بعد رحلة علاج طويلة لم تنتهِ بعد، استطاع الجريح أوس مفيد شبيب تحدي الظروف ودوّن اسمه في سجل الناجحين بالثانوية العامة، ليُدخل الفرحة إلى بيت عائلته التي عاشت أيامًا عصيبة قلقًا عليه.
وأصيب أوس بجراح حرجة خلال مواجهات عنيفة شهدتها بلدة برقة شمال غربي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة في الخامس والعشرين من كانون أول/ ديسمبر الماضي، ونجا بمعجزة بعد أن ترددت إشاعات عن استشهاده.
وعلى إثر إصابته، مكث نحو ثلاثة أشهر في العناية المكثفة بالمستشفى، ثم واصل رحلة علاجه متنقلا بين بيته والمستشفى حتى شهر أيار/ مايو، منقطعا تماما عن الدراسة.
وأجريت له خلال هذه المدة ست عمليات جراحية خسر خلالها نصف أعضائه الداخلية، فتم استئصال الطحال وإحدى كليتيه ونصف الكبد والبنكرياس وأجزاء من الأوعية الدموية وجدار البطن.
وقال شبيب الذي حصل على معدل 69 بالفرع الأدبي، لوكالة "صفا" أنه أصر على اجتياز التوجيهي هذا العام وعدم الانتظار حتى العام المقبل، لكي يوصل رسالة تحدٍ للاحتلال الذي أراد قتله جسديًا أو تحطيمه معنويًا.
وأضاف أنه ما كان له أن يحصل على هذه النتيجة لولا تحليه بالإرادة والعزيمة، فقد كان يصل الليل بالنهار من أجل متابعة ما فاته من دروس.
ويشير كذلك للرعاية التي تهيأت له بتوفير دروس خصوصية بالمنزل، وكذلك التعاون الذي أبدته التربية والتعليم بتمكينه من تقديم الامتحانات الرسمية في البيت.
ورغم عدم استكمال رحلة علاجه وانتظاره عملية جراحية سابعة، إلا أنه يعتزم مواصلة رحلته التعليمية والالتحاق بالجامعة مباشرة ودون انقطاع.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، أمس، عن نتائج الثانوية العامة – توجيهي 2022 في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والخارج.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بمدينة رام الله، أن نسبة النجاح بلغت هذا العام 68.12 موزعة على الفروع كافة.
وأشارت إلى أن عدد المتقدمين للامتحان في الفروع كافة بلغ (85302) مشترك ومشتركة، نجح منهم (58107) مشترك ومشتركة.