web site counter

دعا لإسنادهم بمواجهة الاقتحامات

باحث مقدسي لـ"صفا": الاحتلال يعمل على إضعاف دور حراس الأقصى

القدس المحتلة - خاص صفا

قال الباحث المقدسي رضوان عمرو إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إضعاف دور حراس المسجد الأقصى المبارك بشكل ممنهج، بحيث يُضيق الخناق أكثر على عملهم، ويُبعدهم عن المسجد، محملًا إياه المسؤولية الكاملة عن تداعيات ومخاطر ذلك.

وأوضح عمرو في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم السبت، أن الاحتلال عمل من خلال عدة خطوات وإجراءات خطيرة وممنهجة، على منع تعيين حراس جدد للأقصى عبر التهديد الدائم باعتقال أي حارس جديد، فهناك "فيتو أمني" على تعيينهم.

وأضاف أن الاحتلال لاحق واعتقل العشرات من الحراس وأبعدهم عن الأقصى ومنع دخولهم إليه، وتدخل في عملهم ومنعهم من الاقتراب من المستوطنين أثناء اقتحامهم للمسجد المبارك، كما "حاول إحداث فتنة ما بين الحراس والجمهور المقدسي".

وتابع أن "الاحتلال يريد لهؤلاء الحراس القيام بدور وظيفي محدد يتمثل في الانشغال بالمصلين الفلسطينيين فقط، والابتعاد عن المستوطنين المقتحمين، لإتاحة المجال لهم لاستباحة حرمة المسجد وتدنيسه دون التصدي لهم".

وأشار إلى أن أعداد حراس الأقصى هي الأقل اليوم منذ عام 1967، بسبب منع وتدخل الاحتلال في تعيين حراس جدد، والتضييق على عمل الحراس الموجودين وملاحقتهم بشكل متواصل ومتصاعد، وإبعادهم المتكرر عن المسجد.

وذكر أن أعداد بعض وحدات الحراسة كانت خلال السنوات السابقة، تتراوح ما بين 35 إلى 40 حارسًا، لكن اليوم تصل إلى 15 حارسًا، وخاصة خلال الفترة الصباحية التي يتخللها اقتحامات المستوطنين، وهذا رقم قليل، لا يستطيع تغطية مساحة الأقصى البالغة 144 دونمًا، بل يكفي فقط لتغطية أبواب المسجد.

ودعا الباحث عمرو المقدسيين لمؤازرة الحراس وإسنادهم ودعمهم في مواصلة عملهم داخل الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين، وأيضًا تكثيف التواجد والرباط الدائم بالمسجد، خاصة في ساعات الاقتحامات وخلال فترة الأعياد اليهودية.

وبين أن "قسم الحراسة في الأقصى يُعبر عن صلاحيات الوصاية الأردنية الهاشمية على الأقصى، وكلما اختفى دور الحراس اختفت تلك الوصاية".

دور الأوقاف

وانتقد تقصير الأوقاف الإسلامية حيال حراس الأقصى وحمايتهم، وتعيين آخرين جدد، قائلًا:" لا تستطيع الأوقاف تعيين أي حارس إلا بموافقة الاحتلال أمنيًا، ناهيك عن سياساتها الخاطئة تجاه متابعة الحراس إداريًا وبشكل يومي، وتدني رواتبهم، وغياب أي غطاء قانوني أو دبلوماسي لهم أمام الاعتقالات والإبعادات المتواصلة بحقهم".

وتشترط شرطة الاحتلال على دائرة الأوقاف أن "تزودها بملف أي شخص تريد توظيفه حارسًا، لدراسة ملفه قبل مباشرة عمله".

ودعا عمرو إلى تشكيل لجان متطوعة لمساعدة الحراس في التصدي للاقتحامات، بالإضافة إلى تعزيز الرباط، باعتباره مسؤولية مجتمعية شعبية، ورفع شعار "كلنا حراس الأقصى".

وطالب الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف والبرلمان الأردني بتحمل مسؤولياتهم السياسية والدبلوماسية تجاه أوقاف القدس، ورعاية الوصاية الأردنية على الأقصى والمقدسات، خاصة أن سلطات الاحتلال تعمل على إنهاءها بشكل متدرج.

كما طالب بتعزيز الحراسة وتعيين حراس جدد، وحماية الحراس قانونيًا أمام تغول الاحتلال واعتقالهم والتضييق عليهم، بالإضافة إلى "عدم انسياق الأوقاف وراء أي تنسيق أمني مع الاحتلال بشأن الأقصى".

ويستهدف الاحتلال حراس الأقصى بشكل متواصل عبر جملة من الاعتداءات والانتهاكات التي لا تتوقف، سواءً بالملاحقة أو الاعتقال أو الإبعاد عن المسجد لفترات متفاوتة، أو التدخل في عملهم والتضييق عليهم بشتى الوسائل، حتى وصلت إلى حد هدم منزل الحارس فادي عليان، المعتقل في سجون الاحتلال.

مرحلة خطيرة

وأكد الباحث المقدسي أن المسجد الأقصى يمر بأسوأ مراحله، بسبب تصاعد اعتداءات الاحتلال و"جماعات الهيكل" المزعوم، التي أصبحت مسعورة، وتحاول تنفيذ عدوان واسع على المسجد، محذرًا من خطورة ما يجري.

وأضاف أنه "وفقًا للمعطيات الحالية ولما يحدث، فإن الوضع خطير للغاية، وجماعات الهيكل تتعامل مع الأقصى وفق نبوءات وقناعات لديها قد يتم تنفيذها خلال العام 2022، من خلال شن عدوان واسع على المسجد، تمهيدًا لبناء الهيكل المزعوم مكانه".

ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، وعلى فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وفرض سيطرة بأكبر قدر ممكن على المقدسات الإسلامية في القدس.

ر ش/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام