافة الإمكانات وأحدث التجهيزات اللازمة من غرف عمليات وأجهزة ومعدات طبية وتشخيصية، وهناك خطوات لتطويره وتقديم علاجات جديدة متقدمة بداخله غير متوفرة في قطاع غزة.
إنجازات بحثية وريادية
وفيما يتعلق بإنجازات الجامعة بمجال البحث العلمي، أكد فرحات أن الجامعة متميزة في هذا المجال، ولها مركز أبحاث تُولي أهمية كبيرة له وتُوفر الدعم لأنشطته، لأن أنظمة الترقية الأكاديمية تعتمد على البحث العلمي، وضرورة أن يحل البحث مشاكل المجتمع المتعددة.
وأوضح أن الجامعة تعد من أكثر الجامعات إنتاجًا للبحث العلمي، وحصدت عدة جوائز بهذا المجال، فهي تشترط على الباحثين نشر البحث في أماكن معتمدة وعالية الجودة، وذات تأثير عالمي.
وأضاف أن الجامعة تمكنت خلال البحث العلمي من إنتاج مبيدات حشرية غير تقليدية، واستغلال الطاقة الشمسية، وكذلك تقديم الاستشارات البحثية للعديد من الوزارات المختلفة، والمستثمرين في عدة مجالات.
وحول مشاريع احتضان الخريجين، قال إن حاضنة الأعمال والتكنولوجيا تحتضن المشاريع والأفكار الريادية للخريجين وتقدم المساعدة والدعم لها حتى تصبح مشاريع نافذة على أرض الواقع، بما يلبي حاجة سوق العمل.
ولفت إلى أن هناك عشرات المشاريع حققت نجاحًا في عدة مجالات، كان آخرها مشروع "احتضان الأفكار الريادية" الذي استمر لمدة 3 سنوات، بتمويل من البنك الدولي بقيمة مليون دولار، وتم خلاله تدريب 700 شاب وشابة للعمل عن بعد.
وأشار إلى أن هناك مشروعًا جديدًا لتدريب 200 طالب خريج للعمل الحر والعمل عن بعد، بتمويل من الحكومة بغزة، مؤكدًا أن الجامعة حققت إنجازًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم، وحصلت على المرتبة 14 في تحقيق أربعة أهداف من بين 17 هدفًا.
تحديات ومعيقات
وعن التحديات التي تواجهها الجامعة في ظل الأزمة المالية، أكد فرحات أن أبرزها يُكمن باستمرار الحصار المفروض على غزة، وتقييد حرية الحركة والسفر، مما يؤثر على مشاركة الأكاديميين في المؤتمرات العلمية، والتواصل مع العالم الخارجي.
وأشار إلى أن من ضمن التحديات أيضًا، المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع، وعدم تمكن الطلاب من الالتحاق بالتعليم العالي، فهناك تسرب لنحو 2000 طالب من الجامعة، لعدم تمكنهم من إكمال المسيرة التعليمية، بسبب الوضع الاقتصادي.
وأكد أنه رغم التحديات والمعيقات والأزمة المالية، إلا أن الجامعة مستمرة في أدائها وتطورها وتقديم خدماتها للطلبة وتنفيذ مشاريعها، واستيعاب الطلبة الجدد، وافتتاح برامج وأبنية جديدة.
وبين أن هناك مشاريع لتطوير كل المختبرات وتجديدها، وصيانة المباني، ونقل بعض الكليات والتوسع العمراني مستقبلًا، وافتتاح سلسلة برامج جديدة ومعدة خلال العام المقبل، وكذلك ابتعاث أكاديميين في تخصصات محددة.