دعت "جماعات الهيكل" المزعوم، أنصارها والمستوطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، غدًا الأحد، فيما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وكثفت الجماعات المتطرفة في الأيام الأخيرة، عبر مواقعها وصفحات التواصل الاجتماعي، حملتها ودعواتها لحشد آلاف المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في هذه الذكرى، وأداء طقوس تلمودية في باحاته.
وأعلن "اتحاد منظمات الهيكل" توصله إلى تفاهمات مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي لتغيير إجراءات دخول المقتحمين في ذكرى "خراب الهيكل"، بما "يسمح بإدخال آلاف المقتحمين إلى المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال".
وبحسب المختص في شؤون القدس زياد إبحيص، فإن من شأن هذه الإجراءات أن تسمح باقتحام آلاف المستوطنين للأقصى بحماية شرطة الاحتلال؛ وبما يمكن أن يرفع أعداد المقتحمين في اللحظة الواحدة إلى محيط 500 مقتحم، ويمكنهم من فرض الطقوس التوراتية بشكل أكبر وفي نقاط متعددة من الأقصى في اللحظة الواحدة.
ويقود "اتحاد منظمات الهيكل" المزعوم حملة كبيرة وغير مسبوقة تستهدف تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى خلال ما يسمى "أيام الحداد التسعة" التي تتزامن مع ذكرى "خراب الهيكل".
وتأتي الحملة تحت عنوان "מפסקים לבכות מתחלים לבנות"، (توقف عن البكاء وابدأ بالبناء)، وتهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى في ذكرى "خراب المعبد" غدًا، والذي يتزامن هذا العام مع يومي تاسوعاء وعاشوراء بالتقويم الهجري الإسلامي.
والأربعاء الماضي، عقدت منظمة "بيت الحاخام أبراهام كوك"، المعنية بإحياء "إرث مؤسس الصهيونية الدينية"، ومنظمة "قلب المدينة"، المعنية بتطوير المركز اليهودي غرب القدس المحتلة، مؤتمرًا، ناقشت فيه ما سمي "إحياء الهيكل الثالث" وتحديد موقعه، بالتعاون مع "معهد الهيكل"، وتحت رعاية بلدية الاحتلال في القدس.
وفي السياق، وقّع 16 عضوًا في الكنيست الإسرائيلية على طلب مناقشة عاجلة للمطالب التي قدمتها منظمة "جبل المعبد في أيدينا" لحكومة الاحتلال بخصوص اقتحام المسجد الأقصى في ذكرى "خراب المعبد".
وجاء في مطالبها السماح لأفواج المستوطنين باقتحام الأقصى بشكل متزامن، وليس على شكل مجموعات متتالية، وتخفيف مدة الانتظار عند باب المغاربة، كما طالبت بإغلاق الأقصى أمام المسلمين غدًا وحرمانهم من الصلاة في رحابه.
والخميس الماضي، أدى طلاب مدرسة "جبل الهيكل" التوراتية طقوس "بركات الكهنة" كاملة في الساحة الشرقية للأقصى متوجهين إلى قبة الصخرة المشرفة، وذلك في إطار تحضيرهم لفرض طقوس توراتية جماعية في المسجد يوم غد.
ويعتبر الإسرائيليون "خراب الهيكل" المزعوم يوم حزن وحداد على تدمير "هيكل سليمان" على يد البابليين، بينما تعكف "منظمات الهيكل" المزعوم سنويا قبيل هذه الذكرى على حشد الرأي العام الإسرائيلي من أجل المشاركة في الاقتحام الجماعي الكبير الذي تنفذه المنظمات الاستيطانية للأقصى.
وتستغل المنظمات المتطرفة، التي تتبنى فكرة هدم الأقصى وإقامة "الهيكل" فوق أنقاضه، موسم الأعياد والمناسبات في التحريض على تنفيذ المزيد من الاقتحامات للأقصى، وفرض واقع جديد فيه وتحقيق قفزات نوعية في مخطط التقسيم المكاني والزماني للمسجد.
وتأتي الاستعدادات اليهودية، وسط تواصل الدعوات الفلسطينية لتكثيف شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الاقصى لمواجهة اقتحامات المستوطنين المستمرة، ومخططات الاحتلال التهويدية ضد المسجد.